باحثون: حُقن البوتوكس يمكن أن تتداخل مع نشاط الدماغ المرتبط بالتعرف على المشاعر

منوعات

اليمن العربي

تشير الأبحاث إلى أن حَقن البوتوكس يمكن أن يضعف القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين.

ففي دراسة تضمنت النظر إلى الوجوه السعيدة والحزينة، أظهر المشاركون الذين خضعوا للحقن المضادة للشيخوخة متغيرات في نشاط الدماغ في المناطق المتعلقة بالعاطفة.

 

باحثون: حُقن البوتوكس يمكن أن تتداخل مع نشاط الدماغ المرتبط بالتعرف على المشاعر


ويتم حقن مركب يسمى توكسين البوتولينوم في مناطق الوجه، مثل الجبهة وحول العينين والفم.

ويعمل هذا الإجراء على إرخاء العضلات الموجودة تحت الجلد عن طريق منع الإشارات العصبية التي تتسبب في تقلصها وتنعيم التجاعيد.

ومع ذلك، يمكن أن يقلل هذا أيضا من قدرة الأفراد على التعبير عن المشاعر بتعبيرات الوجه.

وأجرى علماء في جامعة كاليفورنيا وباحثون من شركة AbbVie لصناعة البوتوكس فحوصات دماغية لعشر نساء تتراوح أعمار كل منهن بين 33 و40 عاما، قبل حقن البوتوكس في الجبهة ومرة أخرى بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من إجراء البوتوكس.

وفي أثناء عمليات المسح، كان على المشاركات محاولة التعرف على الغضب والسعادة، حنبا إلى جنب مع التعبيرات المحايدة، في صور الوجوه.

وأظهرت النتائج أنه بعد إجراء البوتوكس، حدث تغير في النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالمعالجة العاطفية، مثل اللوزة (مركز الدماغ المسؤول عن المعالجة العاطفية) والتلفيف المغزلي (وهو جزء من القشرة الصدغية السفلية التي تساعد في التعرف على الأشياء والوجه).


ويقول العلماء إن نتائج الدراسة تظهر أن عدم القدرة على الابتسام أو العبوس، الناتج عن حقن البوتوكس، يؤثر أيضا على كيفية قراءة الأفراد للوجوه الأخرى.

وفي حديثه إلى مجلة "نيو ساينتست"، أوضح الدكتور فرناندو مارموليجو راموس، الباحث في الإدراك البشري بجامعة جنوب أستراليا، أن محاكاة التعبيرات تساعدنا على التعرف عليها، فعضلات وجوهنا تنسخ دون وعي عبوس الشخص الآخر أو ابتسامته قبل إرسال إشارات إلى مناطق الدماغ التي تفسر المشاعر. ونظرا لأن البوتوكس يشل حركة العضلات، فإنه يعطل النشاط بين الوجه ومناطق الدماغ لمرتبطة بالمعالجة العاطفية.

وأضاف: "قد لا تكون قادرا على تجربة مشاعر شخص آخر بشكل مكثف أو واضح كما تريد".
تدعي دراسة إسرائيلية أن حقن البوتوكس المستخدمة لتقليل خطوط الجبهة والقدمين قد تكون أقل فعالية بعد التطعيم ضد "كوفيد-19".

ووجد الباحثون ما هو متوسط الوقت الذي يستغرقه المرضى لملء التجاعيد بعد أن تلقوا لقاح Pfizer mRNA.

وكان المرضى الذين عادوا سابقا لتلقي حقن البوتوكس كل 118 يوما، يأتون قبل نحو 20 يوما. لكن الأطباء شددوا على أن ذلك ليس سببا لعدم الحصول على اللقاح.

ويقال إن أطباء الجلد في الولايات المتحدة يرون اتجاها مماثلا بين مستخدمي البوتوكس.

