حصار واعتقالات وقيود على التنقلات.. الحوثي يرد على "انتفاضة المكحل"

أخبار محلية

اليمن العربي

جنازة تحولت إلى انتفاضة شعبية "أرعبت الانقلابيين" في عقر دارهم، والذين كان ردهم حاضرًا باعتقالات واختطافات وقيود على التنقلات.

وكانت جنازة تشييع الناشط اليمني حمدي المكحل الذي قضى في أحد سجون مليشيات الحوثي تحولت إلى "انتفاضة شعبية"، حطم خلالها شبان حاجز الصمت الذي ضرب "جواهرة اليمن الخضراء" لسنوات، وامتدت إلى تمزيق شعارات الحوثي وهتافات تطالب برحيل المليشيات من المحافظة.

جاءت تلك الاحتجاجات، بعد أن قتلت مليشيات الحوثي الأحد الماضي الناشط الشاب حمدي عبدالرزاق الملقب بـ "المكحل"، والمحتجز في معتقلاتها منذ 5 أشهر، إثر مداهمة منزله بمدينة إب، على خلفية انتقاداته لفسادها وممارساتها "الإجرامية".


حصار "خانق"

وردًا على "انتفاضة المكحل"، قالت مصادر حكومية وحقوقية، إن مليشيات الحوثي دفعت بعشرات الدوريات والآليات لفرض "حصار خانق" على مدينة إب القديمة، وعمدت إلى وضع قيود على تنقلات السكان فضلا عن شن حملة اعتقالات واسعة.

وبحسب المصادر الحكومية، فإن مليشيات الحوثي اعتقلت عشرات المدنيين بينهم الناشطان محمد الشيبة وعلي السياغي؛ بتهمة المشاركة بجنازة حمدي المكحل، التي تحولت إلى "انتفاضة شعبية أرعبت الانقلابيين في عقر دارهم".

تصريحات المصادر أكدتها وزارة حقوق الإنسان اليمنية والتي أعربت في بيان، عن "قلقها البالغ من توسع رقعة توحش مليشيات الحوثي بما فيها الاعتقالات وفرض قيود على تنقلات السكان، بعد حصار مدينة إب القديمة، مسقط رأس المكحل".

وأدانت وزارة حقوق الإنسان، "أعمال القتل والقمع الوحشي التي تمارسها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المواطنين في محافظة إب والتي توسعت رقعتها لتشمل القتل والاختطاف والإخفاء القسري ومداهمة المنازل، ونهب ممتلكات المواطنين الذين شاركوا في تشييع جثمان الشهيد حمدي عبدالرزاق (المكحل)".


سلوك "إجرامي"

واتهمت الوزارة، مليشيات الحوثي بتصفية وتعذيب الناشط المكحل، بـ "أشد أنواع التعذيب في السجن، وبأمر من المشرف الحوثي المدعو أبو علي الكحلاني، كسلوك إجرامي ملازم لهذه الجماعة الإرهابية دأبت على ممارسته منذ انقلابها على السلطة في 2014".

ورصدت حقوق الإنسان اليمنية إقدام مليشيات الحوثي على "تنفيذ حملة اعتقالات تعسفية بحق المواطنين في محافظة إب ونهب وسلب ممتلكاتهم وتدميرها وترويع الأطفال والنساء، كسلوك يكشف النهج الإجرامي الانتقامي لهذه الجماعات الإرهابية بحق أهالي المحافظة".

كما فرضت مليشيا الحوثي "حصارا أمنيا على مسقط رأس الناشط حمدي المكحل بمدينة إب القديمة، ونشرت أطقمًا عسكرية، ومدرعات تطوق مداخل ومخارج المدينة والأحياء المجاورة لها منذ يوم الجمعة"، بالإضافة إلى فرض "قيود صارمة على تنقلات المواطنين ودخول المواد الغذائية إلى المنطقة".


اعتقالات واقتحامات

وبحسب البيان، فإن مسلحي الحوثي "اقتحموا المنازل واعتقلوا العشرات من المواطنين الذين شاركوا بتشييع جنازة الناشط حمدي المكحل؛ بينهما: الناشط الإعلامي محمد الشيبة الذي اعتقل فجر السبت، والناشط المجتمعي علي السياغي؛ واللذان نقلا إلى السجون الحوثية في مقر الأمن السياسي وإدارة أمن محافظة إب.

وحمل البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن صمتهم و"تغاضيهم المستمر عن هذه الجماعات التي تنتهك حقوق الإنسان وتمارس أبشع أنواع الأعمال الوحشية بحق اليمنيين"، داعيًا الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وكل المنظمات الدولية إلى "إدانة هذه الجرائم والعمل بمسؤولية والتحرك والضغط على هذه المليشيات لوقف الانتهاكات والعبث بحياة المواطنين".