"بدري" يمزق جيوب طالبان.. استقالة وزير جديد بحكومة الحركة

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ أن فرضت سيطرتها على أفغانستان، منتصف أغسطس/ آب 2021، شهدت حركة طالبان استقالة عدد من مسؤوليها بدوافع مختلفة.

وفي أحدث تلك الاستقالات، قدم وزير المالية في حكومة طالبان والرجل القوي في تمويلها قبل توليها السلطة "غول آغا إسحاق زي" المعروف أيضًا باسم "ملا هداية الله بدري".

وقال مصدران مطلعان على شؤون طالبان في حديثهما لقناة "آمو" الأفغانية المستقلة التي تبث من العاصمة واشنطن، إن ملا هداية الله بدري وزير المالية في حكومة طالبان، قدم استقالته من منصبه بسبب خلافات مع زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده.

ولم يصدر أي تعليق من حكومة حركة طالبان بشأن تأكيد أو نفي هذه الاستقالة التي تحدثت عن قناة "آمو" الأفغانية التي يديرها مجموعة من الصحفيين الأفغان في واشنطن.

كما أفادت القناة إن بلال كريمي، نائب المتحدث باسم طالبان، وأحمد ولي حقمل، المتحدث باسم وزارة المالية رفض الرد على اتصالاتنا عند محاولة سؤاله عن هذه الاستقالة لوزير المالية في حكومة طالبان.

والملا هداية الله بدري، كان من أقرب الناس إلى الملا محمد عمر، المؤسس الراحل لحركة طالبان، كما كان مسؤولًا بشكل أساسي عن جمع الموارد المالية لمقاتلي طالبان.

وبحسب التقارير فإن بدري كان يسيطر على الموارد المالية لطالبان لسنوات عديدة، وأصبح أحد أقوى شخصيات طالبان.

بدوره، ذكر رحمة الله نبيل، رئيس جهاز الأمن القومي الأفغاني السابق، لقناة "آمو" الأفغانية، أن الخلافات بين قادة طالبان والملا هداية الله بدري ظهرت بعد وفاة الملا محمد عمر وخلافة الملا محمد أختار منصور زعيمًا لطالبان.

وقال رحمة الله نبيل: "عارض عدد من قادة طالبان تعيين الملا محمد أختار منصور زعيمًا لأنهم اعتقدوا أن الملا منصور متورط في مقتل الملا عمر"، مضيفًا أن الملا هداية الله بدري لعب دورًا رئيسيًا في تعيين الملا أختار محمد منصور خلفًا للملا محمد عمر بموارده المالية.

وتابع نبيل: "طالبان لم يضعوا أموالهم في الجهاز المصرفي وكل الأموال المهربة كانت تحت تصرفه، وأعطى بدري الكثير من المال للعديد من أعضاء مجلس العلماء الذين شاركوا في تعيين الملا أختار منصور، والآن ربما تم إنفاق الأموال أو إنه لا يريد الاستمرار مع الحركة، ولكن أعتقد أن خلافاتهم فوق القضايا المالية".

وهداية الله بدري المقيم الرئيسي في منطقة ميوند في ولاية قندهار منذ عام 2004، كان مسؤولًا عن توفير المعدات العسكرية لمقاتلي طالبان.

وذكر تقرير لوزارة المالية الأمريكية، أن بدري كان مسؤولًا عن جباية الزكاة للانتحاريين وتمويل عائلاتهم في بلوشستان بباكستان عام 2005.

وفي عام 2009، قالت وزارة المالية الأمريكية في رسالة إخبارية إنها أضافت ثلاثة أعضاء من جماعة طالبان إلى قائمة العقوبات الخاصة بها.

حينها أكدت المالية الأمريكية أن نصير الدين حقاني وجول آغا إسحاق زي (هداية الله بدري) وأمير عبدالله مدرجون في هذه القائمة.

وفي ذلك الوقت، قالت واشنطن إنها فرضت على قائمة من قادة طالبان بسبب جمعها مساعدات مالية لمقاتلي طالبان.

وبعد وصولها إلى السلطة في أفغانستان في منتصف آب/أغسطس 2021، أطلقت حركة طالبان قائمة أعضاء حكومتها مطلع أيلول/سبتمبر من ذلك العام والتي تم فيها تعيين هداية الله بدري وزيرًا لمالية طالبان.

وهداية الله بدري هو أول عضو بارز في حكومة طالبان يستقيل بعد سيطرة طالبان على أفغانستان حتى الآن.


استقالات سابقة

وفي 24 من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلن رئيس الأمن في ولاية بنجشير الواقعة في شمال أفغانستان "عبدالحميد خراساني"، استقالته من المنصب الذي أوكلته إليه حركة طالبان بعد فرض سيطرتها على مساحات واسعة من هذه الولاية.

وقال خراساني في مقطع فيديو له: إنه "استقال من مهمته بسبب بعض المشاكل الداخلية، لكنه متمسك بالولاء لحركة طالبان وسيواصل القتال ضد المعارضين للحركة في بنجشير".

ولم يفصح خراساني عن المشاكل الداخلية التي دفعته إلى تقديم استقالته من منصب رئيس الأمن في ولاية بنجشير.

وفي 10 أغسطس/ آب 2022، قامت حكومة حركة طالبان بعزل رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية باميان وسط أفغانستان "قاري نقيب الله بلال" وتعيين بدلًا منه "عبدالرؤوف سيغاني".

ولم تكشف الحركة بعد أسباب هذه الاستقالة، فيما رجح موقع صحيفة "إطلاعات" الأفغاني أن يكون السبب إقالة قاري بلال نتيجة وجود نشاط لجماعة معارضة تطلق على نفسها "جبهة التحرير الوطني".

وفي 29 من يونيو/حزيران 2022، استقال القيادي في حركة طالبان "مولوي مهدي مجاهد" من صفوف الحركة بذريعة اضطهاد شعب الهزارة كونه من هذه القومية.