شكري إلى تركيا.. حرارة الصيف تذيب جبل الجليد بين القاهرة وأنقرة

عرب وعالم

اليمن العربي

خطوات متلاحقة على طريق تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا تسارعت وتيرتها مؤخرا، بزيارات دبلوماسية وتصريحات إيجابية.

فبعد سنوات من قطع العلاقات المصرية-التركية انخرط البلدان في جهود دبلوماسية، بشرت بـ "تطبيع قريب" بين البلدين، اللذين يعدان "رمانة الميزان" في المنطقة.

فمن مصافحة المونديال بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجيب طيب أردوغان، مرورا بالاتصال الرئاسي إبان كارثة زلزال 6 فبراير/شباط الماضي، وزيارة وزير خارجية مصر سامح شكري إلى تركيا حاملا في جعبته مساعدات قدمتها بلاده لأنقرة، إلى زيارة أجراها نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، خطوات متسارعة على طريق التطبيع.

إلا أن خطوة جديدة شقت طريقها إلى البلدين، تمثلت في تصريح لوزير خارجية تركيا، لقناة "إيه خبر" التلفزيونية الخاصة، قال فيه إن شكري سيزور تركيا قريبا، ربما هذا الأسبوع، مضيفا أن تفاصيل الزيارة سيُعلن عنها يوم الأربعاء.

وأضاف: "لقد تم استقبالنا بشكل جيد في مصر.. كانت زيارتنا إيجابية للغاية، وحان الوقت الآن لاتخاذ خطوات ملموسة ببطء (..) يمكننا خلال زيارة شكري اتخاذ خطوات لتعيين سفيرين".


فهل تعود علاقات البلدين؟

يقول المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية الدكتور طه أوغلو عودة، إن زيارة شكري لأنقرة تعكس الخطوات المتقدمة والمتسارعة في مسار العلاقات بين البلدين، لا سيما أنها تأتي بعد أسابيع من زيارة جاويش أوغلو لمصر".

وأكد المحلل السياسي التركي أن زيارة الرئيس المصري لأنقرة ستكون مقدمة لعودة سفيري البلدين، وتمهيدا لعقد قمة على مستوى رئاسة البلدين، مشيرا إلى أن أنقرة والقاهرة بصدد فتح صفحة جديدة من العلاقات، عنوانها التعاون والنظر للمستقبل.

وأشار إلى أن هناك آفاقا كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي بين البلدين، مضيفا أن "العلاقات ستشهد تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، سواء في حالة فوز أردوغان أم لا في الانتخابات القادمة".

الأمر نفسه أشار إليه الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة الدكتور بشير عبدالفتاح، قائلا إن زيارة شكري تعد خطوة مهمة متقدمة في سياق استثمار البلدين لمساعي تطبيع العلاقات".

وأوضح الخبير في الشأن التركي، أن هناك تسريعا لوتيرة التقارب بين الدولتين، وعودة السفراء والتي تمهد لزيارة الرئيس التركي للقاهرة، مشيرا إلى أن "الأتراك حريصون على ألا تجرى الانتخابات قبل تجاوز جبل الجليد مع القاهرة".


حسابات أردوغان

وحول إمكانية عقد لقاء قريب بين الرئيس المصري ونظيره التركي، قال عبدالفتاح إن "الأمر يتوقف على حسابات الرئيس أردوغان الداخلية الانتخابية، مضيفا أنه "إذا ما شعر (أردوغان) أنه سينعكس إيجابا على وضعه الانتخابي التنافسي سيقوم بزيارة سريعة للقاهرة عقب عيد الفطر، وإذا رأى أنها لن تؤتى ثمارها الانتخابية سيؤجلها، لتكون مصر أول دولة يزورها في حال فوزه".

وزار جاويش أوغلو القاهرة الشهر الماضي بعد عشر سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية في أعقاب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، في ثورة شعبية اقتلعت الإخوان من جذورهم في مصر، عام 2013.

كما زار شكري تركيا قبل أسبوعين للتعبير عن تضامنه بعد الزلزال المدمر والهزات اللاحقة له التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وقال شكري الشهر الماضي إن المحادثات مع تركيا بشأن استئناف سفيري كلا البلدين عملهما ستجري في الوقت المناسب.


مشاورات التطبيع

وبدأت المشاورات بين كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في أنقرة والقاهرة في 2021 عندما سعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية، لكن تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة أخذ في التسارع بعد أن تصافح الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في الدوحة خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة لكرة القدم التي استضافتها قطر.

وقال جاويش أوغلو إن الرئيسيين قد يجتمعان وجها لوجه مرة أخرى بعد انتخابات 14 مايو/أيار في تركيا.