المنطاد الصيني وأوكرانيا.. انكشاف أمريكي في مجال التسليح

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت العملية العسكرية الروسية ومنطاد الصين بعض أوجه القصور والمشكلات الخطيرة التي يواجهها البنتاجون في الفترة الأخيرة.


1- إلغاء مشروع المدفع الضخم:

وكان المفترض أن يكون المدفع إن إل أو إس حجر الزاوية لبرنامج أنظمة القتال المستقبلية الذي تبلغ قيمته 200 مليار دولار، لإحداث ثورة في كيفية قتال الجيش الأمريكي، لكن نهايته كانت في مستودع تخزين في ولاية فرجينيا، وفقا لوكالة بلومبيرغ الأمريكية.

مدفع إن إل أو إس، مدفع من طراز هاوتزر ذاتي الدفع عيار 155 ملم يتم تثبيته على الدبابات، ويزن 25 طنا كان جزءًا أساسيا في خطط الجيش لتطوير نظام عالي التقنية من شأنه أن يساعد في تعويض المزايا العددية للمدافع المشابهة في الصين أو روسيا في صراع مستقبلي.

كما كان جزءًا من مساعي طموحة لاستبدال الوحدات القتالية بعائلة من المركبات البرية والجوية، المأهولة والروبوتية، وكلها متصلة بالشبكة لاسلكيًا.

وأشار التقرير إلى أن هذا البرنامج الطموح واجه مشكلات تكنولوجية وتأخيرات وتكاليف ضخمة، وبعد أزمة "كابيتول هيل" بدأت الشكوك حول فعالية هذا البرنامج.

في عام 2009 وبعد إنفاق 20 مليار دولار خلال ثماني سنوات مع نتائج متواضعة، ألغى البنتاجون المشروع لتجنب ما أطلق عليه وزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس "كارثة مكلفة".

ووفقا للتقرير فإن فشل البرنامج الأضخم والأكثر طموحًا في تاريخ الجيش الأمريكي يكشف فشل القاعدة الصناعية الدفاعية التي عززت (ما وصفته بالتفوق العسكري الأمريكي) لعقود من الزمان. ولذا فإن النتيجة الوحيدة لإلغاء برنامج أنظمة القتال المستقبلية يعني أنه بعد أكثر من عقد من الزمان، لم يتمكن الجيش الأمريكي حتى الآن من تطوير بديل لمركباته المدرعة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة – والمتمثلة في دبابة أبرامز ومركبة برادلي القتالية.


2- أمريكا تفشل في مجاراة روسيا والصين في مجال الصواريخ الفرط صوتية

وخلال حقبة الستينات في القرن الماضي، احتلت الولايات المتحدة صدارة السباق في مجال الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن هذه الريادة تراجعت بعد تمكن روسيا والصين من تجاوز الولايات المتحدة، وباتت واشنطن هي من تحاول اللحاق بالركب.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية برنامجًا لتصميم أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكنه توقف بعد سلسلة من الاختبارات الفاشلة.

وفي صيف عام 2021، عندما أجرت الصين تجربتين لصاروخين تفوق سرعتهما سرعة الصوت، بينهما صاروخ إلى الفضاء قادر على حمل رؤوس نووية، أثار ذلك قلق المخططين العسكريين في واشنطن، حيث تشكل هذه الأسلحة السريعة التي تتمتع بالقدرة على التحليق المنخفض والمناورة تهديدًا محتملًا للأراضي الأمريكية، حيث يمكن استخدامها لإرسال رؤوس حربية نووية فوق القطب الجنوبي وحول الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ.

ونوه التقرير إلى أن هذه اللحظة تلخص فشل وزارة الدفاع الأمريكية في تحويل التقنيات الحيوية في البحث والتطوير إلى الإنتاج، وكانت النتيجة أنه في هذه الأثناء، تمكنت روسيا والصين من تصدر بالسباق، فيما تحاول واشنطن الآن اللحاق بالركب.


3- المكونات الصينية في الأسلحة الأمريكية

أشار التقرير إلى أن الصدمة الثالثة هي أن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على مواجهة الصين، بدأت في التضاؤل نظرا لوجود مكونات صينية الصنع في سلاسل التوريد الدفاعية وهو ما يحدث "آثار غير مقبولة إن لم تكن نقاط ضعف".

وأشار التقرير إلى أن غالبية شركات إنتاج الأسلحة الرئيسية لا يمكنها حتى إخبارك بكمية المحتوى الصيني في أنظمتهم، بدءًا من أشباه الموصلات إلى شاشات العرض إلى البراغي.

أقرت وزارة الدفاع بأن القاعدة الصناعية الدفاعية تواجه العديد من تحديات سلسلة التوريد نفسها التي تواجهها القطاعات الأخرى. قال المتحدث باسم الشركة جيف جورجينسن "المهلة الزمنية من طلب أحد المكونات إلى التسليم تدفع الجداول الزمنية للإنتاج. لتعويض الفترات الزمنية الطويلة، تقوم الوزارة باستثمارات مستدامة لتوسيع الطاقة الإنتاجية وتخزين الأسلحة والمواد الأساسية".