طريق أوكرانيا للطائرات يبدأ بقرار مشترك.. ضوء أخضر أمريكي وشروط غربية

عرب وعالم

اليمن العربي

أملا في إقناع حلفاء بلاده الغربيين بمنح أوكرانيا "أجنحة حديثة وفعالة"، طاف الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أوروبا في رحلة جدد خلالها مطالب كييف بالطائرات المقاتلة.

فمن بريطانيا مرورًا بألمانيا وفرنسا إلى بروكسل، كانت جولة ماراثونية حاول من خلالها الرئيس الأوكراني، التفتيش عن دعم عسكري لقوات بلاده، أملا في حسم سريع لـ "معركة ميدانية" باتت طويلة الأمد.

وفي وقت سابق يوم السبت، وصف فولوديمير زيلينسكي رحلته إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع بأنها "ملهمة"، مشيدًا برئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك والشعب البريطاني والملك تشارلز الثالث، قائلا إنه سعيد برؤية الجنود الأوكرانيين - "أولادنا" - يتعلمون قيادة دبابات تشالنجر 2 في معسكر لولوورث في دورست ببريطانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إنه تلقى "إشارات طيبة" خلال "الماراثون الدبلوماسي" الأوروبي، الذي تضمن اجتماعات في باريس وبروكسل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز وقادة الاتحاد الأوروبي الآخرين.


قرار مشترك

وتقول صحيفة "الجارديان"، إن هناك احتمالا كبيرًا بأن تتسلم كييف الدبابات الغربية والمدفعية بعيدة المدى في الأشهر المقبلة، إلا أنها قالت إن هناك قدرًا أقل من الوضوح بشأن إمداد الأوكرانيين بطائرات قتالية متطورة.

فبولندا قالت إنها مستعدة لتقديم طائرات F-16 إلى كييف، لكن فقط كجزء من مبادرة أوسع للناتو، حسب الرئيس أندريه دودا الذي قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قبل أيام من زيارته المقررة للندن إن مثل هذا القرار يجب أن يتخذه حلفاء الناتو بشكل مشترك.

وشدد دودا على أن نقل مقاتلات "إف 16" من بولندا إلى كييف سيكون "قرارا خطيرا للغاية" لن يتم اتخاذه باستخفاف، مشيرًا إلى أن القوات الجوية لبلاده لديها أقل من 50 من تلك الطائرات أمريكية الصنع، والتي لا تعد كافية لبولندا، بالإضافة إلى أن هناك تحديات لوجستية تتعلق بنقل تلك الطائرات المحتمل إلى أوكرانيا.


ضوء أخضر أمريكي

ويوم الجمعة، أشارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن أي دولة يمكن أن تقرر بشكل مستقل تقديم طائرات غربية.

فيما قال القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا بن هودجز، إن الطائرات يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في "انتصار أوكرانيا"، وتسهم في هزيمة موسكو في غضون عام، مشيرًا إلى أنه دون تلك المقاتلات سيستغرق الأمر من القوات الأوكرانية ثلاث إلى خمس سنوات، بالنظر إلى المستويات الحالية للدعم الغربي.

وأكد هودجز لمحطة الإذاعة العامة الألمانية دويتشه فيله: "كلما أسرعنا في تزويدهم بالقدرة على تحقيق نتيجة حاسمة، انتهت الحرب في وقت أقرب".

وفي مؤتمر صحفي مع زيلينسكي يوم الأربعاء، قال رئيس حكومة بريطانيا: "لا شيء على الطاولة" عندما سئل عن إمكانية لتبرع بمقاتلي سلاح الجو الملكي البريطاني. لكن وزير الدفاع بن والاس كان أكثر حذرا.


شروط غربية

وتؤكد لندن على التعقيدات الفنية والسياسية لمثل هذه الخطوة، فيما شدد والاس يوم الخميس على أن أي توريد للطائرات الغربية سيكون على الأرجح "في مرحلة ما بعد الصراع". وجادل بأن المقاتلات البريطانية تايفون لديها كل التعقيدات بسبب الحاجة إلى تدريب المهندسين والطيارين على حد سواء.

وقال المطلعون على سلاح الجو الملكي البريطاني إن نحو 100 من الطاقم الأرضي مطلوب لكل ست طائرات، وقدر أحدهم أن التدريب قد يستغرق من ستة إلى تسعة أشهر للطيارين الأوكرانيين من طراز ميغ 29 أو سوخوي 27.

وقال طيار أوكراني آخر لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إنه رغم أنه سيكون سعيدًا بقيادة طائرة تايفون إذا عرضت عليه، إلا أنه قال: "لا أعرف مدى واقعية هذه الخطة". وأضاف أن الطائرة كانت "باهظة الثمن" ومحدودة العدد.

وتعهدت المملكة المتحدة بتدريب الطيارين على تشغيل مقاتلات الناتو القياسية ومن المقرر أن تستقبل الدفعة الأولى من المتدربين الأوكرانيين في الربيع. ولا تزال الحكومة الأوكرانية متفائلة بأن "عدة دول" ستوفر مقاتلات في وقت لاحق من هذا العام.


مصاعب ميدانية

وفي آخر حديث له، قال زيلينسكي إن أوكرانيا كانت قادرة على إسقاط معظم الصواريخ الروسية بدفاعاتها الجوية الحالية، لكنه اعترف بأنه خلال الـ 48 ساعة الماضية، أطلق الكرملين طائرات دون طيار هجومية وصواريخ باليستية، ضربت أهدافًا في جميع أنحاء البلاد.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 20 طائرة دون طيار من طراز كاميكازي إيرانية الصنع مساء الجمعة، مؤكدة أنه تم إطلاقها في البنية التحتية الحيوية من الساحل الشرقي لبحر آزوف، فأصابت إحداها منشأة للطاقة في كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، مما تسبب في أضرار جسيمة.

في السياق نفسه، قال حاكم مدينة خاركيف الأوكرانية أوليه سينيهوبوف على تطبيق المراسلة تلغرام، إن تقارير أولية تشير إلى أن ثلاثة صواريخ روسية من طراز إس-300 سقطت على خاركيف ليل السبت.

وأضاف: "تضررت إحدى منشآت البنية التحتية. ويجري التحقق من المعلومات المتعلقة بالضحايا وحجم الدمار".

وأصابت صواريخ روسية منشآت لتوليد الطاقة في خاركيف أمس الجمعة في هجوم تسبب في إصابة ثمانية أشخاص. وخاركيف هي أكبر مدينة في شرق أوكرانيا.