عالمة نفس روسية تفسّر الرغبة في تناول الحمضيات بغياب أشعة الشمس.. ماذا قالت؟

منوعات

اليمن العربي

قالت عالمة النفس الروسية، صوفيا سليم، أن الرغبة في تناول الحمضيات ناتجة عن قلة التعرض لأشعة الشمس.

وأوضحت أن اللون البرتقالي يعطي على المستوى الجزيئي إحساسا دقيقا بالاندفاع في حياة الفرح.

 

عالمة نفس روسية تفسّر الرغبة في تناول الحمضيات بغياب أشعة الشمس.. ماذا قالت؟

 

وأشارت أخصائية علم النفس د. صوفيا سليم، إلى سبب رغبة الناس في تناول المزيد من ثمار الحمضيات في فصل الشتاء.
وحسب عالمة النفس هذه، فإن استخدام البرتقال واليوسفي في النظام الغذائي خلال موسم البرد يزداد بسبب أن لون البرتقال يشبه، كما يبدو، لون الشمس.

وتكمن الحقيقة في أن هناك مفهوما للاكتئاب الموسمي، يرتبط بغياب الشمس، حيث أن الشمس تعطي زخما لإنتاج هرمونات السيروتونين والدوبامين.

وأوضحت الخبيرة قائلة: "نحن نأكل البرتقال واليوسفي في الشتاء فقط، لأن اللون البرتقالي يعطي إحساسا بالبهجة على المستوى الجزئي، كنظير للشمس".

وقالت أيضا إن الطعام نفسه لا يمكن أن يتسبب في اندفاعات طبيعية نحو إنتاج هذه الهرمونات المسؤولة عن الحالة المزاجية الجيدة. فهناك أمور أخرى وقد يظهر هذا الاندفاع في حال إحاطتك نفسك بشيء مشرق وممتع.

سرد طبيب التغذية الروسي المعروف، ميخائيل غينسبورغ في حديث أدلى به لصحيفة "فيتشيرنايا موسكفا" اسماء مواد غذائية قد تسبب اضطرابات لها علاقة بالكآبة والقلق الشديد.

وأشار في هذا السياق بشكل خاص إلى السكر والمنتجات المحتوية على السكر مثل الحلويات والكعك والمعجنات.

وقال:" يعتقد الناس أنهم ما أن يأكلون الحلوى وحتى تتألق أدمغتهم على الفور، لكن في الواقع، إذا كان دماغ الإنسان يعمل بشكل جيد، فإنه لا يحتاج إلى منبّه إضافي على شكل سكر".
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب الخبز والبطاطس والأرز التهابا عصبيا في جسم الإنسان، مما يسبب الاكتئاب حيث يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات السكر في الدم بسرعة. وأوضح غينسبورغ قائلا: "إنك تريد بعد تناول هذه الأطعمة أن تأكل المزيد. ونظام المكافأة في دماغ الإنسان يأخذ في التغيّر". وأضاف الخبير أن هذا يجعلك تستمتع بالطعام وتصاب بالاكتئاب بدونه.

وقال:" إن الدهون المتحولة  التي يحتوي عليها المارجرين وزيت عباد الشمس وغيرها  تزيد من احتمالية حدوث اضطراب في الأوعية الدموية في الدماغ، ما يمكن أن يسبب اضطرابات اكتئابية".
عثر الباحثون الروس عن مجموعة متكونة من عدة جزيئات بروتينية وجينات ذات صلة بتطور الاكتئاب السريري لدى البشر.


وكذلك لدى الجرذان وأسماك الزرد. وقالت الخدمة الصحفية في معهد موسكو لفيزياء التقنيات إن هذا الاكتشاف سيساعد في تسريع دراسة آليات تطور الاضطرابات العاطفية.

ونقلت الخدمة الصحفية عن إيلينا بيترسن، وهي رئيسة مختبر في المعهد، قولها:" لقد تمكّنا من تحديد العديد من بروتينات الدماغ الرئيسية مثل GRIA1 وDLG1 وCDH1  و THRB وPLCG2 وNGEF وIKZF1 وFEZF2 المرتبطة بالاكتئاب. وقد تستهدفها أدويتنا الواعدة. وبالإضافة إلى ذلك، حددنا مجموعة من الجينات المرتبطة بها يمكن استخدامها للمزيد من دراسة مسببات الأمراض.

ووفقا للإحصاءات الواردة من منظمة الصحة العالمية، يعاني الآن أكثر من 260 مليون شخص في العالم من الاكتئاب السريري. ويودي الاكتئاب كل عام، بحياة نحو 800 ألف شخص، والمراهقون مُعرّضون بشكل خاص للإصابة به، وكذلك الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما. ويصعب مكافحة الاكتئاب بسبب أن علماء الفسيولوجيا العصبية لا يدركون تماما طبيعة هذا المرض ولا يمكنهم تحديد العدد الدقيق للأشخاص المصابين به.

ولا يعاني البشر فقط من أشكال مختلفة من التوتر والاكتئاب فحسب، بل وجميع الحيوانات الفقارية عمليا، بدءا من الأسماك وانتهاء بالرئيسيات العليا. واهتمت بيترسن وزملاؤها بما إذا كانت هناك بروتينات وآليات وراثية مشتركة خاصة بتطور مثل هذه الاضطرابات العاطفية  لدى البشر والكائنات الحية الفقارية الأخرى.

وساعدتهم الحسابات التي أجراها الباحثون على تحديد ثماني سلاسل بروتينية وأكثر من عشرة جينات مرتبطة بها أثرت في تطور الاكتئاب لدى جميع أنواع الفقاريات الثلاثة المدروسة. وشملت هذه البروتينات GRIA1 وDLG1 وCDH1 وTHRB وPLCG2 وNGEF وIKZF1 وFEZF2 ومناطق الحمض النووي ذات الصلة التي تحتوي على تعليمات خاصة بإنتاج هذه الجزيئات أو ضبط إنتاجها بطريقة أو بأخرى.

تلعب كل هذه البروتينات وأقسام الحمض النووي، كما لاحظ العلماء، دورا مهما في تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية، ونمو النهايات العصبية، ونقل الإشارات الكيميائية المختلفة فيما بينها، وكذلك في نقل الجزيئات المختلفة داخل الخلايا العصبية. وقد ارتبطت الاضطرابات في عمل البعض منها  في الماضي بتطور أمراض الدماغ.

ويأمل العلماء، بأن تسمح الدراسة اللاحقة لهذه البروتينات وسلاسل الجينات المرتبطة بها بفهم كيفية تطور الاكتئاب على مستوى الخلايا العصبية الفردية في الدماغ. وستساعد تلك المعلومات، بدورها، على فهم ما هي البروتينات والجينات التي يجب التأثير عليها لقمع الاضطرابات العاطفية وإعادة الإنسان إلى الحياة الطبيعية.