بصفقة ضخمة لاستخراج النفط.. طالبان تشق طريقها نحو "التريليون دولار"

اقتصاد

اليمن العربي

أبرمت حكومة طالبان أول صفقة ضخمة مع شريك دولي لاستخراج النفط، في خطوة تمهد لتمكينها من الوصول إلى ثروات البلاد.

وحكومة طالبان، التي بدأت كحركة إسلامية مسلحة متشددة، عادت إلى السلطة في أغسطس/آب 2021 بعد انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان.

ومنذ ذاك، تواجه أفغانستان أزمات اقتصادية متلاحقة، وقد ناشدت طالبان مرارا واشنطن للإفراج عن أرصدة البنك المركزي الأفغاني المجمّدة والبالغة قرابة 9.5 مليار دولار.

غير أن الولايات المتحدة تعمل على توجيه الأموال إلى صناديق وسيطة لتوفير احتياجات إغاثية للأفغان دون أن تتحكم طالبان في المال.

وكانت طالبان تحكم أفغانستان سابقا خلال الفترة ما بين عامي 1996 و2001.

وتشير التقديرات إلى أن أفغانستان تمتلك موارد غير مستغلة تفوق قيمتها التريليون دولار، الأمر الذي جذب اهتمام بعض المستثمرين الأجانب، غير أن اضطرابات استمرت لعقود حالت دون أي استغلال معتبر لها.


البحث عن الثروة

ويبدو أن الحركة تعمل حاليا على التمكن من الثروات المهولة الراقدة في باطن البلاد، خاصة النفط والمعادن النادرة.

وحسب "يورونيوز"، أبرمت أفغانستان اتفاقا لاستخراج النفط في شمال البلاد مع شركة شينجيانغ آسيا الوسطى للبترول والغاز (كابيك) الصينية.

ويستهدف الاتفاق استخراج النفط الأفغاني من حوض أمو داريا بشمال البلاد.

وهذه أول صفقة كبيرة لاستخراج موارد أولية توقعها طالبان مع شركة دولية، منذ سيطرتها على السلطة.

وقال السفير الصيني وانغ يو في المؤتمر الصحفي: "عقد نفط أمو داريا مشروعا مهما بين الصين وأفغانستان".

ولم تعترف الصين رسميا بإدارة طالبان، لكن لديها مصالح كبيرة في بلد يقع في وسط منطقة مهمة لمبادرة الحزام والطريق.


الاكتفاء الذاتي

وكتب المتحدث باسم الإدارة التي تديرها طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر، إن الشركة الصينية ستستثمر 150 مليون دولار سنويا في أفغانستان بموجب هذا العقد، وقال إن بلاده ستحقق اكتفاءها من النفط والمنتجات البترولية.

وقال مجاهد إن استثمارات الشركة الصينية ستزيد إلى 540 مليون دولار في ثلاث سنوات، بموجب العقد الذي تبلغ مدته 25 عاما.

وأضاف أن الإدارة التي تديرها طالبان ستشارك في المشروع بنسبة 20%، يمكن زيادتها إلى 75%.

وجاء الإعلان بعد يوم من تأكيد إدارة طالبان أن قواتها قتلت 8 من أعضاء تنظيم داعش في مداهمات، بعضهم كانوا وراء هجوم الشهر الماضي على فندق يقدم خدماته لرجال الأعمال الصينيين في العاصمة كابول.


تاريخ نفطي

ووقعت مؤسسة البترول الوطنية الصينية المملوكة للدولة عقدا، مع الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة في 2012، لاستخراج النفط في حوض أمو داريا بإقليمي فارياب وسار إي بول الشماليين.

وكانت التقديرات في ذلك الوقت تشير إلى 87 مليون برميل من النفط الخام في أمو داريا.

وقال نائب رئيس الوزراء بالإنابة الملا بردار في المؤتمر الصحفي، إن شركة صينية أخرى لم يذكرها بالاسم لم تستمر في استخراج الخام بعد سقوط الحكومة السابقة، لذلك تم إبرام الصفقة مع كابيك.

وأضاف بردار قوله: "نطلب من الشركة الاستمرار في العملية وفقا للمعايير الدولية، كما نطلب منها العمل لتحقيق مصالح أهالي سار إي بول". وقال وزير التعدين إن أحد شروط الاتفاق هو أن تتم معالجة النفط في أفغانستان.

وتجري شركة صينية مملوكة للدولة محادثات مع الإدارة التي تقودها طالبان بشأن تشغيل منجم نحاس في إقليم لوغار الشرقي، وهي صفقة أخرى كان قد تم توقيعها لأول مرة في عهد الحكومة السابقة.