مقاتلات الغرب.. مطالب أوكرانيا على خط المحظورات

عرب وعالم

اليمن العربي

من لندن لبروكسل مرورا بباريس تقاطعت مباحثات الرئيس الأوكراني حول مطلب وحيد "الحصول على مقاتلات لقلب موازين القوى على الأرض مع روسيا".

مطلب لم يحصل حتى الآن على الضوء الأخضر من حلفاء كييف، فيما يرى خبراء أنه من الصعب تلبيته، وإن تظل جميع الاحتمالات واردة في ضوء تساقط المحظورات الغربية تباعا.

فقبل فترة، تردد الغرب، وخصوصا ألمانيا، في تزويد كييف بدبابات ثقيلة، لكن لم يمض الكثير من الوقت قبل أن توافق برلين على الخطوة لتعطي بذلك الضوء الأخضر لبلدان أخرى.


وتر أوروبا

يدرك زيلينسكي مزاج حلفائه بالوقت الراهن، ويعرف أن مخاوفهم من استفزاز روسيا بشكل أكبر قد يقود نحو تصعيد يتفاداه الجميع، ولذلك حرص هذه المرة على اللعب على وتر سلام أوروبا.

فالمعروف أن القارة العجوز تحبس أنفاسها خوفا من توسع رقعة النزاع في شرقها ليعبر حدودها ويصل إلى بلدانها، وهو السيناريو الأسوأ بالنسبة لقارة تواجه ارتدادات الحرب بصعوبة بالغة.

وفي تصريحات أدلى بها الأربعاء من قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، قال زيلينسكي: "كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، حصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، واقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي وأمكن لنا العودة إلى السلام في أوروبا".

وقدم الطلب نفسه قبيل ذلك في بريطانيا، وكرّره أمام البرلمان الأوروبي الخميس.

وحتى الآن، تستبعد واشنطن تزويد أوكرانيا بطائرات إف-16 التي تعتبر واحدة من أكثر المقاتلات انتشارا في العالم وتمتلكها العديد من الدول الأوروبية.

في المقابل، لا تستبعد هولندا منح كييف بعض من مقاتلاتها من هذا الطراز على أن تعوضها بطائرات إف-35.

وفي باريس، بدا الرئيس إيمانويل ماكرون أكثر اقتناعا نوعا ما، ومع أنه لم يقدم وعودا لضيفه الرئيس الأوكراني، لكنه طمأنه دون حشر نفسه ضمن حد زمني قائلا إن "لا شيء مستبعدا".

وتمتلك فرنسا أسطولا من المقاتلات من طراز ميراج 2000-سي، لكنها خارج الخدمة، ما يعني أن إعادتها إلى الحالة الطبيعية سيتطلب وقتا، فضلا عن عدة أشهر سيتطلبها تدريب الطيارين الأوكرانيين المعتادين على قيادة الطائرات السوفيتية الصنع من طرازي ميغ وسوخوي.

أما الطائرات المقاتلة الحديثة، فتمتد مدة التدريب النموذجية لـ6 أشهر للطيار المتمرس، وهي فترة يمكن اختصارها إلى ثلاثة أشهر لكن ليس أقل، ما يعني أنه من الصعب أن تحصل كييف على مطلبها، على الأقل ليس على المدى القريب.


حل سحري؟

لجبهات القتال في أوكرانيا خصوصية قد لا تتماشى معها المقاتلات، ما يشي بأن حصولها على مطلبها لن يوفر الحل السحري لقلب موازين القوى وحسم الحرب.

فالمقاتلات الغربية، وفق خبراء، قيد تتيح ضرب القوات الروسية على مسافات بعيدة، وردع القاذفات الروسية من قصف الأراضي الأوكرانية، لكنها لن تفعل أكثر من ذلك.

وبحسب جاستن برونك، الخبير العسكري في مركز الأبحاث البريطاني "رويال يونايتد سرفيسز أنستيتوت"، فإن "طائرات تايفون واف-16 ليست مناسبة للقواعد الجوية البدائية التي يستخدمها الأوكرانيون لتجنب الضربات الصاروخية الروسية".

ويقول الخبير، في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع تويتر، إن منح طائرات تايفون لكييف سيكون "شبه رمزي ولن يخدم مصالح القوات الجوية الأوكرانية".

واختتم حديثه: "لكن قد يستحق الأمر العناء إذا سمحت السويد سياسيا بتزويد طائرات غريبنز أو إذا وفرت دول أخرى طائرات ؤف-18"، فهاتان الطائرتان قادرتان على الانطلاق من قواعد ترابية، ومتطلباتهما اللوجستية قليلة.