جروسي بمهمة "حاسمة" في إيران.. إعادة إطلاق الحوار أم إدانة رباعية؟

عرب وعالم

اليمن العربي

على الطريق إلى منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، يجري المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، السبت، محادثات مع مسؤولين محليين، أبرزهم الرئيس إبراهيم رئيسي.

تلك المحادثات يهدف من خلالها جروسي -الذي وصل إيران الجمعة-، تأمين مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش، بعد اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصّبة بمستوى أقل بقليل من نسبة 90% الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.


إطلاق الحوار

وعن الزيارة التي تستمر يومين، قال مصدر دبلوماسي إن جروسي سيلتقي رئيسي "لإعادة إطلاق الحوار" حول النشاط النووي الإيراني و"إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها".

واستقبل جروسي في المطار، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، فيما من المقرّر أن يلتقي مدير المنظمة محمد إسلامي، قبل أن يعقد الاثنان مؤتمرا صحفيا مشتركا صباح السبت.

وقال المصدر الدبلوماسي إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيحاول خلال الزيارة تأمين "مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش".

وتعتبر زيارة جروسي في إيران مؤشرا آخر على إمكان اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية، فيما قال كمالوندي: "نأمل في أن تشكل هذه الرحلة (زيارة جروسي) الأساس لتعاون أكبر وأفق أوضح بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وكانت آخر رحلة قام بها جروسي إلى إيران مطلع آذار/مارس 2022 وركّزت على المواقع الثلاثة غير المعلنة، فيما قالت الوكالة الذرية إن جروسي سيعقد مؤتمرا صحافيا لدى عودته إلى فيينا بعد ظهر السبت.


تقلبات لا إرادية

وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطّلعت عليه "فرانس برس"، فإن الوكالة اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83،7%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب العاصمة طهران.

وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60%.

جاء هذا الاكتشاف بعدما عدّلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية.


إدانة رباعية

وكانت فرنسا، إحدى الدول الموقعة لاتفاق العام 2015 الذي تعهّد رفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية، وصفت الخميس "التطورات غير المسبوقة" بأنّها "مقلقة للغاية".

واعتمادا على نتيجة رحلة جروسي، ستقرر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستقدم مشروع قرار يدين إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي من المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في فيينا.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ندد في اجتماعه الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أن "نافذة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات إلغاء الحظر بفيينا ما زالت مفتوحة لكن إذا أقر البرلمان الإيراني قانونا جديدا بخصوص ذلك فإن هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد".


طريق مسدود

تأتي زيارة جروسي في حين وصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود.

وكانت القيود المنصوص عليها في الاتفاق، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3،67%، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى التراجع تدريجا عن التزاماتها. وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في العام 2021، لكنها متوقّفة منذ العام الماضي.