باستضافة المقداد واجتماع جدة.. تحركات سعودية لإعادة سوريا للجامعة العربية

عرب وعالم

اليمن العربي

اتخاذ خطوات تساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، أحد بنود بيان سعودي سوري مشترك، كشف عودة مرتقبة لدمشق إلى الجامعة العربية، بعد قطيعة سنوات.

وبعد سنوات من غياب سوريا عن الجامعة العربية بسبب أحداث 2011 وما تلاها، شهد الملف السوري زخمًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، وانفتاحًا عربيًا، نحو إعادة دمشق مجددًا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

ذلك الحراك والذي قادته دولة الإمارات، شهد تجاوبًا من بلدان عربية عدة؛ كان آخرها السعودية والتي استضافت الأربعاء وزير خارجية سوريا فيصل المقداد لأول مرة منذ عام 2011 على أراضيها، في مباحثات مشتركة.

وفي ختام تلك الزيارة التي دامت يومًا واحدًا، صدر بيان صحفي مشترك، تضمن نقاطًا عدة، قد تكون أساسًا لحلحلة الأزمة السورية.


فماذا تضمن البيان الختامي؟

قالت وكالة الأنباء السعودية، إن جلسة مباحثات بين الجانبين، عقدت الأربعاء، جرى خلالها مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها.

وبحسب البيان، فإن الجانبين اتفقا على أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.

وأكد الجانبان على أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.

كما بحث الجانبان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي. وأعرب الجانبان عن ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين.

فيما أعرب وزير الخارجية السوري، عن تقدير بلاده للجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة السورية، وتقديمها المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من جراء الزلازل التي ضربت سوريا.


اجتماع جدة

يأتي التحرك السعودي، بعد يوم من دعوة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أعضاءها لحضور اجتماع، يوم الجمعة المقبل، في مدينة جدة لتبادل وجهات النظر حول إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدولة العربية.

وعن ذلك الاجتماع، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في إيجاز صحفي بمقر الوزارة بالدوحة، إن الهدف الأساسي من "هذا الاجتماع التشاوري" الذي تشارك فيه دول الخليج، إضافة إلى الأردن ومصر والعراق، هو "التباحث حول الوضع في سوريا".

وتبذل المملكة العربية السعودية، جهودًا حثيثة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، قبل انعقاد القمة العربية في الرياض الشهر المقبل.


تحركات تونسية

كما يأتي في اليوم نفسه، الذي أعلنت فيه سوريا، موافقتها الفورية على تعيين سفير لتونس بدمشق، مؤكدة أنها قررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة المقبلة".

وبحسب البيان التونسي السوري المشترك، فإن الخطوة تأتي "تجاوبًا مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية"، مشيرًا إلى أنه "حرصًا من الجانبين على إعادة العلاقات السورية - التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين".