ليلة سقوط البرازيل.. أسئلة بشأن ولاء المؤسسة الأمنية

عرب وعالم

اليمن العربي

بين حطام تراكم في أروقة مؤسسات الدولة الرئيسية في البرازيل، في ليلة احتل فيها أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، مواقع الحكم، يجري البحث عن إجابة لسؤال يؤرق أكبر دولة في أمريكا اللاتينية.

واقتحم أنصار بولسونارو القصر الرئاسي ومقري البرلمان والمحكمة العليا، فيما بدا محاولة انقلاب سرعان ما أخفقت.

واجتاح المتطرفون المباني الحكومية الرئيسية في البلاد بسهولة مثيرة للدهشة، مما يشير إلى احتمال تواطؤ بعض قوات الأمن المكلفة بحراسة المجمع الحداثي في قلب العاصمة برازيليا، حسب تقرير "فايننشال تايمز".

لكن بمجرد أن احتل المتظاهرون مقاعد السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، لم يفصح المتظاهرون عن أي خطة تتجاوز تحطيم النوافذ والأثاث وإتلاف الأعمال الفنية والتقاط الصور.

وفي غضون ساعات قليلة، قام الأمن بتطهير المباني التي كانت فارغة في ذلك الوقت، وسلم الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي كان يزور ولاية ساو باولو، بعد أيام من تنصيبه رسميا العاصمة لقوات الأمن الفيدرالية.

ووفقا للتقرير، فقد اتحدت وسائل الإعلام الإخبارية البرازيلية الرئيسية في إدانة ما أسمته "الأعمال الإرهابية" لليمين المتطرف وطالبت بمعاقبة الضالعين فيها.

كما لم يؤيد أي زعيم سياسي تصرفات الغوغاء. حتى بولسونارو نفسه، معتبرا أن ما حدث تجاوزا للخطوط الحمراء.

ووفقا لـ "فايننشال تايمز"، كانت هذه دراما عالية مع مسحة هزلية: أخطر هجوم على الديمقراطية البرازيلية منذ نهاية الحكم العسكري في عام 1985 من قبل المتظاهرين الذين افتقروا لقيادة واضحة وخطة.

وقالت مونيكا دي بول، الخبيرة البرازيلية في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن إن "أكثر ما يقلقني في الأيام المقبلة هو ما سيحدث لقوات الأمن وقدرتها على ضمان الأمن في جميع أنحاء البلاد.. إلى أي مدى ستتمكن السلطات في جميع أنحاء البلاد من احتواء أعمال مثل هذه".

ويرفض المتظاهرون نتائج الانتخابات التي جرت جولتها الثانية في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

ويسلط التمرد الفاشل الضوء على الصعوبات التي يواجهها الرئيس اليساري وهو يبدأ فترة رئاسية ثالثة في ظروف اقتصادية وسياسية غير مواتية على خلاف فترتيه السابقتين في 2003 إلى 2010. وبالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد وارتفاع مستويات الفقر، في ظل ومجتمع شديد الاستقطاب.

وبات من الضروري أن يحذر الرئيس البالغ من العمر 77 عاما من تمرد اليمين المتطرف، ويفتش عن الأسباب التي جعلت من السهولة بمكان أن تسقط مؤسسات الدولة في قبضتهم.