كيف أصبحت دولة الإمارات مثالا ناجحا في العالم بأكمله في مجال حقوق الإنسان؟

عرب وعالم

اليمن العربي

أصبحت دولة الإمارات مثالا ناجحا في العالم بأكمله في مجال حقوق الإنسان، احتراما في الداخل، ودفاعا في الخارج وذلك بشهادة الجميع من الخبراء وذوي الشأن من المنظمات الحقوقية.

 

ورسخت الإمارت قدمها كصانع قرار في مجال حقوق الإنسان بنموذج فريد من نوعه، فبأيادٍ بيضاء تقدم المساعدات، وبعقل مدبر دمجت النساء في مجال تمكين المرأة، وبعمل دؤوب باتت الإمارت رائدة العالم في التسامح والسلام.

 

وفي السياق ذاته، عُقدت مساء الثلاثاء، حلقة نقاشية رفيعة المستوى حول حقوق الإنسان في الإمارات، ودشن عدد من خبراء حقوق الإنسان البعض منهم يحمل المركز الاستشاري لدى الأمم المتحدة، تقرير الظل الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة المقدَّم للدورة الثالثة والأربعين للاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وشارك في هذه الندوة عدد كبير من خبراء ومختصون وأكاديميون في مجال حقوق الإنسان والإعلام والتنمية الإنسانية، وعقدت الندوة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي  "زووم".

وعلى الصعيد نفسه، أكد الخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان أن دولة الإمارات رائدة في حقوق الإنسان، بل أصبحت شريكًا بارزًا في الارتقاء بحالة حقوق الإنسان على مستوى العالم، إضافة إلى صنع القرار الحقوقي الدولي، وجاء ذلك في إطار فوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان لثلاث مرات وآخرها خلال الفترة 2022-2024، إلى جانب تعاونها المستمر مع الجهات والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الملف.

وأشار الخبراء إلى أن الإمارت نموذج حي على أرض الواقع للحوار بين الأديان والعيش المشترك، وجهودها في مجال حقوق الإنسان لدأت منذ تأسيسها قبل أكثر من خمسون عام.

إنجازات عظيمة جعلتها في المقدمة

ورحب الخبراء الدوليين بالدور الإماراتي البارز في مجال العمل الإنساني العالمي، لا سيما مع استجابتها العاجلة لتوابع الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا وتركيا مؤخرا، وذلك إلى جانب جهودها الإنسانية الفعالة في الكثر من الدول الأخرى مثل اليمن.

وتحدث خبراء حقوق الإنسان في الندوة عن الإنجازات العظيمة للإمارات في دعم الحقوق الإساسية مثل الحريات الفردية الحرص على المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، وحقوق الطفل والمسنين، وأصحاب الهمم، إلى جانب حقوق العمالة، ومكافحة الاتجار بالبشر، والتصدي للإرهاب، وغسل الأموال وغيرها.

ومن جانبها، قال أيمن نصري رئيس المنتدي العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان حامل الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، إن ملف دولة في الإمارات في مجال حقوق الإنسان حصل على إشادة عالية من المجتمع الدولي في ظل الإنجازات البارزة التي حققتها طيلة السنوات الأخيرة على هذا الصعيد.

واضاف أن دولة الإمارات مع عضويتها في مجلس حقوق الإنسان لثلاث مرات، باتت شريكا اصيلًا في صنع القرار الحقوقي والدولي، كما أنها  تؤدي دورا بارزا في مجال تقدم الدعم الفني والتقني لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وتعمل بدأب مع المجتمع الدولي في هذا الملف.

التسامح والسلام وجهان لعملة واحدة

وأشاد الدكتور أريك غوزلان مدير مشارك أي المجلس الدولي للدبلوماسية والحوار، بالدور الريادي والقيادي في دولة الإمارات والمرتبط بحقوق الإنسان، موضحًا أن القيادة الرشيدة في الدولة اتخذت قرار شجاعا بالتوقيع على الاتفاق الإبراهيمي للسلام مع دولة إسرائيل وتمضي قدمًا نحو ترسيخ العلاقات الثنائية مع إسرائيل في جميع المجالات الداعمة للتنمية والازدهار.

