30 ألفًا حصيلة ضحايا زلزال تركيا وسوريا

عرب وعالم

اليمن العربي

تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا 30 ألفًا، مع تراجع الآمال في العثور على ناجين، على الرغم من إنقاذ بعض الأشخاص بعد 140 ساعة قضوها تحت الأنقاض واستمرار عمليات البحث المتواصلة، في ظل أوضاع أمنية صعبة وطقس شديد البرودة في البلدين.

 

30 ألفًا حصيلة ضحايا زلزال تركيا وسوريا


ويبذل المسعفون وفرق الإنقاذ الدولية المشاركة جهودًا مضنية لسحب أحياء من تحت أنقاض المباني وبينهم أطفال، حتى بعد مرور 6 أيام على الكارثة. وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو، الأحد، إنه ليس من الإنصاف تمامًا اتهام التكتل بعدم تقديم ما يكفي من المساعدات للسوريين في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في سوريا وتركيا الأسبوع الماضي.


وفي ألمانيا، قال المتحدث باسم الفرع الألماني لمنظمة I.S.A.R غير الحكومية ستيفان هاين، السبت، إن المنظمة والهيئة الفدرالية للإغاثة الفنية "أوقفتا عمليات الإنقاذ في تركيا". وأضاف "في الساعات الأخيرة تغير الوضع الأمني على ما يبدو في محافظة هاتاي. يصل مزيد من التقارير عن اشتباكات بين مجموعات مختلفة، إضافة إلى حدوث إطلاق نار".

وحذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا والتي تخطت 30 ألفًا "ستتضاعف" وزار غريفيث، في تركيا مدينة كهرمان مرعش مركز الزلزال بقوة 7.8 درجات الذي وقع الإثنين وقال: "أعتقد أنه من الصعب تقييم (الحصيلة) بدقة، لأن علينا أن نرى تحت الأنقاض، لكنني واثق من أنها ستتضاعف أو أكثر"، وأضاف "لم نبدأ فعليًا تعداد القتلى بعد".


وقال غريفيث في فيديو نشر على حسابه على تويتر: "قريبًا سيخلي الأشخاص المكلفون عمليات البحث والإغاثة المكان للوكالات الإنسانية التي سيقضي عملها بالاهتمام بالعدد الاستثنائي من الأشخاص المتضررين خلال الأشهر المقبلة".
ووافقت الحكومة السورية، على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد بعد مرور نحو 5 أيام على الزلزال المدمر، وفق ما نقلت وكالة الإعلام السورية الرسمية (سانا)، فيما شرد الزلزال ما يصل إلى 6 ملايين شخص في سوريا وحدها، حسب ما ذكرت الأمم المتحدة.

وتزامن ذلك مع وصول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى مدينة حلب شمالي سوريا، والتي تضررت بشدة من الزلزال وقال على تويتر: "يعتصرني الحزن لمعاينة ظروف الناجين"، متحدثًا عن طقس بارد ووصول محدود جدًا إلى المأوى والطعام والمياه والرعاية الطبية. وجال غيبرييسوس برفقة وزير الصحة (السوري) على أحياء متضررة في مدينة حلب، كما زار مستشفى ومركز إيواء في المدينة.

وبحسب آخر التقارير الرسمية، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات إلى وقوع ضحايا تجاوزت حصيلتهم حتى الآن أكثر من 30 ألفًا، وبلغت الحصيلة الرسمية للضحايا في تركيا وحدها أكثر من 25 ألفًا، فيما أعلنت السلطات في سوريا أن حصيلة الضحايا تجاوزت 5 آلاف.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، تجاوز 28 مليون شخص، وعبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي بدأ بالظهور مجددًا في سوريا.


وتتدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى تركيا، لكن الوصول إلى سوريا أكثر تعقيدًا، إذ تشهد البلاد حربًا ويخضع نظامها لعقوبات دولية وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتًا في قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

ونجحت الجهود المبذولة لجمع التبرعات والمساعدات في بريطانيا لإنقاذ ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا ودعمهم فى جمع أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني خلال يومين، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية "بي.إيه.ميديا" وذكرت لجنة إدارة الطوارئ والكوارث التي تضم 15 جمعية خيرية رائدة في المملكة المتحدة أن مناشدتها جمعت 52.8 مليون جنيه إسترليني في غضون يومين، من بينها 5 ملايين جنيه إسترليني من حكومة المملكة المتحدة.

