"إنفستوبيا" يبحث دور التمويل في توحيد أهداف الاستدامة وإزالة الكربون

اقتصاد

اليمن العربي

شهد مؤتمر إنفستوبيا السنوي 2023، الذي انعقد في العاصمة الإماراتيّة أبوظبي، جلسة نقاشية بعنوان "إعادة تصوّر التنمية الاقتصادية الإقليمية من خلال التمويل".

 

"إنفستوبيا" يبحث دور التمويل في توحيد أهداف الاستدامة وإزالة الكربون

 

وسلّطت الجلسة الضوء على دور التمويل في توحيد أهداف الاستدامة وإزالة الكربون والأهداف الاقتصادية والحكومية.

حضر الجلسة كل من عصام أبوسليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، ورينات بكتوروف، محافظ مركز أستانا المالي الدولي.

وفقا لبيان رسمي، سلّط عصام أبوسليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، الضوء على أهمية الطاقة المستدامة ومواءمتها مع الأهداف والأجندات الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي.


كما تحدث عن الربط بين دول مجلس التعاون الخليجي من خلال السكك الحديدية والكهرباء كونه ضروريًا لتنمية الطاقة المستدامة، حيث يجب تحويل المنطقة إلى موقع استراتيجي للطاقة المتجددة.

وأشار عصام أبوسليمان أيضًا إلى أن الطاقة المستدامة لا تفيد التنويع فحسب، بل توفر أيضًا اقتصاديات ذكية، موضحا أن التنويع في الصناعات الأخرى مثل السياحة والرعاية الصحية والصناعة ضروري، فضلا عن أن زيادة الإنتاجية أمر بالغ الأهمية للنمو الاقتصادي. حيث تتمتع منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بتاريخ حافل بإعادة تشكيل التنويع، وقد وضعت المعايير التي تتبعها الدول الأخرى من أجل التنمية.

وأكد أحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الإمارات للتنمية، على الحاجة إلى جعل التصنيع أولوية عندما يتعلق الأمر بتحقيق أهداف الاستدامة. وتلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بالاعتماد على الذات، حيث يلعب التصنيع أهمية استراتيجية لتحقيق هذا الهدف.

ويرى النقبي أنه يمكن لعدد قليل من السكان، ومن خلال امتلاك التكنولوجيا المتقدمة، أن يكونوا منتجين مهمين في المجتمع.

كما أشار إلى أن التطورات في التكنولوجيا، بما في ذلك الروبوتات تقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية في مرافق التصنيع، حيث يضع التصنيع أيضًا أساسًا قويًا لنمو القطاعات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي والرعاية الصحية.

إنفستوبيا 2023 تبحث فرص النمو في اقتصاد اليوم
وتحدث النقبي عن أفضل ممارسات المصرف، حيث ذكر أن جميع المشاريع التي يمولها مصرف الإمارات للتنمية تحتاج إلى تحليل كامل النطاق للتأثير الاقتصادي، والذي يتضمن بطاقة الأداء المتوازن المستدامة.

كما أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال الطاقة، حيث تستثمر ما يصل إلى مليار دولار في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة. تماشيًا مع ذلك، يقدم مصرف الإمارات للتنمية التمويل للشركات من جميع الأحجام ويسعى إلى الشراكة معهم لمدة تصل إلى 10 سنوات أو أكثر.

وبالحديث عن التمويل الأخضر، قال رينات بيكتوروف، الرئيس التنفيذي لـ "آستانة" للصرافة الدولية لمركز أستانا المالي الدولي، إنه يرى فيه عاملًا تمكينيًا لرعاية قطاعات معينة من الاقتصاد.

وأضاف أنه رغم أهمية التمويل، فإن النهج الأكثر استدامة هو في أيدي صانعي السياسات. على سبيل المثال، نفذت كازاخستان تصنيفًا وأدوات استثمار عامة لدعم التمويل الأخضر، وتتطلع الآن إلى بناء نظام تداول إقليمي أو عالمي للانبعاثات.

وقال بيكتوروف أيضا إن العملة الرقمية للبنك المركزي يمكن أن تجعل المعاملات أكثر سرعة وتساعد على تحويل التحديات إلى فرص.

تجدر الإشارة أن النسخة الثانية من مؤتمر إنفستوبيا 2023 جاءت هذا العام تحت عنوان "استشراف الفرص في عصر التغيرات"، وناقشت 3 محاور وهي: استشراف الفرص في اقتصاد اليوم، مستقبل ثروات الدول، وفرص النمو للاقتصاد منخفض الكربون.

ويتضمن المؤتمر 35 جلسة وطاولة مستديرة، بمشاركة أكثر من 2000 من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة من مستثمرين ومسؤولين حكوميين وصانعي القرار ورواد الأعمال الذين ينتمون لأكثر من 40 دولة.

"إنفستوبيا" هي منصة عالمية تهدف لتحفيز الاستثمارات العالمية وتحقيق المزيد من النمو والابتكار بما يخدم رفاه وازدهار الأجيال القادمة.


وتحظى "إنفستوبيا" بدعم من عدد من الشركاء المحليين والعالميين، من ضمنهم دائرة التنمية الاقتصادية- أبوطبي، "كريبتو دوت كوم"، مبادلة، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومنتدى "سولت" لريادة الأعمال والاستثمار، مؤسسة التمويل الدولية، أي كونيكشنز، مصرف الإمارات للتنمية، مجموعة ''جي كي إس دي'' القابضة للاستثمار، وجمعية الشرق الأوسط للاستثمار الجريء.

تمثل "إنفستوبيا" إحدى المبادرات الرئيسة ضمن "مشاريع الخمسين" التي أعلنتها حكومة الإمارات عام 2021، والتي تهدف إلى بناء الاقتصاد الأفضل والأكثر ابتكارا في العالم.

وتحت رعاية وزارة الاقتصاد الإماراتية، ترسي "إنفستوبيا" دعائم جديدة بحيث يتعاون المستثمرون من حول العالم معًا لصياغة نماذج مبتكرة للبنية الاقتصادية المستقبلية وشراكات ستنتج فرصا استثمارية جديدة في الاقتصادات الجديدة.