إنجاز إماراتي بمسيرة المستقبل المستدام (التفاصيل)

اقتصاد

اليمن العربي

إنجاز جديد يسجل لدولة الإمارات بتوقيعها ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050، ليضاف لسلسلة إنجازاتها بمسيرتها لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.

 

 إنجاز إماراتي بمسيرة المستقبل المستدام (التفاصيل)


شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس الإثنين 6 مارس/آذار 2023، توقيع ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050، والذي يأتي ضمن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال تكامل الخطط مع مستهدفات المسار الوطني للحياد المناخي الذي تم إطلاقه ضمن الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.

الإمارات.. شراكة مع "إيني" لتعزيز الطاقة النظيفة عالميا
وتمثل المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 محركًا وطنيًا يهدف إلى خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050، مما يجعل دولة الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.

وقالت مديرة قسم دراسات التغير المناخي في الجمعية العلمية الملكية الأردنية ربى عجور، إن دولة الإمارات حققت إنجازًا بهذه الاتفاقية بات يستوجب على الدول كافة المضي صوبه من بلوغ الهدف بالحفاظ على درجة حرارة الارض بحلول العام 2050، والوصول إلى الحياد الكربوني المستهدف.

وأوضحت في حديثها لـ "العين الإخبارية" إن هذه الاتفاقية تشكل نطاق حماية، كما أنه يحدد المسارات التي يجب المضي فيها من أجل تحقيق هذا الحياد وكذلك تحديد مسارات الطاقة التي سيتم تبنيها سواء كانت طاقة متجددة أو غيرها من أنماط الطاقة.

وأكدت عجور أن دولة الامارات حققت تطورًا ملحوظًا للغاية خلال العامين الماضيين؛ حيث تمكنت من تدشين استثمارات مهمة في قطاعات الطاقة المتجددة والهيدروجين.

كما تميزت دولة الإمارات وفقًا لعجور في زيادة الاهتمام وتوطين الأبحاث في مختلف المجالات ومنها تلك المتعلقة بالمناخ والبيئة والتغير المناخي.

من جهته، قال رئيس اتحاد الجمعيات البيئية والمستشار في سياسات المناخ عمر الشوشان إن ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050 جاء في وقت هام للغاية في ظل تراخي كثير من الجهود الدولية والإقليمية في العمل المناخي، وهذا يعطي دفعة قوية للعديد من الدول في تجديد التزاماتها الوطنية من خلال مستهدفات مُناخية طموحة ترتقي إلى مستوى تحديات أزمة المناخ.

كما يشكل فرصا استثمارية كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة وطاقة المستقبل مثل الهيدروجين الأخضر وتوفير الحلول الابتكارية في احتجاز الكربون وخفض الانبعاثات إلى أدنى مستوياتها.
ويعبر الميثاق -حسب "الشوشان"- عن إرادة سياسية جادة من دولة ليست فقط مستضيفة لمؤتمر الأطراف للتغير المناخي وإنما رائدة في العمل المناخي على المستوى العالمي، كما يشكل نموذجا إقليميا على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وضع خارطة طريق واضحة في العمل المناخي للأهداف طويلة المدى.

وتأتي أهميته أيضًا انطلاقًا من حاجة المنطقة الماسة للمبادرات المناخية ونماذج في حوكمة العمل المناخي المتناسق مع مضاعفة النمو الاقتصادي الأخضر وتوفير فرص استثمارية جديدة في البنى التحتية والخدمات خاصةً في قطاعات الطاقة والنقل والمياه والزراعة الذكية وتوليد فرص عمل خضراء للتخفيف من البطالة وتحسين جودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح مدير برامج الطاقة والتغير المناخي في بعثة الاتجاد الأوروبي في الأردن عمر أبوعيد أن توجه العالم حاليًا ينصب تجاه الابتعاد عن أي مصادر للكربون في مختلف القطاعات أو ما يعرف بالحياد الكربوني، وفي هذا الخصوص تعمل القارة الأوروبية على أن تكون أول قارة في العالم تنهي الانبعاثات الكربونية بشكل كامل بحلول العام 2050.

وقال أبوعيد إن الميثاق الذي وقعته دولة الإمارات في نفس السياق يؤكد التزامها بهذا النهج، وإن هذا الأمر سينعكس على كل المسارات الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.

وعلى الرغم من أن التوقيع على هذا الميثاق يأتي ضمن تحضيرات البلاد لاستضافة قمة المناخ 28 في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلا أن دولة الإمارات تعمل ومنذ مدة على هذا الموضوع؛ حيث أصدرت تعليمات وأنظمة بهذا الشأن، إضافة إلى تدشين العديد من مشاريع الطاقة المتجددة، وتحسين أنظمة النقل.
ولم يقف الأمر عند القطاعات الكبرى حسب أبوعيد الذي لفت أيضا إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات على المستوى المتوسط في خفض انبعاثات الكربون مثل تشجيع استخدام السيارات الصديقة للبيئة وتحسين أنظمة التكييف والتبريد وغيرها من الإجراءات.

واعتبر أبوعيد أن توقيع هذا الميثاق يجب أن يكون مدعاة لتبادل وتكامل الخبرات العربية في مجال الحياد لكربوني، لأن هذا ليس من السهل الوصول إليه دون توافر الإرادة والعزيمة والإمكانات.

وبناءً على الميثاق، وبهدف دعم جهود دولة الإمارات في تخفيف حدة تداعيات التغير المناخي وتعزيز قدرات التكيف معه بهدف الوصول إلى الريادة العالمية والإقليمية، تعلن اليوم حكومات دولة الإمارات السبع باستمرارها في الالتزام بتحقيق الطموح المناخي المعلن عنه في المسار الوطني للحياد المناخي وتقرير المساهمات المحددة وطنيًا من خلال تطوير خطط عمل وسياسات واستراتيجيات للعمل المناخي في قطاعات النقل والبناء والصناعة وغيرها من القطاعات الاستراتيجية، على أن تشمل محاور قياس ورصد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة وتحديد الأنشطة والإجراءات التي تولد تلك الانبعاثات المتولدة وتطوير أنظمة وآليات متابعة رصد التقدم المحقق.