رحلة بايدن إلى كييف.. أشهر من التخطيط وأيام من السرية

عرب وعالم

اليمن العربي

رحلة محفوفة بالمخاطر تلك التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف، ولدت من رحم أشهر من التخطيط وأحاطتها أيام من السرية.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ظلت الزيارة سرا حتى اللحظة الأخيرة، وتطلب ذلك إجراءات استثنائية من جانب البيت الأبيض.

وبالأسابيع التي سبقت الزيارة، نفى بايدن وكبار مساعديه مرارًا أي احتمالات لزيارة أوكرانيا، وبذلت كل الجهود للحفاظ على هذا الموقف حتى الساعة التي سبقت وصول الرئيس المفاجئ إلى كييف.

ويعود جانب من التزام السرية إلى الطبيعة الخطرة للرحلة ذاتها، وبينما كانت الدائرة الضيقة من مسؤولي البيت الأبيض على ثقة من إمكانية حدوث مثل هذه الزيارة، كان إرسال رئيس إلى منطقة حرب لا تملك الولايات المتحدة السيطرة على المجال الجوي فيها مروعة.


مجازفة

تم اتخاذ القرار النهائي في اجتماع المكتب البيضاوي مساء الجمعة، حيث أعطى بايدن الضوء الأخضر الأخير لترتيب الزيارة.

وبمجرد أن بدأت الرحلة، اتخذ المسؤولون الأمريكيون خطوات لإخطار موسكو بخططهم، في محاولة "لعدم التضارب"، في خطوة تهدف إلى تجنب كارثة لا يمكن تصورها أثناء تواجد بايدن على الأرض، ما قد يجبر البلدين المسلحين نوويًا على الدخول في صراع مباشر، حسب وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.

وأرجعت الوكالة صعوبة عملية إجراء ترتيبات أمنية في أوكرانيا لعدم وجود الجيش الأمريكي على الأرض، كما أن عددا محدودا فقط من الجنود يعملون على حراسة السفارة الأمريكية في كييف.

وغادر بايدن الولايات المتحدة على متن طائرته الرئاسية من قاعدة أندروز الجوية، في تمام الساعة 4:15 صباحًا بالتوقيت المحلي.

وبعد مغادرته، توقفت الطائرة التي تقل الرئيس للتزود بالوقود في قاعدة أمريكية بألمانيا قبل مواصلة الرحلة إلى بولندا.

وبينما كان في طريقه باتجاه الشرق، انصب تركيز بايدن على التخطيط لمحادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أملا في استخدام وقته المحدود بحكمة لمناقشة الأشهر المقبلة من القتال.

ووصل بايدن إلى بلدة رزيسزو البولندية حيث توقف في مارس/ أذار من العام الماضي لزيارة القوات الأمريكية المنتشرة بالقرب من الحدود الأوكرانية والمنظمات الإنسانية التي تدعم اللاجئين الأوكرانيين.


عبر القطار

وعقب وصوله، استقل بايدن ومجموعته الصغيرة من المستشارين ورجال الخدمة السرية الذين سافروا معه على متن القطار إلى كييف، في رحلة استغرقت نحو 10 ساعات.

وشهدت الزيارة احتياطات أمنية مختلفة، حيث جرى تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية بأنظمة صواريخ غربية أرض–جو.

ومع بدء الزيارة، حلقت طائرات مراقبة أمريكية من بينها طائرة من نوع إي-3 سنتري للإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوًا، ومخصصة للعمل على توفير المراقبة والقيادة والسيطرة والاتصالات في جميع الأحوال الجوية.

كما حلقت طائرة استطلاع من طراز آر سي-135دبليو ريفر جوينت في المجال الجوي البولندي لمراقبة الأجواء في العاصمة كييف، وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.

وعلاوة على هذه الرقابة الجوية الواسعة، أغلقت عدة شوارع ومناطق رئيسية في كييف، ما فجر استفهامات حول الأمر من قبل سكان العاصمة.