هدايا وزيرة الخارجية الألمانية على خط النار في أوكرانيا.. لعب وأسلحة وإنترنت

عرب وعالم

اليمن العربي

فيما دخلت أزمة أوكرانيا شهرها الـ11 دون أن تضع أوزارها، تدثرت كييف بدعم الدول المنخرطة في تلك "الحرب" لحمايتها من برودة الشتاء القارسة.

ذلك الدعم الذي زادت وتيرته في الآونة الأخيرة تنوع بين إمدادات بأسلحة كانت محظورة في وقت سابق على البلد الأوراسي، وزيارات ميدانية لوزراء ومسؤولين، في رسائل دعم لا تخطئها العين.

آخر تلك الرسائل كانت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك مدينة خاركيف الأوكرانية، الخطوط الأمامية للحرب الروسية الأوكرانية، لتصبح أول عضو في مجلس الوزراء الألماني يتفقد المنطقة بشكل مباشر.


تضامن ألماني

وخلال رحلتها إلى خاركيف، التي لم يُعلن عنها بشكل مسبق، صحبها وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا والسفير الأوكراني لدى ألمانيا أولكسي ماكييف، في زيارة وصفتها بأنها إشارة على التضامن.

وتقع خاركيف، التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من مليون نسمة، على بعد عشرات الكيلومترات جنوب الحدود الروسية، وكانت قد تعرضت مؤخرا لسلسلة هجمات روسية.

وتعهدت الوزيرة الألمانية في ثالث زيارة تقوم بها إلى أوكرانيا منذ نشوب الحرب مع روسيا، بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية الألمانية، مثل مولدات الكهرباء والوقود والأغطية، إلى كييف، فضلا عن "شحنات أسلحة إضافية"، و"عروض ملموسة" لمساعدتها على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وعادة ما تقتصر زيارات المسؤولين الأجانب إلى أوكرانيا على العاصمة كييف، إلا أن زيارة بربوك كانت تحولا في تلك المسألة، أضيف إلى قرار من الحكومة الألمانية صدر قبل أيام بإمداد كييف بعربات نقل المشاة المصفحة من طراز ماردر، والتي تطالب بها أوكرانيا منذ فترة طويلة. كما تطالب كييف أيضا بإمدادها بدبابات المعارك الرئيسية، لكن برلين مازالت ترفض الاستجابة لهذا الطلب حتى الآن.


الحلم الأوكراني

وعبرت بيربوك، في بيان قبل الاجتماع مع نظيرها الأوكراني ديمترو كوليبا، عن دعم ألمانيا وتضامنها مع الأوكرانيين الذين يئنون تحت وطأة العملية العسكرية الروسية، وظروف الشتاء "القارس".

وبعدما وعدت ألمانيا الأسبوع الماضي بإرسال مركبات ماردر المقاتلة إلى أوكرانيا في إطار تكثيف مساعداتها العسكرية، وعدت بيربوك بمزيد من الأسلحة، من دون تحديد نوعها، قائلة إنه من المهم ألا يغيب عن الحسبان موقع أوكرانيا في أوروبا ورغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضافت: "ذلك سبب رغبتي في التحدث أيضا عن التقدم المحرز في عملية الانضمام (..) نريد نحن، الحكومة، تقديم عروض ملموسة للغاية إلى أوكرانيا من أجل إحراز تقدم في تعزيز سيادة القانون والمؤسسات المستقلة ومكافحة الفساد، بما يتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي".


هدايا الكريسماس

وبالإضافة إلى وعود الأسلحة، أحضرت بيربوك معها هدايا لأطفال أحد المستشفيات في المدينة؛ بينها: أقلام تلوين وألغاز وألعاب تعليمية، فيما قالت وزيرة الخارجية للأطفال وأولياء أمورهم: "يعيش أكثر الناس شجاعة في العالم في أوكرانيا".

وعبرت بيربوك عن أملها في أن يكبر ويترعرع جميع الأطفال في المدينة قريبًا في سلام وصحة.

في مكان دافئ في المدينة، وهو مرفق خاص يمكن فيه للسكان الحصول على ملجأ من البرد في ظل البرودة وانقطاعات الكهرباء. التقت بربوك بطلاب المدارس الثانوية الناطقين بالألمانية، ووزعت بنوك الطاقة (باور بانك/ شاحن أجهزة إلكترونية) على هؤلاء الشبان.


خدمة الإنترنت

ووفق صحيفة بيلد الألمانية، تأثرت بربوك بشكل واضح بإرادة الطلاب لمواصلة التعلم حتى في ظل هذه الظروف الصعبة، مشيرة إلى أنه كان هناك موضوع آخر على جدول أعمال بيربوك؛ إذ طلبت أوكرانيا من ألمانيا المساعدة في تمويل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلنك"، والتي توفرها شركة الملياردير إيلون ماسك ويستخدم على نطاق واسع من قبل الجيش الأوكراني.

وأعلنت بيربوك أنها ستوفر 20 مليون يورو لهذا الغرض، يمكن من خلالها تمويل ما يصل إلى 10000 محطة أرضية لهذه الخدمة، ما من شأنه أن يفيد القوات المسلحة الأوكرانية بشكل مباشر.

في المقابل، استغلت أوكرانيا زيارة بيربوك، لتجديد طلبها الحصول على دبابات ألمانية حديثة من نوع غيبارد، إذ طلب كوليبا هذا النوع تحديدا من بيربوك.

ويستغل وزير خارجية أوكرانيا حقيقة أن بيربوك لعبت دورا رئيسيا في قرارات تزويد كييف بالأسلحة الألمانية، وتصادمت مع المستشار أولاف شولتز أحيانا كثيرة لهذا الغرض.