مبادرة الصين لإنهاء الحرب.. روسيا ترحب وأوكرانيا تقبل "جزئيا"

عرب وعالم

اليمن العربي

مع مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، أصدرت الصين ورقة موقف طال انتظارها لإنهاء هذا النزاع، لكن رد فعل موسكو وكييف جاء متباينا.

ففي الوقت الذي رحبت فيه روسيا برغبة الصين "الصادقة" للإسهام في التسوية في أوكرانيا بالطرق السلمية، أعلنت أوكرانيا قبولها جزئيا لبعض أفكار تلك الورقة، لكنها رفضت أجزاء أخرى بدعوى أنها لن تفعل شيئا سوى تجميد الوضع الراهن.


مبادرة الصين

وكانت وزارة الخارجية الصينية نشرت ورقة تتضمن موقف بكين من الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا، تضمنت عدة مبادئ بينها:

• وقف القتال ومنع أزمة أوكرانيا من الخروج عن السيطرة.

• خفض التصعيد تدريجيا ووصولا إلى وقف شامل ونهائي لإطلاق النار.

• الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد القابل للتطبيق لحل أزمة أوكرانيا.

• احترام سيادة جميع الدول ونبذ عقلية الحرب الباردة.

• تعزيز وتوسيع الكتل العسكرية لا يضمن الأمن الإقليمي.

• ضرورة منع الانتشار النووي وتجنب أي أزمة نووية.

• حفظ سلامة محطات الطاقة النووية ومنع مهاجمة أي منشآت نووية.

• معارضة تطوير واستخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية من أي دولة.

• معارضة أي عقوبات أحادية غير مصرح بها من قبل مجلس الأمن.

• إطلاق مفاوضات السلام في أوكرانيا وحل الأزمة الإنسانية.

• حماية المدنيين والأسرى والحفاظ وضمان تصدير الحبوب.

• ضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وإعادة الإعمار بعد النزاع.


أوكرانيا تقبل "جزئيا"

من جانبها أعلنت أوكرانيا موافقتها جزئيا على بعض أفكار الاقتراح الصيني لوقف إطلاق النار، لكنها تحفظت على أجزاء أخرى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يرحب "ببعض عناصر الاقتراح الصيني لوقف إطلاق النار"، لكنه قال إن "الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام".

وأضاف في مؤتمر صحفي بكييف: "أعتقد أنه من الصواب إذا كانت هناك أفكار تتوافق بطريقة أو بأخرى مع احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي، فلنعمل مع الصين في هذه النقطة".

وتابع زيلينسكي: "الصين لم تقدم خطة حقيقية، بل بعض الأفكار، وهناك بعض الأجزاء التي لا نوافق عليها".

وأوضح الرئيس الأوكراني، أنه يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، بعد تقديم بكين مقترحات لتسوية النزاع.

وأضاف: "أنوي لقاء شي جين بينغ. سيكون ذلك مهما للأمن العالمي. فالصين تحترم وحدة الأراضي ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا".

وأعرب عن أمله بـ "ألا تزود الصين روسيا بالأسلحة"، الأمر الذي قالت الولايات المتحدة إن "بكين تدرسه"، رغم نفي الأخيرة بشدة.

وأضاف الرئيس الأوكراني: "أريد أن أصدق أن الصين ستكون إلى جانب عالم عادل، أي إلى جانبنا".

لكن المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك عبر في تغريدة عبر "تويتر"، عن رفضه للخطة مؤكدا أن "أي خطة سلام تتوخى فقط وقف إطلاق النار، وكنتيجة لذلك، ظهور خط تقسيم جديد واحتلال الأراضي فإنها لا تتعلق بالسلام".

وأضاف: "إنه بالأحرى تجميد للحرب، ومن ثم المراحل التالية للإبادة الجماعية".

يأتي هذا فيما تواصل أوكرانيا إصرارها على انسحاب القوات الروسية، وتدعو إلى قبول حدودها المعترف بها دوليا لعام 1991.


روسيا ترحب

وعلى عكس الموقف الأوكراني رحبت موسكو، الجمعة، بمبادرة الصين لتسوية الصراع في أوكرانيا سلميا.

وأعربت الخارجية الروسية، في بيان، نقلته وكالة نوفوستي الروسية، عن تأييدها لـ "الرغبة الصينية الصادقة للإسهام في التسوية في أوكرانيا بالطرق السلمية، وعن مشاطرتها لبكين رؤيتها للتسوية".

وتابعت: "نشاطر بكين طرحها للتسوية، وملتزمون باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني والأمن الشامل، بما لا يعزز أمن دولة على حساب دولة أخرى، أو فريق من الدول على حساب آخر".

وأضاف البيان: "نرى إلى جانب الصين أن أي قيود تفرض خارج نطاق مجلس الأمن الدولي غير شرعية، وأداة في المنافسة غير المتكافئة والحرب الاقتصادية".

ولفت إلى أن "موسكو منفتحة على تحقيق أهداف العملية العسكرية بالوسائل السياسية والدبلوماسية".


المواقف الدولية

دوليا، اتسمت غالبية ردود الفعل بشأن خطة الصين بالحذر، وكان أبرزها موقف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ.

وقالت فون دير لاين، في العاصمة الإستونية، تالين، الجمعة، إنه "يجب النظر إلى الـ12 نقطة على خلفية أن الصين منحازة بالفعل لروسيا".

وأضافت: "الصين وروسيا طمأنتا إحداهما الأخرى على علاقتهما الوثيقة قبيل بدء الحرب".

فيما علق ستولتنبرغ قائلا: "الصين ليست ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بمثل جهود الوساطة تلك حيث إنها لم تدن رسميا بعد الغزو الروسي".

وقال مبعوث الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن "الاقتراح الصيني ليس خطة سلام. إنها ورقة موقف جمعت فيها الصين جميع مواقفها"، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

لكنه استدرك: "هناك ملاحظات مثيرة للاهتمام في الورقة، ونحث الصين على التحدث مع أوكرانيا بشأن نيتها".

لكن ألمانيا، رحبت بالخطة الصينية بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، على لسان المتحدث باسم الحكومة، باعتبارها "مبادرة جديدة من الصين رغم أنها تفتقر إلى عناصر مهمة".