خبراء: أجساد المصابين بمرض عقلي "أكبر بيولوجيا من أعمارهم الفعلية"!

منوعات

اليمن العربي

أظهرت دراسة جديدة أن أجساد المصابين بمرض عقلي قد تكون أكبر بيولوجيا من أعمارهم الفعلية.

وتشير الدراسة إلى أن الذين لديهم تاريخ من حالات مثل الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب أو اضطرابات القلق لديهم إشارات في دمائهم تشير إلى أنهم أكبر من أعمارهم.

 

خبراء: أجساد المصابين بمرض عقلي "أكبر بيولوجيا من أعمارهم الفعلية"!


على سبيل المثال، وجدت النتائج أن المصابين بالاضطراب الثنائي القطب لديهم علامات دموية تشير إلى أنهم أكبر بنحو عامين من أعمارهم الزمنية.

ووفقا للباحثين، فإن النتائج التي توصلوا إليها قد تقطع شوطا ما في تفسير سبب ميل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية إلى أن يكون لديهم عمر أقصر وأمراض مرتبطة بالعمر أكثر من عامة السكان.

وقال كبير الباحثين الدكتور جوليان موتز، من كينغز كوليدج لندن: "من الممكن الآن التنبؤ بعمر الناس من خلال مستقلبات الدم. وجدنا، في المتوسط، أن أولئك الذين لديهم تاريخ من المرض العقلي مدى الحياة لديهم ملف تعريف مستقلب ما يعني أنهم أكبر سنا من أعمارهم الفعلية. على سبيل المثال، كان لدى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب علامات دموية تشير إلى أنهم أكبر بنحو عامين من عمرهم الزمني".

ونظر الباحثون في بيانات 168 مستقلبا مختلفا في الدم (منتجات التمثيل الغذائي) من 110780 مشاركا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وربطوا هذه البيانات بمعلومات حول ما إذا كان لدى الأشخاص تاريخ من المرض العقلي، ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من مرض عقلي لديهم ملف تعريف أيضي أكبر مما كان متوقعا بالنسبة لأعمارهم.


وأضاف الدكتور موتز: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن أجساد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية تميل إلى أن تكون أكبر سنا مما هو متوقع بالنسبة للأفراد في سنهم.

وهذا قد لا يفسر كل الاختلاف في الصحة ومتوسط العمر المتوقع بين أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية وعامة السكان، لكنه يعني أن تسارع الشيخوخة البيولوجية قد تكون عاملا مهما".

وتابع: "إذا تمكنا من استخدام هذه العلامات لتتبع الشيخوخة البيولوجية، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير كيفية مراقبة الصحة البدنية للمصابين بأمراض عقلية وكيفية تقييمنا لفعالية التدخلات التي تهدف إلى تحسين الصحة البدنية".

تم تقديم الدراسة في المؤتمر الأوروبي للطب النفسي في باريس، فرنسا.

التوتر أو الإجهاد هو رد فعل نفسي وجسدي طبيعي تجاه متطلبات الحياة والذي سيختبره الكثيرون من حين لآخر، وهو ما يؤثر سلبا على الصحة الجسدية والعقلية.

وفي حين أننا نعلم جميعا أن الشعور بالتوتر ليس جيدا، فقد لا نكون على دراية بالآثار السلبية الخطيرة التي يمكن أن تحدثها هذه الحالة على صحتنا العامة.
ويقول كريس نيوبري، الصيدلاني في The Independent Pharmacy، في حديثه لموقع "ميترو" البريطاني: "يتسبب الإجهاد في مجموعة كاملة من الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية، بما في ذلك الصداع والتعب والقلق والتهيج وحتى تغيرات في الشهية والانسحاب الاجتماعي. ويمكن أن تختلف التجربة الكلية للتوتر بشكل كبير من شخص إلى آخر، وقد يشعر بعض المرضى أنها طاقة عصبية غير مريحة، بينما قد يشعر بها البعض الآخر على أنها تهيج وغضب".

وتابع: "مع ذلك، فإن الموضوع المشترك الذي أبلغ عنه العديد من المرضى الذين يعانون من الإجهاد هو الإحساس بفقدان السيطرة".

ويمكن أن تؤدي الكميات الكبيرة من الضغط الواقع على الجسم إلى عدد من العواقب الخطيرة والمشاكل الصحية على المدى الطويل.

الخرف

كشفت دراسة حديثة عن أدلة تشير إلى أن التوتر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

وسألت الدراسة، التي قادتها جامعة ألاباما، أكثر من 24 ألف بالغ عن عدد المرات التي شعروا فيها بالتوتر (الإجهاد) أو أنهم غير قادرين على التعامل مع كل ما يتعين عليهم القيام به.