وتناولت طبيبة الأمراض الجلدية في نيويورك الدكتورة ماريسا غارشيك، هذا الموضوع على "إنستغرام" الأسبوع الماضي.

وسألت في فيديو قصير، "هل لقاح "كوفيد" هو السبب في عدم استمرار البوتوكس لفترة طويلة؟".

وفي التعليق المصاحب، أوضحت غارشيك أنه في حين أن بعض أطباء الجلد - والمرضى - ربما لاحظوا هذه الظاهرة، "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه الملاحظة حقا".

كما حرصت على التحذير من أن الآثار الجانبية التجميلية المحتملة ليست سببا لعدم تلقي التطعيم.

وتدوم الحقن بشكل عام من أربعة إلى ستة أشهر قبل الحاجة إلى إعادة التعبئة لضمان بشرة ناعمة.

ويعرف البوتوكس بأنه اسم تجاري لحقن توكسين البوتولينوم. وهي فئة كيميائية قابلة للحقن تُعرف باسم المُعدّلات العصبية التي تقطع الإشارات بين الأعصاب والعضلات لجعلها تسترخي، ونتيجة لذلك تختفي التجاعيد المرئية.

وتُستخدم هذه المُعدّلات العصبية عادة لعلاج مناطق الوجه الواقعة بين الحاجبين وفي زوايا العينين، وكذلك أحيانا لتكبير الشفة العليا.

ونظرت الدراسة في حقن توكسين البوتولينوم بشكل عام - ليس فقط البوتوكس الشهير ولكن أيضا علاجات أخرى جديدة مثل Dysport وXeomin وJeuveau. ونشرت في مجلة طب الجلد التجميلي، وركزت الورقة على 45 مشاركا، 89% من الإناث، بمتوسط عمر 48.3.
ونظرا لصغر حجم العينة نسبيا، أوضح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها غير حاسمة ودعوا إلى إجراء بحث إضافي في هذا الموضوع.

ومع ذلك، أظهرت نتائجهم انخفاضا ملحوظا في الوقت الذي يستغرقه المرضى للعودة إلى العيادات التي تحتاج إلى حقن زيادة البوتولينوم من النوع A (BTA).

وأوضح الباحثون أنه يمكن افتراض أن تقصير هذه الفترة بين العلاجات يعكس انخفاضا في فعالية BTA بعد اللقاح.

ولم تحدد الدراسة بالضبط سبب تأثير الجرعة على مادة البوتوكس لدى شخص ما.

لكن الباحثين يتكهنون بأن الاستجابة المناعية الناتجة عن الجرعة يمكن أن ترى المادة المحقونة كمادة غريبة في الجسم وتهاجمها.

وفي المقابل، تتلاشى تأثيرات البوتوكس بسرعة حيث تحاربها الأجسام المضادة في مجرى الدم.

كما لم توضح ما إذا كان للإصابة بفيروس كوفيد نفسه تأثير مماثل على طول عمر البوتوكس.

وزعم الأطباء أن رد الفعل كان على الأرجح نتيجة لتسريع الجهاز المناعي في أعقاب اللقاح - وهو تفسير مشابه لذلك الذي قدمته الدراسة الأخيرة التي تركز على البوتوكس.

ولا تشير أي من هذه الآثار الجانبية إلى أن لقاح "كوفيد" غير آمن.

وإذا كان المرضى قلقين بشأن عدم عمل البوتوكس بشكل جيد بعد الحقن، فإن أنواعا أخرى من علاجات BTA متاحة وربما تكون أكثر فعالية.

وبالمثل، يمكن للناس أيضا تطوير مقاومة طبيعية للبوتوكس بمرور الوقت، بغض النظر عما إذا كانوا قد تلقوا الدواء أم لا.

باختصار، نأمل أن يتفق معظم الناس على أن خطا أو خطين على الجبين يستحقان تجنب فيروس قاتل بإعطاء علاجه أولوية في سلّم الأهمية.