تمديد اتفاق الحبوب.. ماذا يفعل العالم إذا خسر أردوغان الانتخابات؟

عرب وعالم

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

على مدار 13 شهرا لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دورا متوازنا حيال الحرب في أوكرانيا، وحافظ على خطوط تواصل مفتوحة مع الجميع.

واتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود هو المنجز الأساسي لخط التواصل المفتوح مع كييف وموسكو، ولسياسة تركيا المتوازنة تجاه الحرب، بما في ذلك إدانة الهجوم الروسي ورفض فرض عقوبات على موسكو في الوقت نفسه.

والسبت، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تم تمديد اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، كان من المقرر أن ينقضي أجله اليوم، لكنه لم يفصح عن مدة تمديد الاتفاق.

وذكر أردوغان في كلمة ألقاها في مدينة جناق قلعة في غرب البلاد "ينقضي أجل اتفاق ممر الحبوب اليوم. ونتيجة لمحادثاتنا مع الجانبين جرى الاتفاق على تمديد هذا الاتفاق".

وسبق أن طالبت روسيا بتمديد الاتفاق لمدة 60 يوما فحسب، وهي نصف مدة التجديد السابقة، في حين كانت أوكرانيا تصر على تجديد الاتفاق لمدة 120 يوما.

بدوره، قال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إن الاتفاق مدد لـ120 يوما.

وكانت الأمم المتحدة وتركيا قد توسطتا في الاتفاق مع روسيا وأوكرانيا في يوليو/تموز، وتم تجديده لمدة 120 يوما أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني لمكافحة أزمة الغذاء العالمية التي أججتها جزئيا الحرب في 24 فبراير/شباط 2022 وحصار الموانئ المطلة على البحر الأسود.

وكتب كوبراكوف على تويتر "تم تمديد اتفاق (مبادرة حبوب البحر الأسود) 120 يوما".

وأضاف "نشكر (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمم المتحدة والرئيس أردوغان والوزير خلوصي أكار (وزير الدفاع التركي) وجميع شركائنا لالتزامهم بالاتفاقيات".


اختبار الانتخابات

وجهود تركيا المستمرة في تجديد اتفاق الحبوب وسياستها المتوازنة التي تساعد على ذلك، ستكون محل اختبار كبير في الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في مايو/أيار المقبل.

ووقع أردوغان قبل أيام، في حفل بثه التلفزيون التركي، القرار المتضمن رسميا موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو/أيار المقبل، قبل شهر من الموعد المحدد سلفا.

وقال أردوغان، في كلمة له عقب التوقيع على قرار إجراء الانتخابات "شعبنا سيذهب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسه ونوابه في 14 مايو/أيار المقبل".

وكانت المعارضة التركية أعلنت في وقت سابق ترشيح كمال قليجدار أوغلو لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مايو/أيار، ومنافسة أردوغان.

وأصدر تحالف المعارضة الرئيسي في تركيا بيانا جاء فيه، إنه تم التوافق على الدفع بمرشح مشترك لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى أن المرشح سيكون كمال قليجدار أوغلو، الذي يتولى حاليا قيادة التحالف ويترأس حزب الشعب الجمهوري.

وتأتي الانتخابات المقبلة عقب كارثة الزلزال المدمر التي ضربت تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط الماضي، والتي خلفت أكثر من 50 ألف قتيل في البلدين، وهي الكارثة التي تسببت في انتقادات حادة لأداء الحكومة التركية لمواجهة تداعياتها.

وتشير الاستطلاعات إلى أن الفرص ستكون متقاربة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مع تقدم تكتل المعارضة بفارق طفيف عن الائتلاف الحاكم.

وفي حال خسارة أردوغان الانتخابات، فإن السياسة الخارجية التركية الحالية ستكون محل مراجعة كبيرة في العهد الجديد، وربما تتغير مواقف البلاد تحت حكم كمال قليجدار أوغلو وحزب الشعب، الذي يتبنى سياسة قريبة من الغرب.