ووفقا للنتائج، وُجد أن أولئك الذين أبلغوا عن مستويات عالية من التوتر كانوا أكثر عرضة بنسبة 37% للإصابة بالخرف في سنواتهم اللاحقة.


وقالت الدراسة: "الإجهاد الملحوظ مرتبط بالمؤشرات الهرمونية والالتهابية للشيخوخة المتسارعة، فضلا عن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والوفيات. كما ارتبطت بمشاكل النوم وضعف الوظيفة المناعية".

أزمة قلبية

في ورقة بحثية نُشرت عام 2017 في مجلة The Lancet، وجد باحثون من جامعة هارفارد أن الإجهاد المستمر قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

ويتكون البحث من دراستين واقترحتا أنه عندما تكون متوترا، فإن اللوزة (منطقة في الدماغ تتعامل مع الإجهاد) ترسل إشارات إلى نخاع العظم لإنتاج خلايا دم بيضاء إضافية.

وهذا بدوره يتسبب في التهاب الشرايين ونعلم أن الالتهاب يدخل في العملية التي تؤدي إلى النوبات القلبية والذبحة الصدرية والسكتات الدماغية.

ونظرت الدراسة أيضا في التهاب الشرايين والنشاط في اللوزة لدى الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الشديد. ووجد الباحثون علاقة مباشرة بين ارتفاع نشاط اللوزة وزيادة التهاب الشرايين.

مشاكل في الجهاز الهضمي

تؤثر اضطرابات الجهاز الهضمي على 35% إلى 70% من الأشخاص في مرحلة ما من الحياة. ويمكن أن يرجع ذلك إلى العديد من العوامل البيولوجية، لكن الإجهاد يمكن أن يلعب دورا مهما في مثل هذه الأمراض.


ووفقا لمؤسسة Harvard Health، فإن نظامنا العصبي المعوي (الذي يتحكم في سلوكنا المعدي المعوي) هو دماغ ثان.

وإذا كان الإجهاد في الجسم، فإن الطريقة التي يعمل بها تتغير.

وقالت المؤسسة الصحية: "بعد استشعار دخول الطعام إلى الأمعاء، تقوم الخلايا العصبية المبطنة للجهاز الهضمي بإرسال إشارات إلى خلايا العضلات لبدء سلسلة من الانقباضات المعوية التي تدفع الطعام إلى مسافة أبعد، وتقسيمه إلى عناصر مغذية ونفايات. وفي الوقت نفسه، يستخدم الجهاز العصبي المعوي الناقلات العصبية مثل السيروتونين للتواصل والتفاعل مع الجهاز العصبي المركزي".

وهكذا، نظرا لأن الإجهاد يؤدي إلى استجابة "القتال أو الهروب"، يمكن إعاقة عمليات الهضم.

وأضافت Harvard Health: "عندما يصبح الشخص متوترا بدرجة كافية لتحفيز استجابة القتال أو الهروب، على سبيل المثال، يتباطأ الهضم أو حتى يتوقف حتى يتمكن الجسم من تحويل كل طاقته الداخلية لمواجهة تهديد محتمل. واستجابة للإجهاد الأقل شدة، مثل التحدث أمام الجمهور، قد تبطئ عملية الهضم أو تتعطل مؤقتا، ما يتسبب في آلام في البطن وأعراض أخرى لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية".

زيادة الوزن

يمكن أن يؤثر الإجهاد أيضا على قدرة الشخص على الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن. ويمكن أن يكون هذا نتيجة لارتفاع مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول أو بسبب السلوكيات غير الصحية التي يسببها الإجهاد.


وفي عام 2015، أجرى باحثون من جامعة ولاية أوهايو مقابلات مع نساء حول الإجهاد الذي تعرضن له في اليوم السابق. ثم تناول وجبة غنية بالدهون والسعرات الحرارية.

واكتشف الباحثون، في المتوسط، أن النساء اللائي أبلغن عن ضغط واحدة أو أكثر خلال الـ 24 ساعة السابقة، أحرقن 104 سعرات حرارية أقل من أولئك اللائي لم يتعرضن للتوتر.

وفي عام واحد، يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الوزن بمقدار 5 كغ تقريبا (11 رطلا). وفي الوقت نفسه، فإن أولئك اللائي ادعين أنهن تعرضن للإجهاد كانت لديهن مستويات أعلى من الإنسولين. ويساهم هذا الهرمون في تخزين الدهون.