الذكرى الأولى للحرب.. "ثالوث نووي" روسي وصمود أوكراني

عرب وعالم

اليمن العربي

ساعات وتكمل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول وسط حديث متصاعد عن ترسانة موسكو النووية وصمود كييف.

أوكرانيا أكدت أنها صدت هجمات روسية على طول خط المواجهة عشية الذكرى السنوية لبداية الحرب، فيما تحدثت روسيا عن ترسانتها النووية.

وبعد سلسلة من الخطب الحماسية قبل الذكرى الأولى للحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خططا لنشر صواريخ باليستية جديدة متعددة الرؤوس عابرة للقارات من طراز سارمات هذا العام.

إعلان بوتين جاء بعد قرار سابق أعلنه هذا الأسبوع عن تعليق مشاركة روسيا في معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية.

وقال بوتين: "كما في السابق، سنولي اهتماما متزايدا لتعزيز الثالوث النووي" في إشارة إلى إمكانية إطلاق الصواريخ النووية من البر والبحر والجو.  

وأضاف بوتين في تصريحات نشرها الكرملين في ساعة مبكرة من صباح الخميس: "سنواصل الإنتاج الواسع لأنظمة (كينغال) الفرط صوتية، وسنبدأ في تجهيز إمدادات ضخمة من صواريخ زيركون الأسرع من الصوت التي تنطلق من البحر".

وتجاهلت أوكرانيا وحلفاؤها الموقف النووي ووصفوه بأنه صرفٌ للانتباه عن فشل الحملة العسكرية الروسية على الأرض، بعد عام من شن بوتين أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وشهدت الأسابيع الماضية قيام روسيا بهجمات تنفذها قوات مشاة وسط طقس متجمد في معارك وصفها الجانبان بأنها الأكثر ضراوة في الحرب.


تقدم روسي

وقال مسؤولون غربيون إنهم يعتقدون أن روسيا خططت لهجوم للسيطرة على المزيد من الأراضي قبل الذكرى السنوية للحرب بالزج بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم في الأشهر القليلة الماضية لمنح بوتين انتصارا يمكنه إعلانه.

وأحرزت القوات الروسية تقدما في محاولتها تطويق مدينة باخموت الصغيرة، لكنها فشلت في اختراق الخطوط الأوكرانية لتصل إلى الشمال بالقرب من كريمينا وإلى الجنوب في فوليدار وتكبدت خسائر فادحة في الهجوم الذي وضعها في مرمى نيران المدفعية الأوكرانية.  

وقال الجيش الأوكراني، إن القوات الأوكرانية صدت 90 هجوما روسيا في الشمال الشرقي والشرق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأغلقت أوكرانيا بعض المدارس تحسبا لشن موسكو هجمات صاروخية بعيدة المدى في أول ذكرى سنوية الحرب، لكن المسؤولين في كييف قالوا إنهم يعتقدون أن موسكو لم تعد لديها القدرة على استعراض كبير للقوة.  

وذكر الجيش البريطاني في تحديث استخباراتي أن موسكو ربما تخطط لهجوم كبير آخر على فوليدار، رغم هجماتها الفاشلة المكلفة هناك في وقت سابق من هذا الشهر، وسبق أن ذكر الأسبوع الماضي أن لواءين كاملين يضمان الآلاف من قوات النخبة لم يحققا شيئا في القتال بسبب الخسائر الفادحة.

ومع عدم وجود انتصارات كبيرة في ساحة المعركة يمكن الإعلان عنها في الذكرى السنوية، تحول بوتين بدلا من ذلك إلى الخطاب النووي، وأعلن في كلمة مهمة الثلاثاء أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة.

ويبدو أن التداعيات الفعلية ستكون محدودة لأن عمليات التفتيش بموجب المعاهدة قد توقفت بالفعل بسبب الحرب، وقال مسؤول دفاعي كبير إن موسكو ستلتزم بقيود المعاهدة على الصواريخ وستواصل إخطار واشنطن عند تحريكها.

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليق نيو ستارت بأنه "خطأ كبير" لكنه قال الأربعاء "أنا لا أستشف من هذا أنه يفكر في استخدام أسلحة نووية أو أي شيء من هذا القبيل". وكان بايدن قد خطف الأضواء من بوتين هذا الأسبوع بقيامه بزيارة غير معلن عنها مسبقا لكييف وإلقاء خطاب تاريخي أمام حشد في وارسو.

وأزيح النقاب للمرة الأولى عام 2018 عن صواريخ "آر.إس-28 سارمات" التي يطلق عليها (الشيطان2) وأعلن بوتين عن نشرها اليوم الخميس، ويعتقد بالفعل أنه تم نشرها العام الماضي.

ولا تزال روسيا تسيطر على خُمس مساحة أوكرانيا تقريبا رغم خسارتها مساحات شاسعة من الأراضي جراء انتكاسات كبيرة تعرضت لها العام الماضي في ساحة المعركة بعد فشلها في الاستيلاء على كييف في بداية "عمليتها العسكرية الخاصة".

وتلتزم القوات الأوكرانية بموقف دفاعي بشكل كبير منذ هجومها الأخير في نوفمبر/ تشرين الثاني على أمل أن تُنهك الهجمات القوات الروسية التي انضم إليها جنود الاحتياط. وفي الوقت نفسه، يتعهد الغرب بتزويد كييف بأسلحة من أجل هجوم مضاد مرتقب في وقت لاحق من العام الجاري.