تحويل البلاستيك إلى طوب.. قصة شركة مصرية خضراء (صور)

اقتصاد

اليمن العربي

تنتشر في مصر العديد من المشروعات التي يطلق عليها صديقة للبيئة، ومن بينها تلك التي تعيد تدوير المخلفات البلاستيكية الضارة بالبيئة.

يسعى رواد أعمال شباب في مصر إلى إعادة تدوير ملايين الأطنان من البلاستيك الملقاة في النيل والبحر المتوسط ومكبات القمامة.

ويصل إجمالي نفايات البلاستيك في مصر إلى أكثر من 3 ملايين طن سنويا.


طوب صديق للبيئة

في مصر، قرر مجموعة من الشباب استخدام نفايات البلاستيك على الفور، وبدأوا باستخراج البلاستيك من النيل وتحويله إلى طوب وهو البديل الأخضر للطوب الإسمنتي الذي يؤدي تصنيعه إلى توليد كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة.

في مصنع في ضواحي القاهرة تديره الشركة الناشئة "تايل جرين"، تبتلع الآلات كميات ضخمة من البلاستيك، لتخرجها على شكل طوب داكن اللون "صلابته ضعف صلاية الأسمنت".

خالد رأفت، أحد مؤسسي الشركة قال لـ "فرانس برس"، يستخدم هذا الطوب لتغطية الأرصفة ومواقف السيارات.

يضيف رأفت "العديد من المنتجات البلاستيكية مثل أكياس التغليف التي تستخدم في عدد من المواد الاستهلاكية مكوّنة من طبقات عدة ملتصقة من البلاستيك والألومنيوم التي يستحيل فصلها".

أما شريكه عمرو شعلان فيقول إن "هذا البلاستيك الذي لا قيمة له تقريبا ينتهي به الحال في المكبات أو يتم حرقه أو ينتشر في البيئة المحيطة بنا أو في البحر والنهر"، مضيفا أن كل طوبة "تتكوّن من 125 كيسا من البلاستيك".

تسعى "تابل جرين" إلى تدوير ما بين 3 إلى 5 مليارات كيس بلاستيكي بحلول عام 2025، حيث بدأت بيع الطوب العام الماضي، وأنتجت حتى اليوم 40 ألف طوبة.

ويشرح شعلان أن "11% إلى 15% فقط من نقابات البلاستيك يتم تدويرها سنويا في مصر"، ويضيف "نحن نعمل مع شركات تدوير ونأخذ منها ما لا يمكنها استخدامه".


تحويل البلاستيك لوقود

في جزيرة القرصاية في القاهرة، بدأ صيادون ملء شباكهم بالبلاستيك الذي يبيعونه بعد ذلك إلى منظمة "فيري نايل" غير الحكومية التي تقوم كذلك بعمليات تنظيف منتظمة لأكبر نهر في إفريقيا.

ويقول مسؤول المشروع لدى "فيري نايل" هاني فوزي إنه "يشتري ما بين 10 و12 طنا من البلاستيك شهريا" من 65 صيادا يجمعون النفايات ويفرزنوها في مراكبهم.

ويضيف هاني فوزي أنه يتم بعد ذلك كبس البلاستيك لإعادة استخدامه في الصناعات البلاستيكية مرة أخرى أو يتم بيعه لمصنع طوب اسمنتي في أسيوط (جنوب) الذي يستخدمه كوقود.

والمشروع مدعوم من وزارة البيئة المصرية.

ويقول محمد كمال، أحد مسؤولي شركة جرينيش التي ساهمت في إنشاء "فيري نايل"، "البلاستيك لن يختفي ولكن هذه المبادرات أدت إلى خلق سوق، ورأينا أن هناك بالفعل طلبا".

ويضيف "كل ما يخلق قيمة اعتمادا على النفايات في مصر يعد خطوة إلى الأمام، حتى لو بقينا على السطح ولم نتمكن من حلّ جذور المشكلة".