واستطرد حديثه قائلًا":" أن دولة الإمارات منارة عالمية للتسامح والتعايش، وقد استضافت اللقاء الأخوي التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيةوفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف".

وأكد أن دولة الإمارات أثبتت أن التسامح والسلام مرتبطان ببعضهم البعض، وهي اليوم رائدة التسامح والسلام، حيث أنها أعطت نموذجا ليس له مثيل في أهمية العمل من أجل الإثنين معا فلا تسامح دون سلام ولا سلام دون تسامح فكلاهما مكملًا للآخر.

 

استراتيجية مبتكرة

 

وبدورها، تحدثت الدكتورة منال مسالمي رئيسة الرابطة الأوروبية للدفاع عن الأقليات، عن الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات في مجال الاقتصاد والبيئة وتمكين النساء، مضيفة أن الإمارت نجحت في دمج المرأة في المجتمع بصورة مميزة سواء كانت في أدوارا قيادية أو في العمل الحكومي أو على الصعيد الاقتصادي وريادة الأعمال، كما تمتلك استراتيجية مبتكرة لتعزيز دور الأسرة والاهتمام بها.

 

وفيما يتعلق بالجانب البيئي ذكرت إن دولة الإمارات تمتلك سجلا مليئًا في مجال مكافحة التغير المناخي والاعتماد على. مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

واطلقت الإمارات مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، أما فيما يتعلق بالجانب الثقافي فقد أطلقت الدولة مشاريع بارزة منها على سبيل المثال متحف اللوفر أبوظبي المنارة الثقافية البارزة في العالم، كما تعمل على تعزيز الاستدامة في جميع القطاعات.

وفي سياق متصل، قال الدكتور عبدالجبار الطيب رئيس جمعية الحقوقيين البحرينية ذات الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، أن موضوع حقوق الإنسان أصبح مرتبطا بالعديد من المجالات الأخرى كالمناخ والرقمنة وهي مجالات كنا نعتقد في السابق أنها لا تمت لحقوق الإنسان بصلة.

 

وبحسب المؤشرات التنافسية، أضاف عبد الجبار أن دولة الإمارات حققت مراكز متقدمة عالمية في العديد من القطاعات منها المركز الرابع عالميا في مؤشر الأداء الحكومي والمركز السادس في منافسة السوق المحلية والمركز السابع في محور الأمن والتاسع عالميا في محور التوجه المستقبلي للحكومات.

جهود عالمية

 

وقالت كوسي أتسو الخبير الدولى في حقوق الإنسان إن دولة الإمارات حققت إنجازات كثيرة في قطاع التنمية المستدامة وتعزيز الجهود الدولية في مجال حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تنفذ العديد من المشاريع التنموية البارزة في دول عدة عبر مؤسساتها المختلفة مثل صندوق أبوظبي للتنمية.

 

وتمتلك دولة الإمارات منذ تأسيسها مسيرة حافلة بالإنجازات، فعندما نتحدث عن حقوق الإنسان  يجب أن ندرك إننا نتحدث عن الإمارت العربية المتحدة، حسب ما قاله المستشار عيسى العربي رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان.

 

وأوضح العربي أن التقرير ثمرة جهود استمرت على مدار 6 أشهر ويؤسس لنموذج لالتزامنا بتقديم التقارير في مجال حقوق الإنسان وتفاعلنا مع الآليات الدولية، مضيفًا أن حقوق الإنسان لم تعد رفاهية، بل ركيزة أساسية في كل الدول.

تقرير الظل

 

تقرير الظل هو التقرير الذي أعده جهات غير حكومية تعقيبا على التقرير الرسمي الذي تقوم كل دلة بتقديمه إلى عضو في المجلس، دوريًا بمعدل مرة كل 4 أعوام غالبا، لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

 

وتتقدم الجهات الرسمية الراغبة في ذلك بعرض تقريرها عن تطور هذه الوضعية والمسألة، في ما يعرف بتقرير الظل، أي التقرير الموازي للتقرير الرسمي للدول المعنية، وذلك قبل عرض وقبل عرض التقرير الرسمي، الذي تتحدث فيه كل دولة عن ملف حقوق الإنسان فيها، وشاركت أكثر من 13 منظمة حقوقية عربية وأوروبية ودولية و17 خبيرا من أنحاء العالم لوضع هذا التقرير.