نمر النمر.. أحد أسباب قطع العلاقات السعودية الإيرانية ورمز لعودتها

عرب وعالم

اليمن العربي

خطوات متسارعة على طريق تطبيع العلاقات السعودية-الإيرانية رسمت واقعا جديدا بين بلدين باحثين عن تصفير المشكلات، أملا في إعادة استقرار طال انتظاره.

ففيما خطت السعودية خطوة نحو إيران بإيفاد فريق فني معني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات المملكة العربية السعودية في العاصمة طهران، كانت الأخيرة على موعد مع خطوة في ذلك الاتجاه، وإن كان الإعلان عنها لم يكن رسميًا.


خطوة رمزية

تلك الخطوة التي بدت رمزية إلى حد كبير، تمثلت في إعلان وسائل إعلام إيرانية إزالة لافتة تحمل اسم نمر باقر النمر في شارع قرب القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية.

وكانت بلدية مشهد حولت في 3 ینایر/ کانون الثاني عام 2016 اسم شارع سجاد إلى نمر باقر النمر، رجل دين شيعي، بعد یوم واحد من إعدام الأخیر في السعودية، إثر إدانته في قضية تتعلق بالإرهاب.

وتداول صحفيون محليون في إیران على مواقع التواصل الاجتماعی، السبت، صورا تظهر إنزال اللافتة التي تحمل اسم نمر من الشارع الواقع به مقر القنصلية السعودية في مشهد.

ولم تعلق السلطات الإیرانیة رسميا على هذا الموضوع، لكنّ مراقبين رجحوا أن تكون الخطوة تمهيدًا لإعادة فتح سفارتي البلدين في الأيام المقبلة.

وبعد وقت قصير من إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر في السعودية قبل 7 سنوات، هاجم عدد من المتظاهرين المؤيدين للنظام الإيراني السفارة والقنصلية السعودية في مشهد وطهران، ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين.


خطوات على الطريق

إلا أنه بعد 7 سنوات من قطع العلاقات، اتفقت السعودية وإيران في 10 مارس/آذار الماضي على عودة العلاقات، وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وقبل يومين التقى وزيرا خارجية السعودية فيصل بن فرحان وإيران حسين أمير عبداللهيان، في العاصمة الصينية بكين، ووقعا على بيان مشترك شمل استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات، وكذلك بدء ترتيبات إعادة فتح السفارتين والقنصليات.

ونص البيان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001، وتفعيل اتفاقية التعاون العام الموقعة عام 1998، وتضمن استئناف زيارات المسؤولين ووفود القطاع الخاص.


إرادة قوية

وفي أول تفعيل لذلك البيان المشترك، وصل يوم السبت، الفريق الفني السعودي المعني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات المملكة العربية السعودية في إيران إلى العاصمة طهران.

والتقى الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم، مع رئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وخلال اللقاء، عبّر رئيس الفريق عن شكره لرئيس المراسم السفير هوناردوست على ما لقيه الفريق من حفاوة الاستقبال وتسهيل إجراءات وصول الفريق، بينما أعرب هوناردوست عن استعداد بلاده وجاهزيتهم لتقديم جميع التسهيلات والدعم لتسهيل مهمة الفريق السعودي.

وبحسب مراقبين، فإن تسارع خطى عودة العلاقات الدبلوماسية منذ التوصل لاتفاق بشأن ذلك الشهر الماضي، يؤشر على إرادة سياسية قوية في البلدين على إتمام الخطوة، ورغبة في إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط.