طالبان تتسلم سابع سفارة أفغانية.. لغة المصالح تنتصر

عرب وعالم

اليمن العربي

تسلمت حركة طالبان السفارة الأفغانية في أنقرة، لتكون سابع سفارة تتسلمها الحركة منذ سيطرتها على أفغانستان في أغسطس/آب 2021.

ومع توسع الحركة في السيطرة على السفارات الأفغانية في الخارج، تساءل البعض عن إمكانية أن يكون ذلك مقدمة للاعتراف الدولي بالحركة؟ إلا أن خبراء نفوا ذلك، مؤكدين أنها فقط مسألة مصالح، لأن الدول تريد التواصل مع من يمسك السلطة في أفغانستان فقط.

وقالت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية، إن الحكومة التركية سلمت السفارة الأفغانية إلى حركة طالبان، وسط توقعات بأن تتسلم الحركة القنصلية الأفغانية في إسطنبول خلال الأيام القادمة.  

والسفارة الأفغانية في أنقرة هي سابع سفارة تتسلمها الحركة بعدما تسلمت السفارات في قطر وتركمانستان وباكستان وروسيا والصين وإيران، ولكن ذلك لا يعني أي اعتراف رسمي بحكومتها، حسب خبراء.

ونقلت القناة عن "زاكر جلالي" رئيس إدارة الشؤون السياسية بوزارة الخارجية في حكومة طالبان، قوله "إن السفارة الأفغانية في أنقرة قد تم تسليمها رسميًا إلى هذه المجموعة"، مضيفًا "تم تقديم جولمت خان زدران كسفير جديد لأفغانستان في تركيا".

وأوضح جلالي " تسلم حكومة طالبان مبنى السفارة الإيرانية في طهران، وقمنا اليوم بإرسال 7 دبلوماسيين متمرسين من كابول إلى طهران لمواصلة أنشطتهم مع الرئيس الجديد للسفارة الأفغانية في إيران"، مشيرًا إلى أن هذا القرار اتخذ لمنع توقف أعمال السفارة.

وتواصل معظم السفارات الأفغانية النشطة البالغ عددها 65 سفارة في جميع أنحاء العالم، التعاون مع الإدارات الإدارية والقنصلية بوزارة خارجية طالبان بشكل يومي، لكنها ترفض تقديم تقارير سياسية ومالية إلى حكومة الحركة.


لا اعتراف بالحركة

واعتبر خبراء إسناد مسؤولية السفارة إلى دبلوماسي دولة ما لا يعني الاعتراف بها؛ لأن استقبال سفيري البلدين له إجراءات دبلوماسية.

وقال "شفيق همدرد" الباحث السياسي الأفغاني، في حديثه لموقع إذاعة "فردا" بالنسخة الأفغانية، إن "الخطوة الإيرانية بتسليم سفارة أفغانستان لطالبان هي لضمان طهران مصالحها سواء كانت قصيرة الأجل أو طويلة الأجل".

وأضاف همدرد "ما قامت به الحكومة الإيرانية بسبب مصالح مشتركة مع طالبان مثل مواجهة داعش أو فتح جبهة جديدة ضد الغرب أو بعض قضايا المنطقة مثل القضايا الأمنية والاستخباراتية؛ وتريد طهران الاستفادة من طالبان في بعض القضايا".

ورأى الباحث الأفغاني أن "بعض الدول يريدون الحفاظ على مصالحهم في العالم، والمنطقة سواء عن طريق طالبان أو غيرها، وهم يحتاجون التواصل مع من يمسك السلطة في أفغانستان".

وعند سؤاله فيما إذا كان تسليم السفارات الأفغانية يمهد للاعتراف بشرعية حكومة طالبان، أجاب "هذا لا يعني الاعتراف بحكومة حركة طالبان، ولكن يمكن أن تكون هناك مواضيع في بعض القضايا تقوم بها تلك الدول بالتنسيق مع طالبان".

وحول هذا الموضوع، قال جاويد نعيمي الخبير في الشؤون الدولية الأفغانية في الولايات المتحدة، أن "إيران لديها علاقات قديمة مع طالبان قبل وصولها إلى السلطة عام 2021، والحركة لا تعرف الأعراف الدبلوماسية، هم يفهمون فقط العمل المسلح، ولا يعرفون الأعمال الإدارية والدبلوماسية، لذلك ربما تضطر الحركة إلى الاعتماد على بعض الدبلوماسيين في الحكومة السابقة، بيد أن أغلب الدبلوماسيين لا يريدون التعاون مع طالبان".