وأرسلت باكستان نحو 200.7 طن من مساعدات الإغاثة من بينها 18 طنًا من الخيام المهيأة للشتاء إلى الأشخاص المتضررين جراء الزلزال في تركيا، بناء على توجيهات رئيس الوزراء محمد شهباز شريف. وطلبت الحكومة التركية الخيام لحماية مئات الآلاف من المتضررين جراء الزلزال الذين يستعدون لمواجهة برد قارس، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس الباكستانية".

وتعتزم بلغاريا إرسال مساعدات جديدة إلى المناطق المتضررة من الزلازل في تركيا، على متن طائرتين عسكريتين لكن دون الأطباء المتطوعين البلغاريين، الذين كانوا يستعدون لمهمة إنقاذ في تركيا لعدة أيام، وفقًا لوكالة أنباء صوفيا البلغارية.

ووفقًا للتقرير، لن يتم أيضًا إرسال مجموعة جديدة من رجال الإنقاذ التابعين للصليب الأحمر البلغاري، ومن المقرر أن تنقل الطائرات العسكرية البلغارية شحنة المساعدات إلى تركيا، وتعيد جزءًا من فرق الإنقاذ الذين تم إرسالهم إلى المناطق التي دمرها الزلزال في تركيا المجاورة.

 

في سوريا حيث النظام الصحي متداعٍ من جراء حرب بدأت في العام 2011، تعرّضت 20 منشأة صحية على الأقل في شمال غرب البلاد، بينها أربعة مستشفيات لأضرار، ويفاقم هذا الوضع صعوبة تقديم المساعدات لعشرات آلاف الأشخاص الذين أصيبوا في الكارثة ومع تدفق المصابين بصدمات على أقسام الطوارئ، حذرت منظمة الصحة العالمية من تعطل حاد لخدمات صحية أساسية.


وأعلنت المنظمة أنها نقلت جوًا 37 طنًا متريًا من إمدادات معالجة الصدمات والجراحات الطارئة إلى تركيا الخميس، وأوصلت 35 طنًا متريًا إلى سوريا، وأشارت إلى أن "هذه الإمدادات المنقذة للحياة ستستخدم لمعالجة 100 ألف شخص، بالإضافة إلى إجراء 120 ألف عملية جراحية طارئة في كلا البلدين". ويُرتقب وصول رحلة ثالثة محملة إمدادات مماثلة إلى سوريا الإثنين.


وفي دمشق، دعت وزارة الإعلام الصحافيين إلى مواكبة دخول "قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية جهزتها الدولة السورية لدخول محافظة إدلب عبر معبر مدينة سراقب الواقعة في إدلب (شمال غرب) والفاصلة بين مناطق سيطرة الفصائل والحكومة السورية. ونقلت جريدة الوطن القريبة من السلطات عن مصدر "إغاثي" في دمشق قوله: "حصلنا على الموافقة لإدخال قافلة المساعدات إلى إدلب".
وفي سياق متصل، قال مبعوث إيطالي إلى دمشق إن شحنة من المساعدات الإنسانية الإيطالية الموجهة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة في سوريا وصلت إلى بيروت، في أول مساعدة أوروبية من الزلزال لحكومة دمشق. وقال القائم بالأعمال ماسيميليانو دانتونو إن الشحنة التي تزن 30 طنًا تشمل 4 سيارات إسعاف و13 حاوية من المعدات الطبية. وأضاف أن فريقًا من 4 أطباء في طريقه أيضًا لمناطق سيطرة الحكومة السورية.


وفتح، السبت، معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عامًا من أجل السماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، على ما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية. وأوضحت الوكالة أن 5 شاحنات محملة مساعدات لضحايا الزلزال عبرت معبر أليكان في محافظة إغدير.
وفي جنوب تركيا، تحولت مواقف سيارات وملاعب وصالات رياضية إلى أماكن لوضع الجثث، حيث توجهت عائلات منكوبة للبحث عن أقاربها المفقودين.
وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية مشاركة نحو 32 ألف شخص بعمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من 8 آلاف مسعف أجنبي. كما ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقًا لما ذكره وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

ومع تخطي حصيلة الزلزال 25 ألفًا، أطلقت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة السبت، نداء عاجلًا لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الصحية الطارئة والكبرى. وكانت المنظمة قد حرّرت بالفعل 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها. وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بانهيار أكثر من 4 آلاف مبنى في الزلزال، وبتعرض نحو 15 مستشفى لأضرار جزئية أو كبيرة.