أزمة ليثيوم.. روح صناعة البطاريات العالمية في قبضة هذه الدولة

اقتصاد

اليمن العربي

يتزامن ذلك، مع نمو الطلب العالمي على الليثيوم من الصين خلال يناير/كانون ثاني الماضي، بنسبة 19%.

بعد أن نجحت الصين في خفض أسعار الليثيوم بفعل زيادة الإنتاج محليا خلال الشهور الماضية، ظهرت أزمة عالمية تؤرق صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية.

تتمثل الأزمة الجديدة في الصين، من خلال قيام السلطات بموجة إغلاقات واسعة في إطار تحقيقات حكومية بشأن المخالفات البيئية للقطاع، الذي ينتج نحو 10% من إجمالي الإمدادات العالمية.

تأتي الحملة الحكومية في منطقة ييشون بإقليم جيانجشي الصيني، عقب الطفرة التي شهدها إنتاج الليثيوم في المنطقة خلال العام الماضي.

والعام الماضي، سعت شركات التعدين إلى الاستفادة من الطلب القوي على المعدن المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية؛ وتخضع هذه الشركات لتحقيقات مسؤولين من الحكومة المركزية في بكين.

والأحد، أمرت السلطات شركات تعدين خام الليثيوم في ييشوان بوقف العمل لحين انتهاء التحقيقات في المخالفات المحتملة لها. وبحسب تقديرات المحللين يمكن أن تهدد هذه الإجراءات ما بين 8% - 13% من إجمالي الإمدادات العالمية لليثيوم.

يتزامن ذلك، مع نمو الطلب العالمي على الليثيوم من الصين خلال يناير/كانون ثاني الماضي، بنسبة 19% مقارنة مع أرقام ديسمبر/كانون أول الماضي، حسب صحيفة فايننشال تايمز.

وفي عام 2021، صدرت الصين 3.427 مليار بطارية ليثيوم أيون بزيادة 54.34% على أساس سنوي، بقيمة صادرات 28.423 مليار دولار بزيادة 78.3% على أساس سنوي.

وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2022، صدرت الصين 3.195 مليار بطارية ليثيوم أيون بزيادة 18.16% على أساس سنوي بقيمة تصدير 39.754 مليار دولار، بزيادة 82.7% على أساس سنوي.

وفي عام 2021، صدرت الصين بطاريات ليثيوم أيون إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. فيما تعد هونغ كونغ وفيتنام والهند والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وألمانيا وبولندا وماليزيا والمجر وتايوان، الوجهات الرئيسية لتصدير بطاريات الليثيوم أيون من الصين من حيث حجم الصادرات.


تراجع أسعار الليثيوم

تراجعت أسعار الليثيوم في الصين بمقدار الثلث تقريبا في الأشهر الثلاثة الماضية، بسبب ضعف الطلب في أكبر سوق في العالم للسيارات الكهربائية، قبل أن تشهد بوادر ارتفاع في فبراير الجاري، بفعل رفع قيود كورونا.

وارتفعت أسعار الليثيوم منذ منتصف عام 2021 حيث أدى النمو السريع في مبيعات السيارات الكهربائية إلى اندفاع بين مصنعي السيارات ومصنعي البطاريات للمعدن الملقب بـ "الذهب الأبيض" لأهميته في صناعة الطاقة النظيفة.

لكن تراجع الطلب الصيني أثار الشكوك حول مدى ضيق سوق الليثيوم هذا العام، مما أدى إلى انخفاض الأسعار في أماكن أخرى من العالم وكذلك أسهم منتجي الليثيوم.

ومع ذلك، لا تزال أسعار الليثيوم الصينية ثمانية أضعاف ما كانت عليه قبل عامين.

والليثيوم معدن ناعم، يميل لونه إلى الفضي، ويوجد الليثيوم في الطبيعة في المركبات بسبب تفاعله العالي؛ وبدأ يستخدم على نطاق واسع في كل شيء يعتمد على الكهرباء، وأبرزها السيارات العاملة على الطاقة الكهربائية.

وتعتبر تشيلي أكبر بلد يتضمن احتياطيات الليثيوم في جميع أنحاء العالم بهامش كبير على المركز الثاني، إذ لدى شيلي ما يقدر بنحو 9.2 ملايين طن متري من احتياطيات الليثيوم في عام 2020.