زلزال تركيا وسوريا.. مآس إنسانية ودعم دولي وارتفاع القتلى

عرب وعالم

اليمن العربي

أعلنت تركيا وسوريا، الثلاثاء، حصيلة جديدة لضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب البلدين، مؤكدتين وصول القتلى إلى 3819 شخصا.

وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وتلاه بعد ساعات قليلة آخر بلغت قوته 7.5 درجات، في مآس إنسانية، وقصص تروى بالدموع.


حصيلة الضحايا

وفي تركيا، أعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2379 قتيلًا و14 ألفًا و483 مصابا.

وأضاف أوقطاي، في تصريحات صحفية، أن 52 ألفًا من المنكوبين جراء الزلزال يقيمون حاليًا في ملاعب ومراكز رياضية، موضحا أنه تم إنقاذ 7840 شخصًا من تحت الأنقاض حتى الآن.

ويُعدّ الزلزال هو الأشدّ في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس/آب 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص.

أما في سوريا، فقد أعلنت وزارة الصحة وفرق إغاثة، ارتفاع عدد القتلى إلى 1440، بينهم 711 و1431 مصابا في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.

وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء العاملة مقتل 733 شخصًا وإصابة أكثر من 2100 آخرين، في مناطق الشمال.

ومن المتوقع تزايد حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة، إذ لا يزال عدد كبير جدًا من الأشخاص تحت الأنقاض.

ويصعّب تساقط الأمطار والثلوج وانخفاض درجات الحرارة جهود المنقذين، ووضع الأشخاص المشردين بسبب الزلزال.


مآس إنسانية

وفي مستشفى شمال غرب سوريا، يروى أسامة عبد الحميد، أحد سكان البلدات الحدودية مع تركيا، لحظات الزلزال وكيا نجا وأسرته بأعجوبة، قائلا إن زوجته أيقظته واصطحبنا أولادنا وركضنا باتجاه باب المنزل في الطابق الثالث، وما أن فتحنا الباب حتى سقطت البناية كلها.

في جنديرس شمال غربي البلاد، كان رجل يبكي منهارا وهو يحمل بين ذراعيه جثة ابنه الصغير الذي قتل في الزلزال.

ومن سوريا إلى تركيا، وتحديدا في شانلي أورفا جنوب شرق البلاد، كان عشرات المسعفين يحاولون إخراج ناجين من بين أنقاض مبنى منهار مكون من 7 طوابق.

الطالب السوري عمر الجنيد، البالغ من العمر 20 عامًا والذي كان يسكن قرب المبنى، قال إن هناك عائلة كاملة يعرفها تحت الأنقاض.

وفي تركيا أيضا، قال محمد أمين كيليتش، أحد السكان الذين انهار منزلهم، بينما هو يجلس مع زوجته وأبنائه الـ4 حول النار: "ليس لدينا مكان نذهب إليه، نحن خائفون".

وفي مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية، الواقعة في جنوب شرق تركيا، قال محيي الدين أوراكشي، إن شقيقته وأطفالها الثلاثة وزوجها ووالداه تحت الأنقاض"، وأضاف: "7 من أفراد أسرتنا تحت الأنقاض".


توقعات صادمة وصعوبات

وتوقّعت منظمة الصحة العالمية، في ظلّ هذه الظروف السيئة، أن تكون الحصيلة النهائية أكبر بكثير من الأرقام غير النهائية المعلنة.

وقالت كاثرين سمولوود مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، إن هناك احتمال مستمر لانهيارات إضافية وغالبا ما نرى أرقاما أعلى بـ8 مرات من الأرقام الأولية.

فيما ذكر مسؤول في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أن استجابة المنظمة لآثار الزلزال في سوريا تواجه عدة عقبات.

وأضاف المسؤول أن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل استجابة الوكالة للزلزال.

ووفق المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي، فقد وقع الزلزال الأول على عمق نحو 17.9 كيلومترًا وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق)، على بعد 60 كيلومترا من حدود سوريا.

وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7.5 درجة جنوب شرق تركيا على بعد 4 كيلومترات من مدينة إكينوزو.


دعم دولي

ومنذ وقوع الكارثة، وانهالت على تركيا وسوريا عروض الدعم والمساعدة الدولية، وبينها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، على استعداد واشنطن لدعم أنقرة في مواجهة آثار الزلزال.

وأعاد بايدن التأكيد على جاهزية الولايات المتحدة لتقديم جميع أنواع المساعدات المطلوبة لتركيا الحليفة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) للاستجابة لهذه المأساة.

وأشار إلى أن الفرق الأمريكية تعمل على الانتشار بسرعة لدعم جهود البحث والإنقاذ التركية وتنسيق المساعدات الأخرى.

ومن جانبه، قدم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لنظيره التركي، في اتصال هاتفي، التعازي في ضحايا الزلزال الذي ضرب بلاده.

وتعهد بلينكن، بـ "بذل الولايات المتحدة كل الجهود لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا".

وفي سياق متصل، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيتي عزاء ومواساة، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد، وما نتج عنه من وفيات وإصابات ومفقودين.

وعبر العاهل السعودي وولي عهده للرئيس التركي ولأسر المتوفين وللشعب التركي الشقيق عن أحر التعازي وأصدق المواساة.

وأكدا على وقوف السعودية مع تركيا في هذا الحدث "المؤلم لنا جميعا".