هجمة مرتدة على "سياسة روسيا".. أمريكا في "الحديقة الخلفية"

عرب وعالم

اليمن العربي

ساعات فقط مرت على إعلان روسيا استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة، لكنها تعرضت لعواصف معاكسة بـ "الحديقة الشرقية".

إذ طالب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي خلال اجتماع في بولندا، الجمعة، الولايات المتّحدة بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة التي تعد الجوار المباشر لروسيا.

وعقد وزراء خارجية دول "مجموعة بوخارست التسع" اجتماعهم في مدينة لودز البولندية، تحضيرا للقّمة المقبلة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في يوليو/تموز في فيلنيوس.

وفي ختام الاجتماع، قال وزير الخارجية الروماني بوغدان أوريسكو "نحن في حاجة للعمل على زيادة الوجود الأمريكي في منطقتنا، على الجناح الشرقي، من حيث العديد والعتاد".


تعزيز القدرات الدفاعية

وجدّد وزراء خارجية الدول التسع، وهي بلغاريا وتشيكيا وأستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا، الدعوة لتعزيز القدرات الدفاعية لمنطقتها المتاخمة لأوكرانيا.

وأضاف أوريسكو "إذا كان لدينا دفاع قوي فعندئذ تكون لدينا قوة ردع في مواجهة سلوك روسيا المزعزع للاستقرار".

وشدّد الوزير الروماني على أنّ "هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا"، داعيًا إلى "مزيد من قدرات الدفاع الجوي، ومزيد من القدرات المضادة للصواريخ على أراضينا.. ومزيد من وسائل المراقبة والاستطلاع والاستخبارات".

وقال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو إنّ "دول مجموعة بوخارست التسع طليعية هنا، بما في ذلك من حيث دفع الحلفاء لاتّخاذ إجراءات أكثر جرأة".

من ناحيته، قال الوزير الروماني "نؤيد جميعًا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي"، مشيرًا إلى أنّ "الأولوية الآن هي دعم أوكرانيا للانتصار في هذه الحرب".

وأضاف: "الشهر المقبل، المرحلة المقبلة، ستكون حاسمة بالنسبة لمصير الحرب في أوكرانيا".


"تهديد وجودي"

وجاء تحرك "مجموعة بوخارست" بعد ساعات فقط من تبني روسيا استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية من تقدم الولايات المتحدة والغرب على أنهما مصدر "تهديد وجودي" لموسكو.

واعتبرت روسيا في استراتيجيتها الجديدة للسياسة الخارجية التي تبنتها، الجمعة، الولايات المتحدة والغرب مصدر "تهديدات وجودية" لموسكو في أجواء الخلافات المتصاعدة المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا.

وقالت: "تتبع معظم الدول الأوروبية سياسة عدوانية تجاه روسيا، تهدف إلى خلق تهديدات لأمن وسيادة الاتحاد الروسي، واكتساب مزايا اقتصادية أحادية الجانب، وتقويض الاستقرار السياسي المحلي، وتقويض القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية، وخلق عقبات أمام تعاون روسيا مع الحلفاء وشركاء".

وتابعت: "وفي هذا الصدد، يعتزم الاتحاد الروسي الدفاع باستمرار عن مصالحه الوطنية بإعطاء الأولوية إلى تقليل وتحييد التهديدات للأمن وسلامة الأراضي والسيادة والقيم الروحية والأخلاقية التقليدية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لروسيا وحلفائها وشركائها".


تكيف مع الاضطرابات

بدوره، قال الرئيس فلاديمير بوتين، مبررا تبني هذه الخطة الجديدة، إن "الاضطرابات على الساحة الدولية" تجبر روسيا على "تكييف وثائق التخطيط الاستراتيجي الخاصة بها".

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن "الطبيعة الوجودية للتهديدات (...) ناتجة عن سلوك الدول المعادية"، متهمًا الولايات المتحدة بأنها "المحرض الرئيسي وقائد أوركسترا الخط المناهض لروسيا".

وأضاف لافروف "بشكل عام توصف سياسة الغرب المتمثلة في إضعاف روسيا بأي وسيلة بأنها نوع جديد من الحرب الهجينة".

ومضى قائلا إن استراتيجية السياسة الخارجية الروسية الجديدة تقوم على مبدأ أن "الإجراءات المعادية لروسيا التي تتخذها الدول غير الودية ستواجه باستمرار، بقسوة إذا لزم الأمر".

وتبني استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة هذه يعمّق الهوة بين موسكو والدول الغربية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ تسبّب هذا الصراع في أزمة دبلوماسية على درجة من الخطورة تذكر بزمن الحرب الباردة.

وفرضت واشنطن وحلفاؤها عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو، التي تتهمها في المقابل بشن حرب بالوكالة في أوكرانيا، لا سيما عبر تسليم أسلحة لكييف.