سقوط "الكاريزما".. اعتقال مُسرب الوثائق العسكرية السرية للبنتاجون

عرب وعالم

اليمن العربي

أيام من التخبط السياسي والاستخباراتي عاشتها الإدارة الأمريكية لكنها انتهت باعتقال الشاب جاك تكسيرا على خلفية الوثائق المسربة.

مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) وجه ضربة متأخرة لصاحب الشخصية الكاريزمية مسرب الوثائق السرية والسرية للغاية الخاصة بالبنتاجون.

وقال إف بي آي، الخميس: "قام فريقنا بعملية اعتقال ويواصل إجراء نشاط إنفاذ القانون المصرح به في منزل بنورث دايتون في ولاية ماساتشوستس".

وتزامنت عملية الاعتقال مع تقرير إعلامي كشف أنه تم التعرف على مشتبه به في تسريب معلومات سرية.

ومن المقرر أن يدلي المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند ببيان حول الوضع في الساعة 1830 بتوقيت غرينيتش اليوم.

وزير العدل الأمريكي إيريك غارلاند أكد القبض على جاك تكسيرا، على خلفية نقل معلومات دفاعية سرية.

صحيفة واشنطن بوست أكدت، في تقرير سابق لها اليوم الخميس، أن المسؤول عن التسريب الهائل للوثائق السرية الخاصة بالحكومة الأمريكية عمل في قاعدة عسكرية أمريكية.

ووصفت المسؤول عن الترسيب بأنه "شاب متحمس ومهتم بالأسلحة النارية، ويتمتع بشخصية كاريزمية، وشارك وثائق سرية للغاية مع مجموعة من المعارف البعيدة الذين يبحثون عن رفقة وسط عزلة وباء كورونا".

وما بدا موجعا لحلفاء واشنطن حول العالم أن الولايات المتحدة تجسست عليهم، وتفاصيل أخرى قاتمة للحرب الروسية الأوكرانية، أشعلت جميعها حرائق دبلوماسية في جنبات البيت الأبيض.

معلومات "واشنطن بوست" كشفت أن المجموعة المسؤولة عن التسريب مشكلة من نحو عشرين شخصا "اتحدوا بحبهم المتبادل للبنادق والعتاد العسكري"، كما أن معظمهم من الرجال والفتيان وتجمعوا منذ عام 2020 على منصة ديسكورد.

ومنصة "ديسكورد" معنية بخدمة دردشة شهيرة بين لاعبي ألعاب الفيديو، وتحظى بشعبية لدى تلك المجموعة، فعندما نشر رجل يطلق عليه البعض (OG) رسالة مليئة بالاختصارات والمصطلحات الغريبة، كشف أحد الأعضاء أن الكلمات كانت غير مألوفة، وقليل من الناس قرأوا الملاحظة الطويلة.

لكن عضو المجموعة كان يوقر OG باعتباره الزعيم الأكبر لقبيلتهم "مجموعتهم" الصغيرة، حيث ادعى حينها أنه يعرف الأسرار التي حجبتها الحكومة الأمريكية عن المواطنين العاديين.

واتضح أن تسريبات الوثائق العسكرية الأمريكية لم تقدم لمحة ليس فقط عن كيف تجمع أمريكا المعلومات الاستخباراتية فحسب، وإنما أيضا عما تعتقده بشأن مختلف الدول.

وتركز الوثائق -التي يبلغ عددها العشرات وتم تسريبها قبل أكثر من شهر في الغالب- على الحرب في أوكرانيا، إذ تقدم تقييمات صريحة إلى قدرات الجيشين الأوكراني والروسي.

ومع ذلك، تتجاوز البلدان الواردة في الوثائق المشاركين المباشرين في الصراع، مع ذكر عمالقة جيوسياسيين مثل الصين، وبلدان إقليمية أصغر مثل هايتي.

وتتعلق الوثائق في الأساس بالقوة العسكرية لأوكرانيا بعد عام من القتال المحتدم، مشيرة إلى نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الأوكرانية والمشكلات المحتملة في إمدادات الذخيرة.

ومن بين التفاصيل المقلقة في الوثائق، ما قالته وثيقة تعود لنهاية فبراير/شباط الماضي، معدة لهيئة الأركان المشتركة بوزارة الدفاع الأمريكية بشأن "قدرة أوكرانيا على تقديم دفاع جوي متوسط المدى لحماية (الخطوط الأمامية)، وأنها ستتقلص تماما بحلول 23 مايو/أيار المقبل".

الوثائق نفسها قدمت مزيدا من الأدلة حول أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي اخترق الجيش الروسي إلى درجة معقولة، وفي بعض الحالات تمكنت الولايات المتحدة من تحذير أوكرانيا من هجمات وشيكة، حسب ما أشارت إليه الوثائق.

كما تقدم بعض الوثائق مزيدا من التفاصيل بشأن أحداث مقلقة، ويقول تقرير إن طائرة مقاتلة روسية كادت تسقط طائرة مراقبة بريطانية في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، قبالة ساحل القرم، وهو حادث كان ليكون أخطر مما تم الاعتراف به علنا في ذلك الوقت.