محاربة الانتقالي والانتقاص منه ليست فكره صائبه

اليمن العربي

يمر الجنوب حاليًا باخطر المنعطفات واصعب اللحظات في تأريخه اذ يبدو ان هناك شي يراد للمجلس الانتقالي الجنوبي بعيدا عن ثوابته ونهجه الذي اختطه لنفسه وسارت عليه قياداته منذ تاسيسه وحتى اليوم وقدم من اجله شعب الجنوب قوافل من الشهداء على طريق تحقيق اهدافه في التحرير والاستقلال واستعادة الدوله وما الضغوطات التي يتعرض لها المجلس الانتقالي الجنوبي حاليًا ومحاولات الضرب تحت الحزام التي تتوالى عليه مؤخرًا إلا وسيله من الوسائل لاجباره على القبول بما تريده مراكز النفوذ والقوى التقليدية في الشمال المسيطره على قرار الشرعيه وسعيها الدؤوب وبشتى الطرق لاضعافه بين اوساط شعبه وقواته المسلحه وحتى بين محبيه من المتوافقين معه من بقية القوى الوطنية الشمالية الاخرى التي يجمعها به هدف مواجهة مليشيات الحوثي والاخوان ووصول هذه الضغوطات إلى التلويح بالفوضى في عدن مقابل استمرار الانتقالي في رفضه لتلك الضغوطات حيث نجد ان منظومة الدولة العميقه في اليمن قد سعت جاهده منذ البدايه إلى النيل من تطلعات الجنوبيين ووأد احلامهم وبمساعده للاسف من بعض الايادي الجنوبيه التي اخذت على عاتقها تنفيذ هذه المهمه لتتسبب بقصد أو دون قصد في تاخير المشروع الجنوبي طوال الثمان السنوات الماضيه من الحرب والتي تمثلت في التصرفات الخاطئه لبعض القوى الجنوبيه المناوئه للمجلس الانتقالي ولبعض المحسوبين على المجلس الانتقالي نفسه على حد سوى لتاخذ اليوم هذه المنظومه بشكل مباشر وجلي زمام المبادره بالوقوف سدًا منيعًا دون تحقيق  المجلس الانتقالي لاي مكاسب حقيقية على الارض من جهه ومن جهه اخرى العمل على افشال كل خطواته التي من شانها ان تؤدي إلى تعزيز نفوذ الجنوبيين في السلطه الشرعيه وبما يمكنهم من استعادة مؤسسات الدوله وتوفير الخدمات للناس في عدن والجنوب انطلاقًا من استحقاقات  مشاركته ضمن مكونات الشرعيه حسب مخرجات مشاورات واتفاق الرياض.  

 

 لقد بات واضحًا اليوم من تعقيدات المشهد اليمني ان الوصول إلى حل يرضي الجميع امر مستبعد وماسيتم تغليب مصلحة القوى النافذة التقليديه حتى وان لم تملك ارض ولم تطلق رصاصه واحده في مواجهة الحوثيين على ماعداها من القوى الناشئه الاخرى لذا لا يمكن اخذ تلك الضغوطات التي يتعرض لها المجلس الانتقالي الجنوبي بعيدًا عن هذا الإطار وعما يحدث اليوم من محاولات ومن حراك من قبل قوى اقليميه ودوليه تسعى لإنهاء النزاع  في اليمن ووضع اطار ووصفه للحل والتي يبدو في مجملها إنه ا لن تكون في صالح المجلس الانتقالي الجنوبي ولا المشروع الذي يقوده ويحمل لوائه ولا في صالح كذلك القوى الوطنية الشمالية الاخرى لذا نتمنى من الجميع دون استثناء كشعب ونخب وقاده ومكونات الادراك بحجم الخطر الذي يحدق بناء واننا بالفعل نقف اليوم امام مفترق طرق تصبح فيه تضحيات الجنوبيين التي قدموها على المحك فاما الانتصار لهذه التضحيات وتحقيق الاهداف التي قدمت من اجلها تلك التضحيات واما التنكر والخذلان لها واستثمارها في الحصول على مغانم ومكاسب شخصيه وهو الشي الذي لا يتمناه كل من في قلبه ذرة اخلاص للجنوب فيكفي هؤلاء ان يرو وصول حجم التامر والتكالب التي تبديها اليوم معظم مراكز وقوى النفوذ في الشمال تجاه الجنوب إلى مستويات قياسيه بل وانتقالها من مرحلة الدفاع والاستكانه والاكتفاء بوكلائهم الجنوبيين إلى الجراءه في الهجوم بمستويات غير مسبوقه يشاركهم فيها جميع اعداء الجنوب بمختلف مشاربهم وانتمائاتهم بما فيهم بعض الجنوبيين انفسهم من اسرا عقد الماضي وروح الانتقام التي لم يخرجو منها ولم تستطع كل الاحداث التي مرت علينا ان تغير نظرتهم للجنوب.

 

 وختامًا كم نتمنى ان يدرك الجميع ان المجلس الانتقالي الجنوبي وان اخطأت بعض قياداته في تقدير بعض الامور أو اقترفت بعض الاخطاء والهفوات أو اساء بعض المحسوبين عليه في تصرفاتهم فإنه يظل بالنسبه للجنوب طوق النجاه الوحيد واخر وسيله يستطيع الجنوب بها ان ينتصر فهل يعي البعض من ابناء جلدتنا ان الاستمرار في محاربة الانتقالي والانتقاص منه فكره غير صائبه فلو قدر الله وخسر الانتقالي معركة استعادة الدوله في الجنوب فان الخاسر فيها لن يكون الانتقالي وحده ولا حتى الجنوب وحده بل ستخسر معه كل القوى التي تواجه الحوثيين وفي مقدمتهم المقاومه الوطنيه في الشمال التي نوجه لها الف تحيه وسيخسر معه كذلك التحالف العربي وسيتحول الجنوبيين جميعهم إلى عبيد وإلى مواطنين درجه ثالثه ورابعه بما فيهم اولئك الذين يوجهون سهامهم نحو المجلس الانتقالي ويتمنون هزيمته.