أذربيجان وأرمينيا.. توتر متصاعد على وقع تدخل إيراني

عرب وعالم

اليمن العربي

دخلت إيران على خط الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، في خطوة توحي بقرب حدوث تصعيد محتمل بين الجانبين.

وتدعم إيران أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان، حول منطقة ناغورنو كاراباخ.

وناغورني قرة باغ معترف بها دوليا منذ فترة طويلة كجزء من أراضي أذربيجان على الرغم من أن غالبية سكانها من الأرمن.

وخاضت الدولتان حربين، الأولى في التسعينات والثانية في 2020، بسبب إقليم "ناغورني قره باغ" المتنازع عليه.

وخلال الأشهر الماضية، تكررت اشتباكات حدودية بين الجارتين لأول مرة منذ حرب بين يريفان وباكو في العام 2020، وقُتل فيها أكثر من 200 جندي أرميني و80 جنديا من أذربيجان قبل التوصّل إلى هدنة توسّطت بها الولايات المتحدة ووضعت حدًّا لأسوأ مواجهة منذ حرب عام 2020.

وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني، ذكرت مساء الثلاثاء، أن الجيش الإيراني تلقى أوامر بتعزيز انتشاره على الحدود مع أذربيجان مع تصاعد التوتر بين هذا البلد وأرمينيا وسط حديث عن حرب وشيكة.

وقالت منصة "فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري أن أوامر صدرت للجيش الإيراني بالتحرك وتعزيز تواجده على الحدود، مع تصاعد مستوى التوتر بين أذربيجان وأرمينيا واحتمال اندلاع حرب بين البلدين.

كما ذكرت المنصة الإخبارية "أن الجيش الإيراني تلقى أمرًا بتعزيز انتشاره على الحدود مع أذربيجان وتجهيز أنظمة دفاع جوي".

من جانبه، قال موقع "الأخبار العاجلة" الإيراني، إن "الجيش الإيراني نشر معدات عسكرية في كاراباخ عبر أرمينيا"، من دون أن يصدر موقف رسمي من القوات المسلحة الإيرانية لتأكيد مثل هذه الأنباء.

وكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري، بررت القرار الإيراني بأن "جيش أذربيجان يخطط لمهاجمة مناطق في محافظة "سيونيك" الأرمينية المتاخمة للحدود مع إيران".

وأضافت الوكالة في تقرير لها إنه "هناك احتمال نشوب حرب أخرى بين أذربيجان وأرمينيا"، مشيرة إلى أن "الجيش الأذري من المرجح أن يهاجم في الساعات المقبلة مناطق في محافظة سيونيك الأرمينية".

وأوضحت أن إيران لن تسمح أبدًا بتنفيذ السياسات والخطط التي تؤدي إلى إغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، زاعمة أن وحدات الجيش الأذري في ناختشيفان تلقت أوامر بالاستعداد للحرب.

ونقلت الوكالة عن الرئيس الأذري إلهام علييف قوله وهو يخاطب أرمينيا قائلا "لا تغضبنا ما دام أن اقتراحنا مطروح على الطاولة، دعهم يتفقون، وإلا فإن ما حدث أثناء الحرب قد يتكرر".

وفي لقاء أخير مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وصف علييف تصريحات أرمينيا حول قطع طريق لاتشين بأنها لا أساس لها من الصحة.

وقال إن هناك حركة مرور على هذا الطريق منذ 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث مرت أكثر من 4000 سيارة وأكثر من 150 شخصًا بحاجة إلى مساعدة طبية عبر هذا الطريق.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا تزال أرمينيا وأذربيجان على خلاف وتتهم كل منهما الأخرى بالتحضير للحرب.

وتشترك محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران في 200 كم من الحدود مع أذربيجان و35 كم مع أرمينيا.

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني قد وصل الثلاثاء إلى العاصمة الأرمينية يريفان، فيما قالت وسائل إعلام إيرانية، إن زيارته تهدف إلى منع نشوب حرب محتملة في المنطقة.

ودعمت إيران أرمينيا في حربها ضد أذربيجان، وقد أغلقت الأخيرة سفارتها في طهران أواخر يناير/كانون الثاني الماضي بعد تعرضها لهجوم مسلح من قبل إيراني أسفرت عن مقتل مسؤول أمني أذري وإصابة شخصين آخرين بجروح.

ووصفت باكو ما حدث بأنه هجوم إرهابي، فيما اعتبرته طهران بأنه الهجوم ذات دوافع شخصية.


رواية إيرانية جديدة

وفي سياق متصل، قالت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، إن قوات أذربيجان النار على قوات حفظ السلام الروسية التي ذهبت للتفاوض مع قوات باكو لإعادة جندي أرمني مخطوف.

وأضافت نقلًا عن مصادر قالت إنها مطلعة قولها "أصيب جنديان روسيان برصاص جنود باكو في مقاطعة سيونيك الأرمينية".

وقالت مصادر في وزارة الصحة الأرمينية للوكالة "أن المستشفيات الأرمنية تلقت أوامر بتجديد مخزون الدم بأسرع ما يمكن"، في إشارة للاستعداد للقتال.

وأدانت أذربيجان الإثنين إطلاق النار الأرميني على مواقعها العسكرية في منطقة زنجيلان في كاراباخ، والذي قالت إنه أدى إلى إصابة أحد جنودها.

وطالبت وزارة الخارجية الأذرية في بيان، يريفان بالتخلي عن "استفزازاتها العسكرية" و"خطابها العدواني المتزايد"، والتوقف عن اتخاذ خطوات تزيد التوترات في المنطقة.

وقال البيان "على أرمينيا أن تكف عن إساءة استغلال وجود بعثة المراقبة المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي في أراضيها"، في إشارة إلى مهمة الكتلة المكونة من 27 عضوا والتي بدأت الشهر الماضي.

وأضاف البيان أن "القيادة السياسية والعسكرية لأرمينيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن الاستفزازات ضد إجراءات بناء السلام التي تقوم بها أذربيجان في المنطقة".