العودة لمربع الحرب.. معركة حريب تدق ناقوس الخطر باليمن

أخبار محلية

اليمن العربي

دقت معركة حريب ناقوس الخطر نحو عودة اليمن إلى مربع الحرب، على وقع تصعيد مليشيات الحوثي جنوبي مأرب.

واعتبر المسؤولون اليمنيون تصعيد مليشيات الحوثي في جبهات حريب يشير إلى حقيقة عدم جديتها تجاه أي تهدئه، وأنها تمضي في التصعيد السياسي والعسكري، في محاولة لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض.

وأكد رئيس هيئة التشاور والمصالحة، وهي أرفع هيئة تابعة للمجلس الرئاسي محمد الغيثي، أن "مليشيات الحوثي لن تستطيع إحداث أي فارق عسكري مهما صعّدت في مسرح العمليات القتالي، وسوف تخسر مثل كل مرة تحاول استهداف القوات الجنوبية الباسلة".

وتعهد المسؤول اليمني بـ "الحفاظ على منجزات عملية (إعصار الجنوب)" التي نتج عنها تحرير مديريات بيحان شبوة، ومديرية حريب بمأرب، ولن يكون أمام مليشيات الحوثي إلا مزيدا من الهزائم المتتالية".

وقال الغيثي، في بيان: "لن يطول أمر بلاد قبائل مراد الأبية التي لا توجد لهذه المليشيات السارفة أي حاضنة فيها، وستعود إلى أهلها بسواعدهم ودعم الجميع".

وأضاف: "اليوم لسنا بحاجة إلى تكرار الحديث عن ممارسات مليشيات الحوثي الإرهابية، لأنها تشير إلى حقيقة عدم جديتها تجاه أي تهدئه، ولا أعتقد أن المجتمع الدولي في حاجة إلى أدلة جديدة أكثر من حاجته إلى القدرة على اتخاذ قرارات جادة تجاه ما يجري".

من جهته، وصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني تصعيد مليشيات الحوثي بـ "الغادر والجبان" وأنه يكشف عن استهتار صارخ بدعوات وجهود التهدئة واستعادة الهدنة الإنسانية.

وأشار في سلسلة تدوينات على "تويتر"، إلى أن "تصعيد الحوثي في جبهات غرب مديرية حريب بمحافظة مأرب، رافقه قصف صاروخي ومدفعي على قرى (بواره، ملعاء، شرق، ضو) والذي خلف موجة نزوح جديدة لمئات الأسر من منازلها".

وأكد المسؤول اليمني "مضي مليشيات الحوثي الإرهابية في نهج التصعيد السياسي والعسكري، ومحاولة استغلال حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ انهيار الهدنة لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، دون أي اكتراث بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين جراء الحرب التي فجرها الانقلاب".

وفيما حذر الإرياني من عودة الأوضاع لمربع الحرب ونسف فرص السلام، دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى إدانة واضحة وصريحة لهذا التصعيد الخطير.

كما طالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية على مليشيات الحوثي لإجبارها على الانصياع لجهود التهدئة، والانخراط في مسار سياسي لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وكان رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك استبعد تحقيق أي سلام قبل سقوط الانقلاب واستعادة الدولة في أعقاب تصعيد مليشيات الحوثي نحو مدينة حريب.

وقال "كلما لاحت فرصة للسلام تهدرها مليشيات الحوثي الإرهابية لمصلحة الحرب التي هي وسيلتها الوحيدة للتعاطي مع كل فئات وأبناء الشعب.. ولن يتحقق السلام قبل سقوط الانقلاب واستعادة الدولة وانتهاء أوهام العنصرية والإرهاب والعنف".

وعلى مدى يومين مضت شكلت حريب محور أعنف المعارك بين قوات العمالقة ومحور سبأ ومليشيات الحوثي الحوثي، وذلك في أعقاب هجوم واسع النطاق للانقلابيين استهدف تغير خطوط الاشتباك واجتياح المديرية التي تعد بوابة مأرب الجنوبية.

وتسعى مليشيات الحوثي للسيطرة على مواقع استراتيجية في حريب لإحكام قبضتها على كل الأجزاء الجنوبية من مأرب، واتخاذها قاعدة انطلاق لاجتياح المدينة التي تعد آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا شمالي اليمن.

لكن الحملة العسكرية الحوثية على حريب التي حررتها قوات العمالقة العام الماضي ضمن عملية "إعصار الجنوب"، وكان لها صدى محلي ودولي واسع، وضعت جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وواشنطن ودول إقليمية على المحك.

حيث جاء هذا التصعيد الكبير بالتزامن مع اتفاق صفقة الأسرى وتطلع الأمم المتحدة للبناء عليه من أجل إحياء مسار السلام، وذلك بالدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار تمهيدا لإطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب الحوثية.

وكانت مأرب تعرضت لأشرس حملتين عسكريتين لمليشيات الحوثي خلال عامي 2020 و2021، حيث ضربت المليشيات بالدعوات الأممية والدولية عرض الحائط وواصلت هجومها البري لتسيطر على أجزاء واسعة من جنوب مأرب قبل أن تدخل قوات العمالقة على الخط وتفرمل تقدمها العام الماضي.