فوضى فبراير.. سيناريوهات "الديزل" ترعب أوروبا وأمريكا

اقتصاد

اليمن العربي

لا تزال أوروبا تجني الثمار المرة لحرب روسيا وأوكرانيا، وتحديدا في مجال الطاقة، بعد أن تخلت عن النفط الروسي الذي كانت تعتمد عليه بشكل كبير.

بدأت الإضرابات في 3 مصافي في فرنسا تديرها شركة توتال إنيرجي، وأوقفت المنشآت الثلاثة تسليم البنزين والديزل لسوق الجملة، وخفض أحدها معدلات التشغيل إلى الحد الأدنى.

عبر المحيط الأطلسي، تستعد المصافي لموسم الصيانة، وفقًا لرويترز، سيشهد هذا الموسم إغلاق ضعف عدد المصافي للإصلاحات لتعويض التأخير في الصيانة أثناء الوباء، وسيتم إنتاج كميات أقل من البنزين ووقود الديزل، وبالتالي، سيتم تصدير القليل إلى أوروبا.


ما هي المشكلة الأساسية المتعلقة بالديزل؟

الأمر يمثل صدمة كبيرة للقارة العجوز، خاصة مع سريان فرض حظر على واردات الوقود الروسي اعتبارا من الخامس من فبراير/ شباط، حيث تعد روسيا حاليا أكبر مورد للوقود في الاتحاد الأوروبي، خاصة الديزل.

قبل الحظر، بدأ التجار في شراء الديزل الروسي، حيث بلغت التدفقات إلى صهاريج التخزين أعلى مستوياتها في عام.


لكن ماذا سيحدث في السادس من فبراير/شباط؟

هناك شيء واحد مؤكد، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على التدخل والمساعدة بالطريقة التي ساعدت بها في توصيل الغاز الطبيعي المسال كبديل لغاز خط الأنابيب الروسي.

ويكمن السبب في أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على المساعدة، خاصة أن وضع الإمداد الخاص بها بوقود الديزل تأثر بسبب موجة البرد في ديسمبر/كانون الأول، والتي تسببت في الإغلاق المؤقت لثلث طاقة التكرير في ساحل الخليج والإغلاق الأخير لأنبوب وقود في ميناء نيويورك، وفقا لتقرير بلومبرغ.

وفقا لـ "Oil pric" فإن مخزونات نواتج التقطير المتوسطة أقل من المعتاد في أكبر منتج للنفط في العالم، في وقت يتزايد فيه حجم الطلب، على الرغم من أن إدارة معلومات الطاقة توقعت انخفاض أسعار كل من البنزين ووقود الديزل هذا العام بسبب ضعف الطلب.

لذلك، لا يوجد ما يكفي من الديزل في الولايات المتحدة لمساعدة الحلفاء في أوروبا، وهو ما سيضطر القارة العجوز إلى البحث عن بديل في مناطق أخرى من العالم.


ما هي البدائل التي قد توفر الديزل لأوروبا؟

هنا تبرز بكين، حيث بدأت مصافي التكرير الصينية في التوسع، الذي يتوقع أن تحقق الكثير من الأرباح في ظل هذه الأزمة.

أيضا، تبدو مصافي التكرير الهندية مستعدة للمساعدة في تصدير وقود الديزل، حيث أصدرت Wood Mackenzie مؤخرا توقعًا لزيادة إنتاج وقود الديزل في جميع أنحاء آسيا، مشيرة إلى الهند واليابان وكوريا الجنوبية باعتبارها العوامل الدافعة وراء هذه الزيادة.

بشكل أساسي، سيؤدي الحظر المفروض في فبراير/شباط إلى تغيير طرق التجارة في سوق النفط، مثلما يتجه المزيد من الخام الروسي الآن إلى آسيا، سيبدأ المزيد من الوقود الروسي في الذهاب إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما سيتم إعادة توجيه الوقود الآسيوي من أي مكان آخر إلى أوروبا.

وفقًا لمدير أبحاث Wood Mackenzie، مارك ويليامز، فإن إعادة توجيه الوقود الروسي إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا (مجالات تصدير الوقود الأمريكية سابقا) قد يحل جزءا من المشكلة ويوفر المزيد من الوقود الأمريكي للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي.


هل تتأثر أسواق العالم بهذه الأزمة؟

سيكون لهذا تأثير طبيعي على الأسعار لأنه في حين أن بعض الطرق ستكون قصيرة نسبيًا، من الشرق الأوسط إلى أوروبا، فإن البعض الآخر، مثل الصين إلى هولندا، سيكون أطول وبالتالي أكثر تكلفة. وينطبق الشيء نفسه على الصادرات الروسية إلى أمريكا اللاتينية، أضف إلى ذلك آثار موسم الصيانة في الولايات المتحدة، وهو ما يتيح الفرصة لأسعار الديزل لتسجيل قفزة على المدى القريب.

نظرًا لاستخدام الديزل في نقل البضائع، فإن تكلفة الديزل الأعلى ستؤدي إلى سلع باهظة الثمن، وبالتالي سيضيف الحظر الذي ستفرضه أوروبا على المشتقات الروسية زخما للتضخم الذي يقلق بالفعل الحكومات على جانبي الأطلسي.

ربما يكون هذا التأثير مؤقتا، وستنخفض الأسعار عندما يتم ترسيخ طرق التصدير الجديدة، ويقوم الموردون الجدد في أوروبا بتشغيل هذه المصافي المعززة بكامل طاقتها، أو ربما يكون هناك المزيد من المصاعب في قطاع الطاقة الأوروبي وأجزاء من الولايات المتحدة.