وحدة أوروبية تجاه الصين.. ألمانيا تصادق على "طلاق" أمريكا

عرب وعالم

وزيرة الخارجية الألمانية
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

وكأن كل ما كان ينقص أوروبا هو إهانة دونالد ترامب للرئيس الفرنسي على خلفية تصريحاته حول تايوان، ليبدأ الثأر من سنوات حكم الرئيس السابق.

التفاف أوروبي حول الصين، يرد سهام ترامب الذي انقض على إيمانويل ماكرون بسبب تأكيده على ثبات موقف القارة العجوز من شريكها التجاري الأول.

ورغم أن ماكرون رد الصفعة لترامب بتجاهله بداية، ثم القول إنه لا يرد على رئيس سابق تاركا لقصر الإليزيه مهمة الاستنكار والتنديد، إلا أن الرد الأوروبي لم يتأخر، معلنا توحده وراء هدف الخروج من وصاية واشنطن.

هدف تضعه أوروبا نصب عينيها في وقت قد يحمل ترامب مجددا إلى البيت الأبيض بانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 2024، مع ما يعنيه ذلك من عودة التوتر للعلاقات مع دولة يحكمها رئيس يوجه سهامه بانتظام لقادة القارة.


وحدة أوروبية

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لم تتأخر في دعم ماكرون من نفس مكان تصريحاته، وذلك خلال زيارة إلى بكين الخميس، مؤكدة أن الأوروبيين موحّدون في سياستهم تجاه الصين.

وقالت بيربوك، خلال مؤتمر صحفي في تيانغين بمستهلّ زيارتها الأولى إلى الصين، إنّ "موقفنا ليس موقفًا مشتركًا فحسب، لأنّه حين نتقاسم سوقًا مشتركة لا يمكن أن تكون لدينا مواقف مختلفة تجاه أكبر شريك تجاري للاتّحاد الأوروبي".

وكان ماكرون الذي زار الصين الأسبوع الماضي قال في مقابلة أجراها نهاية الأسبوع إنّ أوروبا لا ينبغي أن تكون "تابعًا" لواشنطن أو بكين فيما يتعلق بقضية تايوان.

وتمسّك الرئيس الفرنسي بتصريحاته المثيرة للجدل خلال زيارته لأمستردام الأربعاء، قائلا إنّ التحالف مع الولايات المتحدة لا يعني "التبعية" لها.


"مؤشر مهم"

وردًّا على سؤال حول تصريحات ماكرون، قالت بيربوك إنّ زيارته للصين برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين كانت "مؤشّرًا مهمًّا للغاية".

وتابعت وزيرة الخارجية الألمانية: "رغم كل الاختلافات داخل الاتحاد الأوروبي، نحن لسنا قريبين فقط من بعضنا البعض بشأن القضايا المركزية لمصالحنا وقيمنا، لكنّنا نتبع (أيضًا) مقاربات استراتيجية مشتركة".

وبتصريحاتها، تعلن بيربوك موقف ألمانيا الرسمي من تصريحات ماكرون، وذلك بعيد وصف وزير دفاع في بلادها بوريس بيستوريوس، ما قاله الرئيس الفرنسي بـ "المؤسف".

وقال بيستوريوس خلال زيارة إلى مالي: "لم نواجه أبدا خطر أن نصبح تابعين للولايات المتحدة"، في وقت نالت فيه مقابلة ماكرون في نهاية الأسبوع إشادة في الصين التي ترفض دعم واشنطن لتايوان.