هل تستعين واشنطن بـ "الصواريخ المصرية" لحماية البنتاجون؟

عرب وعالم

اليمن العربي

وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مكشوفة أمام سيل من تسريبات لوثائق فائقة السرية، أضرت بمواقف حلفائها في لحظة تاريخية حرجة.

فمن كوريا الجنوبية إلى أوكرانيا مثلت التسريبات التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية زلزال رج جهود واشنطن لدعم كييف في المعارك الدائرة منذ أكثر من عام ضد الجيش الروسي.

ولم يجد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز وصفا مناسبا لما جرى سوى قوله إن "تسريب الوثائق السرية مؤسف للغاية".

لكن ربما تستعين واشنطن بـ "الصواريخ المصرية" لإعادة خطتها لحماية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من الآثار السلبية التي خلفها التسريب، بالتشكيك في صحة بعض ما نشر.

إذ كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت وثيقة من ضمن الوثائق السرية المسربة تقول إن "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمر بإنتاج 40 ألف صاروخ لصالح روسيا، وأصدر تعليمات للمسؤولين بالحفاظ على سرية الإنتاج والشحن لتجنب المشاكل مع الغرب".

وذكرت الصحيفة أنها حصلت على وثيقة مسربة، بتاريخ 17 فبراير/ شباط الماضي، تخص محادثات بين السيسي وكبار المسؤولين العسكريين المصريين" وتشير أيضا إلى خطط لتزويد روسيا بقذائف المدفعية والبارود".

لكن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أكد أنه لا يوجد أي مؤشر على أن مصر زودت روسيا بأي أسلحة فتاكة.

وجاء ذلك تعقيبا على ما نشرته "واشنطن بوست" حول خطة مصر إمداد روسيا بالصواريخ.

وأكد كيربي أنه "لا يوجد مؤشر على أن مصر تقدم مساعدة لروسيا على شكل أسلحة فتاكة".

وأضاف، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن "مصر شريك أمني مهم في المنطقة ولا تزال كذلك، والجيش الأمريكي لديه علاقة دفاعية طويلة الأمد مع مصر تعود إلى سنوات عديدة".

ويبدو النفي الأمريكي لإحدى الوثائق المسربة أبرز خطوة على طريق احتواء أزمة تسببت في تصدع صورة واشنطن لدى الحلفاء، وسط مخاطر بمراجعة سياستهم لتبادل المعلومات الأمنية مع واشنطن في ضوء ما جرى.

وكان مسؤولون في أوكرانيا قد أشاروا في وقت سابق إلى تعديل خطة لهجوم في الربيع بعد التسريبات الأمريكية، كما تبحث وكالات الاستخبارات في عدد من عواصم العالم الأضرار الناتجة عن نشر تلك الوثائق.

لكن النفي الأمريكي عززه أيضا ما صرح به المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، حيث أكد أن المزاعم حول خطط مصر لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ "سرا" "ملفقة "، وأنه يجب التعامل معها على هذا الأساس.

وكانت الصحيفة الأمريكية أوردت ضمن تثريرها ردا من المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، قال فيه إن "موقف مصر منذ البداية يقوم على عدم التدخل في هذه الأزمة والالتزام بالمحافظة على مسافة متساوية مع الجانبين (الروسي والأوكراني)، مع التأكيد على دعم مصر لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وتابع: "نواصل حث الطرفين على وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل سياسي من خلال المفاوضات".

وكانت القاهرة قد أيدت قرار الأمم المتحدة الذي طالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، لكنها رفضت منهج العقوبات الاقتصادية ضد موسكو في الأزمة الحاصلة، ودعت إلى حلول دبلوماسية لوقف الحرب.