انتصار دبلوماسي.. تعرف على خطة مصر لاستعادة جواز سفر السادات

عرب وعالم

اليمن العربي

"انتصار دبلوماسي" أحرزته مصر التي تحتفي بذكرى حرب كان قائدها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي عُرض جواز سفره بدار مزادات أمريكية استعدادا لبيعه.

وكانت مصر التي كان رئيسها -آنذاك- محمد أنور السادات تمكنت في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 الذي وافق العاشر من رمضان، من إحراز نصر عسكري على إسرائيل "باقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة".

إلا أنه بعد مرور قرابة 50 عاما على ذلك "الانتصار" كان جواز سفر قائده الراحل محمد أنور السادات معروضا في دار مزادات أمريكية استعدادا لبيعه، مما أثار غضب المصريين، وأطلق نداءات لضرورة التدخل السريع لمنع بيعه.


قصة جواز سفر السادات

وكانت دار المزادات الأمريكية "هيرتيدغ" أعلنت في مارس/آذار الماضي عن عرضه للبيع بمبلغ يتخطى الـ47 ألف دولار، مشيرة إلى أن جواز السفر مصنف "دبلوماسيا"، ويحمل رقم 1 صادر في 19 مارس/آذار في 1974، وظل سار المفعول حتى 18 مارس/آذار 1979 قبل تجديده حتى 18 مارس/آذار 1981.

ويتضمن جواز السفر المنسوب للرئيس الراحل رحلته إلى الولايات المتحدة عام 1978 وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وسفره إلى إسرائيل، حسب بيانات دار المزادات التي أشارت إلى أن الجواز به تآكل طفيف من كثرة الاستخدام.

وبعد أكثر من شهر على تداول صوره عبر موقع دار مزادات أمريكية استعدادا لبيعه، أعلنت مكتبة الإسكندرية يوم الأحد حصولها على جواز السفر الدبلوماسي للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

ولم يكشف مدير المكتبة أحمد زايد في لقاء مع الصحفيين عن كيفية الحصول على جواز السفر أو إعادته لمصر، مكتفيا بالقول "استردته أجهزة الدولة المصرية من الخارج، وبسرعة تفوق أي تصور".

وأضاف: "نظرا لثقة الدولة المصرية في مكتبة الإسكندرية ودورها في الحفاظ على تراث الوطن وأبنائه، تم التوجيه بضم جواز السفر المسترد إلى مجموعة مقتنيات الرئيس الراحل بالمكتبة، وعرضه عرضا متحفيا مناسبا يليق برؤساء مصر".


خطوات سريعة

من جانبه، أبدى النائب المصري كريم السادات، حفيد الرئيس الراحل، سعادته باتخاذ الدولة خطوات سريعة عبر وزارة الخارجية لاستعادة جواز السفر الخاص بجده.

وأضاف السادات أن الدولة حافظت على إرث أنور السادات الذي عاش من أجل كرامة المصريين بجميع أطيافهم.

فيما قال مدير مكتبة الإسكندرية المصرية الدكتور أحمد زايد، إن أجهزة الدولة المصرية تحركت سريعا فور الإعلان عن طرح جواز سفر الرئيس الراحل أنور السادات للبيع داخل صالة المزادات، مما ساعد في استعادته بشكل سريع.

وأوضح زايد أن جواز السفر وصل إلى مصر، وتسلمته مكتبة الإسكندرية لحفظه مع 10 مقتنيات أخرى إلى متحف السادات الموجود بالمكتبة، مؤكدا أن الجواز لونه أحمر دبلوماسي يحمل الرقم 1، فيما غلافه مكتوب بالذهب باللغتين العربية والفرنسية.

وتحتوي الصفحتان الثانية والثالثة على بيان مطبوع من وزير الخارجية، يطلب تقديم العون والمساعدة لحامله "محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية".


متحف السادات

وعن الحفاظ عليه بمتحف السادات بالمكتبة، قال زايد إن المتحف الذي يعد الأول من نوعه يخص مقتنيات الرئيس الراحل، التي أهدته أسرته له (للمتحف)، مثل بعض التحف، وأزياء عسكرية، وأوراق مكتوبة بخط يده، والعصى التي اشتهر بها.

ولفت إلى أن المقتنيات الجديدة التي وضعها بالمتحف تشمل المفتاح الذي أُعطي له لحظة استلام مدينة العريش، وميدالية، وكأس أعطاه له أحد الزعماء بعد حصوله على جائزة نوبل عام 1978، مشددا على أن متحف المكتبة يحظى بتأمينات مشددة حفاظا على تلك المقتنيات الثمينة.

وأكد أن المكتبة ستعمل على الحفاظ على الجواز بحالته بعد اتخاذ كافة الأساليب المتبعة، للحفاظ على المخطوطات والأوراق الهامة.

وكانت مكتبة الإسكندرية قد خصصت مساحة 260 مترا داخلها لتأسيس متحف السادات في 2009، ليضم مجموعة من الأوسمة والنياشين والملابس والصور والمتعلقات الشخصية.


مقتنيات السادات

وعرضت المكتبة يوم الأحد أيضا مجموعة من المقتنيات الجديدة التي ضمتها لأول مرة لمتحف السادات بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر العاشر من رمضان 1973.

ومن هذه المقتنيات ميدالية من إسرائيل صدرت بمناسبة توقيع معاهدة السلام عام 1979، وميدالية تذكارية من الدارسين المصريين بإيطاليا للسادات بمناسبة زيارته لتلك الدولة الأوروبية عام 1976، ومفتاح مدينة العريش التذكاري بمناسبة عودة العريش للسيادة المصرية عام 1979.

ويطلق على الرئيس الراحل "رجل الحرب والسلم"، بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978 مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد.