اكتشاف ارتباط "غير متوقع" بين نمط النوم وخطر الإصابة بالربو.. ما القصة؟

منوعات

اليمن العربي

توصلت دراسة استمرت عقدا من الزمان إلى أن قلة النوم يمكن أن تسبب استجابة التهابية في الجسم ما يزيد من خطر الإصابة بالربو.

 

اكتشاف ارتباط "غير متوقع" بين نمط النوم وخطر الإصابة بالربو.. ما القصة؟

 

ويصيب الربو نحو 300 مليون شخص حول العالم. ولا يعرف العلماء سبب إصابة البعض بهذه الحالة، على الرغم من أن غالبية الحالات ترتبط بأسباب وراثية وبيئية ومهنية.


واستخدم فريق من جامعة شاندونغ في الصين بيانات من البنك الحيوي البريطاني لفحص نصف مليون شخص يعانون من أنماط نوم مختلفة على مدى 10 سنوات، تتراوح أعمارهم بين 38 و73 عاما.

ووجد الخبراء أن أنماط النوم الصحية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالربو، بينما أدت قلة النوم إلى زيادة احتمالية التشخيص.

وكشفت النتائج أن المخاطر الوراثية المنخفضة جنبا إلى جنب مع نمط النوم الصحي يمكن أن تمنع نحو خمس حالات الربو.

وقال العلماء: "سلطت الدراسة الضوء على أهمية الاكتشاف المبكر وإدارة اضطرابات النوم، والتي يمكن أن تكون مفيدة في الحد من الإصابة بالربو".

وفي بداية الدراسة، سُئل المشاركون عن أنماط نومهم، بما في ذلك ما إذا كانوا "طائرا مبكرا (من ينامون باكرا ويستيقظون باكرا) أو "بومة ليلية" (أولئك الذين يميلون إلى البقاء مستيقظين إلى وقت متأخر من الليل)، ومدة نومهم، وما إذا كانوا يشخرون، ويعانون من الأرق، وما إذا كانوا يعانون من النعاس المفرط أثناء النهار.

وتم تعريف نمط النوم الصحي على أنه "الطائر المبكر"، والنوم لمدة سبع إلى تسع ساعات في الليلة، ونادرا ما يعاني من الأرق، مع عدم الشخير وعدم النعاس بشكل متكرر أثناء النهار.
واستنادا إلى إجابات المشاركين، كان لدى 16% نمط نوم صحي، و62% لديهم نمط نوم متوسط، و22% لديهم نمط نوم سيء.

وكانت لدى ثلث المشاركين مخاطر وراثية عالية للإصابة بالربو، وكان الثلث الآخر معرضا لخطر متوسط والثلث الأخير كان حالات منخفضة المخاطر.

وبالمقارنة مع أولئك المعرضين لخطر وراثي منخفض، فإن أولئك الذين لديهم أعلى مخاطر وراثية كانوا عرضة أكثر بنسبة 47% للإصابة بالربو، في حين أن أولئك الذين يعانون من نمط نوم سيئ كانوا أكثر تعرضا بنسبة 55%.

وقلل نمط النوم الصحي من خطر الإصابة بالربو بنسبة 44% لدى أولئك المعرضين لخطر وراثي منخفض، و41% في المعرضين لمخاطر متوسطة و37% في أولئك المعرضين لخطر وراثي مرتفع.

وعلى مدى 10 سنوات من الدراسة، تم تشخيص 4% من المشاركين بالربو، وفقا للورقة البحثية المنشورة في BMJ Open Respiratory.

وقال الباحثون إن هؤلاء الأشخاص كانوا أكثر تعرضا لصفات معينة، بما في ذلك أنماط النوم السيئة، والسمنة، والمخاطر الوراثية العالية للربو، وارتفاع مستويات التدخين والشرب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة التعرض لتلوث الهواء.

دحض باحثون من جامعتي الملكة ماري وإدنبرة في بريطانيا فائدة فيتامين D للأشخاص المصابين بالربو، كما جاء في منشورات منظمة كوكرين المستقلة غير الربحية.


وتشير مجلة Cochrane Database of Systematic Reviews إلى أن آخر منشور عن العلاقة بين فيتامين D والربو نشر عام 2016 وتضمن الإشارة إلى تسع دراسات شارك فيها 1093 شخص، حيث طرحت حينها فكرة مفادها أن نقص فيتامين D يزيد من خطر نوبات الربو الحادة، وأن تناوله بالجرعة اللازمة يخفض هذه النوبات.
والآن أصدر العلماء المزيد من الدراسات وتم تحديث نتائج المراجعة، وكذلك تحليل نتائج 20 تجربة عشوائية ذات شواهد، شارك فيها 1155 طفلا و1070 بالغا مصابا بالربو، معظمهم يعانون من ربو خفيف أو معتدل.

وأظهرت نتائج المقارنة بين مجموعتين: الأولى تناولت مكملات غذائية مع فيتامين D، والثانية تناولت مكملات وهمية، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بينهما من حيث عدد نوبات الربو التي تتطلب تناول الأدوية الستيرويدية. كما اتضح ان فيتامين D لا يسمح بالسيطرة على الربو حتى لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصه.

ويؤكد الباحثون على أن عدد الأشخاص الذين شاركوا في هذه الدراسة ويعانون من الربو الحاد وأن نقص فيتامين D كان محدودا لديهم. لذلك يخططون لإجراء دراسة إضافية بمشاركة عددا أكبر منهم.

وتجدر الإشارة إلى أن كوكرين (Cochrane) هي منظمة دولية غير ربحية تدرس الطرق المستخدمة وطرق العلاج الحالية بناء على البحوث الطبية القائمة على الأدلة. ويصدر فريق كوكرين مراجعاته الخاصة مع التوصيات التي تعتبر موثوقة في المجتمع الطبي بصورة دورية.