بؤساء في ألمانيا.. ينفقون 20 ألف يورو سنويا ومهددون بالبرد والتشرد

اقتصاد

اليمن العربي

حتى في قلب ألمانيا تعاني فئات، وأحيانا مدنا كاملة، من صعوبات ثنائية تراجع الدخول وارتفاع التضخم، وما يتبع ذلك من تآكل القوة الشرائية.

ففي جيلزنكيرشن، حيث يقع نادي شالكه العريق، يقبع مجموعة من أكثر سكان ألمانيا فقرا، إذ حسب دراسة حكومية حديثة جاءت جيلزنكيرشن في المرتبة الأخيرة بين جميع مدن ألمانيا، فيما يتعلق بمتوسط القوة الشرائية، والتي بلغت 20862 يورو لكل فرد سنويا.

ورغم تلك القدرة، فإن ارتفاع تكلفة السكن والطاقة تعني أن الكثيرين من سكان المدينة مهددون بالبرد والتشرد.

والمدينة التي يبلغ عدد سكانها 265 ألف نسمة بها ملعبان للجولف ومنطقة سكنية، لكنها تضم السكان الأقل دخلا في نفس الوقت، ما يجعلها مدينة التناقضات.


بطالة وفقر

المتحدث باسم المدينة مارتن شولمان أرجع وضعية المدينة الحالية إلى "ارتفاع معدلات البطالة ومستويات الفقر والهجرة إلى جانب عبء استقبال اللاجئين وانخفاض عائدات الضرائب التجارية"، وفق ما نقلته صحيفة بيلد الألمانية.

وبصفة عامة، بلغ معدل البطالة في جيلزنكيرشن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 14.1%، فيما يبلغ المعدل على الصعيد الوطني، أي في عموم ألمانيا، 5.3% فقط.

الأكثر من ذلك أن الوضع في سوق السكن في المدينة ذاتها متفجر للغاية، إذ ترتفع الإيجارات الشهرية مقارنة بالدخول، فيما يسكن أصحاب الدخول المنخفضة أو المعدمين المباني المتداعية ذات الإيجارات المنخفضة.

وفي هذه المباني المتداعية والقديمة المؤسسة في الفترة بين 1957 و1965، يبلغ متوسط الإيجار لشقة 80 مترا مربعا، 450 يورو.


تفاؤل بالمستقبل

ورغم البطالة وتراجع الدخول وسوق السكن الصعب، يشعر شبان جيلزنكيرشن ببعض التفاؤل بالمستقبل.

إذ يجلس تيم (18 عامًا) وجيف (18 عامًا) ولوكا (18 عامًا) ونيكلاس (18 عامًا) في حانة في وسط المدينة، ويتبادلون الحديث حول التخرج من المدرسة الثانوية العام المقبل.

ويقول نيكلاس لصحيفة بيلد: "الكثير يتغير الآن.. إنهم يبذلون جهدًا لتجميل المدينة".


سيف البرد وكابوس التشرد

لكن مالك الحانة أولف تيمرمان (72 عامًا) يرى العكس تماما، إذ تحدث لـ "بيلد" عن تزايد شكاوى سكان المدينة من الوضع المالي، مضيفا "يبلغني كثر بأنهم لا يشغلون التدفئة بسبب صعوبة دفع تكلفتها".

وتابع "الخوف من عدم القدرة على دفع تكاليف الطاقة كبير للغاية.. يوجد الآن خوف وجودي حقيقي".

وفي جنبات المدينة المختلفة، توجد ست نقاط "مراكز" لاستقبال المشردين أو من يجدون صعوبة في الحصول على سكن، توفر 2500 سرير في الأسبوع.

وفي الآونة الأخيرة، ارتفع عدد العملاء الجدد لمراكز الاستضافة بنسبة 20%، ما يؤشر على تزايد نسبة غير القادرين على توفير مسكن في جيلزنكيرشن.

وفي حانة تيمرمان، كان تكلفة إفطار مكون من قهوة وبيضة ونصف شطيرة نحو 3.80 يورو، لكنه مضطر لزيادتها 50 سنتا، مضيفا "لا يمكننا أن نتوقع من الناس أن يدفعوا أكثر من ذلك.. إنها جيلزنكيرشن".

ولا يتوقع خبراء أن ينخفض ​​التضخم في ألمانيا إلى هدف 2٪، وهو الهدف المعلن للبنك المركزي الأوروبي حتى عام 2024، لذلك لا يوجد سبب يدعو إلى التفاؤل في عام 2023، وسيزداد وضع جيلزنكيرشن سوءا.