الحرب في أوكرانيا تدخل منعطفًا جديدًا في الربيع المقبل بعد مرور عام على الغزو الروسي

عرب وعالم

اليمن العربي

تدخل الحرب في أوكرانيا منعطفًا جديدًا في الربيع المقبل بعد مرور عام على الغزو الروسي، في وقت تستعد فيه القوات الروسية لشن أكبر هجوم متوقع ردًا على "التورط المباشر" للغرب، من خلال الدعم العسكري المتزايد لكييف والعقوبات المفروضة على موسكو.

 

الحرب في أوكرانيا تدخل منعطفًا جديدًا في الربيع المقبل بعد مرور عام على الغزو الروسي

 

وفي أعقاب فرض الاتحاد الأوروبي الحزمة العاشرة من العقوبات على موسكو أمس السبت، قال الجيش الأوكراني اليوم الأحد إن روسيا شنت هجمات فاشلة بالقرب من قرية، وذلك بعدما قالت مجموعة فاغنر إنها استولت على القرية الواقعة في شرق أوكرانيا بالقرب من منطقة يحتدم فيها القتال.

وقالت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث صباحي، إن روسيا ما زالت تركز هجومها على طول الخطوط الأمامية بمدينة باخموت بأسرها حيث تقع قرية ياهيدني.

وذكر قائد مجموعة فاغنر الروسية يفجيني بريجوزين أمس، أن قواته استولت على ياهيدني، وقال يوم الجمعة الماضي إنها استولت أيضًا على برخيفكا وهي قرية مجاورة لياهيدني على مشارف مدينة باخموت، لكن النشرة الأوكرانية قالت إن الهجمات لا تزال مستمرة، مشيرة إلى "هجمات فاشلة" بالقرب من 6 مواقع من بينها ياهيدني وبرخيفكا في إقليم دونيتسك.

وأوضحت النشرة الأوكرانية أن القوات الروسية قصفت 22 موقعًا على طول هذا الجزء من الخطوط الأمامية في دونيتسك، فيما أحبطت أوكرانيا 71 هجومًا في الإقليم وأماكن أخرى على الخطوط الأمامية.


وبدوره، قال نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، إن القوات المسلحة الأوكرانية ستكون جاهزة لشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية التي تحتل مساحات شاسعة من البلاد، في الربيع.

وأضاف في تصريحات لمجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية، أنه "مع ذلك، فإن التوقيت الدقيق لشن الهجوم يتوقف على عدة عوامل، تتضمن شحنات الأسلحة الغربية، التي تلعب دورًا مهما جدا في الجهود التي تبذلها أوكرانيا من أجل الدفاع عن نفسها ضد المهاجمين الروس".

وبعد مرور أكثر من عام على شن روسيا لغزوها الشامل على دولة أوكرانيا المجاورة، كرر سكيبيتسكي هدف كييف المعلن بتحرير جميع الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو لها في عام 2014.

وقال: "لن نتوقف إلا عندما تعود بلادنا إلينا، وفقًا للحدود (المعترف بها دوليًا) لعام 1991، هذه هي رسالتنا لروسيا وللمجتمع الدولي"، وحول خطط كييف لتحقيق أهدافها العسكرية الاستراتيجية، أوضح النائب "نحاول إحداث شرخ في الجبهة الروسية في الجنوب بين شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي الروسي".


وفي سياق منفصل، نشرت وزارة الدفاع البريطانية، صورًا لمركبات روسية مدمرة في فوليدار، لافتة إلى أنها لمشاة البحرية، وقالت الوزارة إن قوات من النخبة بالمشاة الروسية تكبدت خسائر ثقيلة في قطاع فوليدار بدونيتسك، لافتة إلى أن هذه المركبات كانت على الأرجح لعناصر من لواء المشاة البحري رقم 155 الروسي الذي كان في طليعة الهجمات الأخيرة.

وأضافت أنه على عكس المشاة المحمولة جوا(VDV)، لم يتم نشر قوة مشاة من النخبة داخل الجيش الروسي "NI" كتشكيل واحد كبير في أوكرانيا، وبدلًا من ذلك، تم إلحاق الوحدات الفردية بمجموعات القوات التي تهيمن عليها القوات البرية.

وأوضحت أنه تم تكليف المشاة ببعض من أصعب المهام التكتيكية في الحرب لتتكبد خسائر كبيرة للغاية، مشيرة إلى أنه من شبه المؤكد الآن أن القدرة المعززة المفترضة لألوية NI قد تدهورت بشكل كبير لأنها كانت ممتلئة بأفراد معبأين يفتقرون إلى الخبرة.

ولفتت الوزارة إلى أنه يكاد يكون من المؤكد أن هذا النقص في الخبرة يؤدي إلى تفاقم ميل الضباط الروس إلى الإدارة الدقيقة، والتي بدورها تقلل من سرعة العمليات، مستطردة أن هناك احتمالًا بأن تلتزم وحدات المشاة المتدهورة مرة أخرى بهجمات جديدة بالقرب من فوليدار.


ومن جهته، كشف قائد القوات الجوية الأوكرانية الجنرال ميكولا أوليشوك أن قواته أسقطت 650 صاروخ كروز روسيًا، وأكثر من 610 طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" منذ 11 سبتمبر(أيلول) العام الماضي.

وقال في مقابلة مع مجلة "آرمي إنفورم" إن القوات الجوية تلقت أنظمة الدفاع الجوي "NASAMS" و"Iris-T" و"Crotale"، بالإضافة إلى "Gepards" ذاتية الدفع المضادة للطائرات من شركاء وحلفاء بلاده الغربيين، مضيفًا أنها تنتظر حالياَ استلام أنظمة صواريخ باتريوت وأستر 30 مامبا.

وفي الوقت نفسه، اعتبر القائد أن هذه الأنظمة ليست كافية للدفاع عن البلاد من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، وقال: "نحن بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الحديثة التي ستساعد على استعادة السيطرة بسرعة على الأجواء"، في إشارة إلى الطائرات المقاتلة، كما طالب بطائرات حديثة متوسطة الحجم، وأنظمة صواريخ بعيدة المدى مضادة للطائرات.

يذكر أن نائب رئيس الأركان العامة أوليكسي هروموف، أعلن أن القوات الروسية شنت ما يقرب من 5 آلاف ضربة صاروخية و3500 ضربة جوية على الأراضي الأوكرانية العام الماضي، كما استخدمت طائرات درون نحو 1000 مرة منذ أن بدأت حربها الشاملة في 24 فبراير(شباط) من العام الماضي.