ملف الهجرة يبعثر طاولة "القمة الأوروبية".. "جدار خلافات"؟

عرب وعالم

اليمن العربي

على طاولة واحدة في مقرات الاتحاد الأوروبي، يلتف قادة الدول الأعضاء في قمة مهمة، لكن "جدارا" يضع حاجزا صعبا في ملف بعينه.

هذا الملف هو أزمة الهجرة واللجوء التي تفاقمت مرة أخرى في 2022، مع تسجيل دول التكتل نحو مليون طلب لجوء؛ العدد الأكبر منذ الأزمة الأكبر في عام 2015.

وفي خطاب دعوة القادة للقمة الأوروبية يومي الخميس والجمعة، تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بشكل مقتضب عن ملف الهجرة في القمة المنتظرة، وقال: "في القمة الأوروبية التي عقدناها في فبراير/ شباط، كلفنا المجلس والمفوضية بمراجعة تنفيذ استنتاجاتنا بشأن الهجرة. لذلك سيقدم لنا رئيس المفوضية والرئاسة السويدية استخلاصًا موجزًا ​​للمسألة".

ولم يذكر ميشال أي تفاصيل أخرى عن الملف، لكن بيان القمة الأوروبية السابقة في ٩ فبراير/شباط، قال في هذا الملف: "ناقش المجلس الأوروبي وضع الهجرة، وهو تحد يتطلب استجابة أوروبية".

وتابع: "تحقيقا لهذه الغاية، قام قادة الاتحاد الأوروبي بتقييم تنفيذ استنتاجاتهم السابقة بشأن نهج شامل للهجرة بما يتماشى مع مبادئ الاتحاد الأوروبي وقيمه والحقوق الأساسية، مع التركيز على زيادة العمل الخارجي، والسيطرة الفعالة على الحدود الخارجية للاتحاد".

وأضاف "لذلك، يدعو المجلس الأوروبي إلى تعزيز التدابير التنفيذية الفورية وتسريعها ودعا المجلس إلى المراقبة من كثب وضمان تنفيذ استنتاجاته".

ومن ثم، فإن الكلمة الأساسية في القمة السابقة، والقمة الحالية المنعقدة اليوم وغدا، هي تأمين الحدود الخارجية للتكتل الأوروبي، كسبيل لمواجهة التدفق المتزايد للمهاجرين.

وفي الخلاف حول "تفسير" كلمة "تأمين" الحدود الخارجية، كثير من الخلاف بين الدول الأعضاء، إذ يتبنى جناح تمثله ألمانيا التعاون مع الدول على حدود التكتل من الناحية الشرقية، للحد من حالات العبور، والاتفاق على آلية مشتركة لتوزيع المهاجرين العابرين للحدود بشكل متناسب على جميع دول التكتل، لتخفيف العبء على دول دون غيرها.

لكن جناحا آخر، تمثله دول مثل النمسا والمجر، يتبنى مقاربة أكثر تشددا ترمي إلى وضع إجراءات أمنية غير مسبوقة تمنع عبور اللاجئين تماما.


مسألة الجدار

إذ يريد مستشار النمسا كارل نيهامر، تشييد سياج مشابه لذلك الذي بين الولايات المتحدة والمكسيك، على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.

وقال المستشار النمساوي في مقابلة قبل أيام مع صحيفة بيلد الألمانية: "نحن بحاجة إلى حواجز فعالة". ويضيف: "يجب أن تكون عالية جدًا، ويجب أن تتعمق جذورها (الأساسات) في الأرض ويجب مراقبتها باستمرار؛ مراقبة تقنية ومراقبة بشرية".

ومضى قائلا: "فقط من خلال هذا الجدار بهذه المواصفات، يمكن احتواء الهجرة غير الشرعية".

وفي هذا الإطار، أعلن نيهامر وجود رئيس الشرطة النمساوية في أمريكا حاليا للحصول على المعرفة الكافية بشأن الجدار.

نيهامر قال إن الخطوة التالية هي "مشاركة هذه المعرفة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى مثل بلغاريا (إحدى البوابات الأساسية للهجرة من جهة الشرق) من أجل تحسين حماية حدود الاتحاد الأوروبي".

ومضى قائلا إن الحماية القوية لحدود الاتحاد الأوروبي هي الأساس القوي لمنطقة شنغن حرة، ومكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي.

نيهامر قال أيضا إن تطور الهجرة كان "دراماتيكيًا بالتأكيد في الفترة الماضية"، مضيفا: "لا يزال هناك عدد لا يصدق من المهاجرين ينتظرون القدوم لأوروبا، وفي إيران وحدها هناك ثلاثة ملايين أفغاني يريدون الذهاب إلى أوروبا".

يضاف إلى ذلك، وفق نيهامر، الوضع في منطقة الزلزال في تركيا وشمال سوريا، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ سوري فقدوا كل شيء.

لكن هذا المقترح سيثير كثيرا من المشاكل في التكتل الأوروبي أكثر ما يحل أزمة الهجرة، لأن قضية الجدار ارتبطت منذ أن طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كحل لقضية الهجرة غير الشرعية، بكثير من الانتقادات واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان والفصل.

كما أن فكرة الجدار حساسة في أوروبا منذ سقوط جدار برلين في 1989، وفق مراقبين.