الرئيس الأوكراني يطالب حلفاء بلاده بتسليم كييف طائرات مقاتلة

عرب وعالم

اليمن العربي

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء أمس الأربعاء، حلفاء بلاده بتسليم كييف طائرات مقاتلة في أقرب وقت ممكن لصد هجوم القوات الروسية، خلال مستهل جولة أوروبية مفاجئة.

 

 الرئيس الأوكراني يطالب حلفاء بلاده بتسليم كييف طائرات مقاتلة 

 

ويظهر الغربيون حتى الآن ترددًا في اتخاذ هذه الخطوة الإضافية، خوفًا من التصعيد مع موسكو، لكن المحظورات تتساقط واحدة تلو الأخرى منذ عام، لا سيما بعد أن وافق حلفاء كييف في يناير (كانون الثاني) الماضي على إمدادها بدبابات ثقيلة.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) 2022، توجه الرئيس الأوكراني إلى بريطانيا حيث استقبله رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ثم توجه بعد ذلك إلى باريس حيث عقد لقاء ثلاثيًا مع الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وفي لندن، ألقى زيلينسكي خطابًا في قاعة وستمنستر التاريخية، قائلًا: "نعلم أن الحرية ستنتصر، ونعلم أن روسيا ستخسر"، مضيفًا "أطلب منكم ومن العالم طائرات مقاتلة لأوكرانيا، أجنحة من أجل الحرية".

وفي إشارة لانفتاحه على المقترح، وعد رئيس الحكومة البريطانية بتدريب طيارين أوكرانيين "وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي"، وذلك من أجل ضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن مجالها الجوي في المستقبل، كما طلب سوناك من الجيش البريطاني دراسة إمكانية تسليم طائرات، مشيرًا في الآن نفسه إلى أنه حل لا يمكن تصوره إلا "على المدى الطويل"، كاشفًا أن إمكانية توفير طائرات كانت "بالطبع جزءًا من المحادثة مع زيلينسكي"، لكنه شدد على أن التدريب اللازم قد يستغرق فترة تصل إلى 3 سنوات.

وأعلنت لندن أن دباباتها من طراز تشالنجر ستكون في ميدان القتال بأوكرانيا الشهر المقبل، ووعدت بإرسال قدرات مدفعية بعيدة المدى على الفور، من دون تقديم تفاصيل بشأنها.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ماكس بلين، إنه طلب من وزير الدفاع بن والاس تقييم أنواع الطائرات التي يمكن إرسالها لأوكرانيا، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء، وأضاف أن بريطانيا لا تتطلع لإرسال طائرات تايفون لأوكرانيا في المستقبل القريب، لكنها ترى احتمالًا لإرسال طائرات كحل على المدى الطويل.

 

ومن جهتها، وجهت روسيا تحذيرًا شديد اللهجة لبريطانيا من مغبة إمداد أوكرانيا بمقاتلات حربية، وأكدت السفارة الروسية في المملكة المتحدة، أن تزويد لندن المحتمل بطائرات مقاتلة بريطانية إلى أوكرانيا ستكون له "عواقب عسكرية وسياسية على العالم بأسره".

وقالت: "نود أن نذكّر مسؤولي لندن أنه بناء على ضميرها بخصوص هذا السيناريو (تسليم المقاتلات) فإنه سيكون هناك حصاد دموي للجولة التالية من التصعيد، فضلًا عن العواقب العسكرية والسياسية المترتبة على ذلك بالنسبة للقارة الأوروبية والعالم بأسره"، حسب قناة "آر تي"، وأضافت "لدى روسيا ما ترد به على أي خطوات غير ودّية من الجانب البريطاني".

وفي فرنسا، أظهر الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ترددًا بشأن مسألة إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، والتي ستكون خطوة جديدة في دعم كييف.

وشدد الرئيس الأوكراني من قصر الإليزيه على أنه "لدينا القليل من الوقت"، وأضاف "كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، حصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، واقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي وأمكن لنا العودة إلى السلام في أوروبا".

ولكن المستشار الألماني تجنّب الحديث عن الطائرات المقاتلة، واقتصر على التأكيد على أن الحلفاء سيدعمون أوكرانيا عسكريًا "ما دام كان ذلك ضروريًا"، ومن جانبه، وعد الرئيس الفرنسي بمواصلة جهود تسليم المعدات الدفاعية، حسب الاحتياجات العملياتية لأوكرانيا التي يعتزم مناقشتها خلال الاجتماع الثلاثي.

وقال ماكرون: "نحن نقف مع أوكرانيا بحزم وبعزم على مرافقتها حتى النصر واستعادة حقوقها المشروعة"، مؤكدًا أيضًا أنه يريد "بناء السلام" مع فولوديمير زيلينسكي، لا سيما من خلال تنظيم مؤتمر دولي يدعى إليه أكبر عدد من الشركاء، وأضاف "لا يمكن لروسيا ولا يجب أن تنتصر في هذه الحرب. ما دام استمرت روسيا في الهجوم، سنواصل تكييف وتخفيف الدعم العسكري اللازم للحفاظ على أوكرانيا ومستقبلها".

ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس الأوكراني اليوم الخميس إلى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الأوروبي، في جولته الخارجية الثانية خلال عام بعد توجهه إلى الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيسافران معًا من باريس إلى بروكسل صباح اليوم لحضور قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وسيحضر زيلينسكي قمة الدول الـ27 في بروكسل بصفته ضيف شرف. ويفترض أن يطلب من حلفائه مد كييف بطائرات قتالية "في أقرب وقت ممكن" كما فعل أمس في لندن وباريس.

وبدوره، قال المستشار الألماني: "إنها لإشارة قوية أن يشارك الرئيس حضوريًا في أول اجتماع هذا العام لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وهو مؤشر إلى التضامن الأوروبي"، وأضاف "أحمل رسالة واضحة إلى بروكسل: أوكرانيا تنتمي إلى الأسرة الأوروبية".