دراسة تكشف عن أضرار "الأسبارتام" بديل السكر.. ماذا أظهرت؟

منوعات

اليمن العربي

شاع استخدام المُحلي الصناعي غير السكري الأسبارتام، منذ أن بدأ الخبراء في التوصية به لمرضى السكرى كبديل للأطعمة والمشروبات المحلاة بالسكر.

 

دراسة تكشف عن أضرار "الأسبارتام" بديل السكر.. ماذا أظهرت؟

 

ومع ذلك، فإن استخدامه قد يسبب مشاكل لبعض الأفراد غير القادرين على التمثيل الغذائي له. وارتبط المحلي الغذائي بالعديد من المخاطر الصحية في سلسلة من الدراسات المختلفة. وفي أحدث اكتشافات علمية، تبين أن الأسبارتام يغير بنية الدماغ، ويؤهله للاضطرابات العقلية، مثل القلق.
واكتشفت دراسة حديثة وجود صلة محتملة بين استهلاك الأسبارتام والقلق، إلى جانب التغيرات اللاجينية في الدماغ.

ووجدت النتائج المنشورة في مجلة PNAS، أن المُحلي المشهور ينتج أعراضا تشبه القلق في أدمغة الفئران.

وتوصل الباحثون في جامعة ولاية فلوريدا إلى أن السلوك ناجم عن التغيرات اللاجينية التي تظهر في اللوزة الدماغية.

والأمر الأكثر إثارة للقلق حتى الآن، هو حقيقة أن التغييرات في بنية الدماغ استمرت لما يصل إلى جيلين لاحقين.

ويذكر الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى متابعة البحث في الصلة بين الأسبارتام والقلق لدى البشر.

وتتوافق النتائج مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون مستويات عالية من الأسبارتام هم أكثر عرضة للإبلاغ عن القلق من أولئك الذين يستهلكون مستويات أقل.

وبالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في British Medical Journal، وجود صلة بين الحلويات الاصطناعية وأمراض الدورة الدموية.
وتم الكشف أن تناول المحليات الصناعية بانتظام يرتبط بزيادة بنسبة 9% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

والأسبارتام هو مُحلي يستخدم على نطاق واسع بين عامة الناس لأنه أحلى 200 من السكروز أو سكر المائدة. وهو موجود في مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك المشروبات الغازية والعلكة الخالية من السكر وحبوب الإفطار.

وتُستخدم المادة المضافة في آلاف المشروبات والمنتجات الغذائية على مستوى العالم، لذلك ركز قدر كبير من الأبحاث على تقييم سلامتها وآثارها.

وتضمنت بعض المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالمُحليات الصداع والسرطان والدوخة، لكن الأبحاث التي تدعم هذه الادعاءات ما تزال غير حاسمة.

وتقول مؤسسة القلب البريطانية: "من المعروف أن السكر المضاف له تأثير ضار على صحتنا، لا سيما لأن تناول الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ما قد يضر بالقلب والدورة الدموية. وقد أدى ذلك إلى استخدام المحليات الاصطناعية كبديل منخفض للسكر في العديد من الأطعمة والمشروبات".

وتتكون التحلية من اثنين من الأحماض الأمينية المعروفة باسم حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين، والتي يمكن أن تكون سامة عند تناولها بكميات كبيرة.

وبشكل أكثر تحديدا، تم ربط فينيل ألانين بتطور الصداع والقلق والاكتئاب، ويعتقد أن حمض الأسبارتيك يسبب التعب والارتباك وفقدان الذاكرة.

ترتبط المحليات الصناعية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب و"لا ينبغي اعتبارها بديلا صحيا وآمنا للسكر"، وفقا لنتائج دراسة كبيرة أجريت على البالغين الفرنسيين.
وتستخدم المحليات الصناعية على نطاق واسع كبدائل منخفضة السعرات الحرارية أو خالية من السكر، وتوجد في آلاف المنتجات في جميع أنحاء العالم، لا سيما الأطعمة فائقة المعالجة، مثل المشروبات المحلاة صناعيا وبعض الوجبات الخفيفة والوجبات الجاهزة منخفضة السعرات الحرارية.

وتشير النتائج إلى أن هذه المضافات الغذائية، التي يستهلكها ملايين الأشخاص يوميا، لا ينبغي اعتبارها بديلا صحيا وآمنا للسكر، حيث وجد الباحثون ارتباطا مباشرا محتملا بين ارتفاع استهلاك التحلية الصناعية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

وثبت منذ فترة طويلة الآثار الضارة للسكريات المضافة للعديد من الأمراض المزمنة، ما دفع شركات الأغذية إلى استخدام المحليات الصناعية بدلا من ذلك في مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات.

وربطت العديد من الدراسات بين استهلاك المحليات الصناعية أو المشروبات المحلاة صناعيا (ASB) وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والالتهابات، لكن النتائج لا تزال مؤكدة حول دور المحليات الصناعية في الإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD).
واستخدمت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة استهلاك المحليات الصناعية كبديل لاستكشاف مخاطر الأمراض القلبية الوعائية، ولكن لم يقم أي منها بقياس كمية التحلية الاصطناعية من النظام الغذائي العام.

وأوضح الباحثون في الورقة البحثية المنشورة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، أن النتائج المستخلصة من دراسة واسعة النطاق تشير إلى وجود ارتباط مباشر محتمل بين زيادة استهلاك المُحليات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

واعتمد الباحثون من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية (Inserm) على بيانات لـ 103388 مشاركا (متوسط ​​العمر 42 عاما – 80% منهم من الإناث) من دراسة NutriNet-Santé، والتي وقع إطلاقها في فرنسا عام 2009 لبحث العلاقات بين التغذية والصحة.

ووقع تتبع كمية التحلية باستخدام سجلات النظام الغذائي على مدار 24 ساعة وتم أخذ مجموعة من العوامل الصحية ونمط الحياة والعوامل الاجتماعية الديموغرافية المؤثرة في الاعتبار.

وبحسب النتائج، ارتبطت المحليات الصناعية بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والدماغ والأوعية الدموية والقلب التاجي.

وكتب الباحثون: "تشير النتائج إلى أن المحليات الصناعية قد تمثل عامل خطر قابل للتعديل للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية".
وفحصت الدراسة، التي قادها خبراء من جامعة السوربون باريس نورد، تناول المحليات من جميع المصادر الغذائية، بما في ذلك المشروبات ومنتجات الألبان، وقارنوها بخطر الإصابة بأمراض القلب أو الدورة الدموية.

استهلك ما مجموعه 37% من المشاركين المحليات الصناعية، بمتوسط ​​تناول 42.46 ملغ / يوم.

من بين المشاركين الذين تناولوا المحليات الصناعية، كان متوسط ​​المتحصلات لفئات المستهلكين المنخفضة والعالية 7.46 و77.62 مغ / يوم على التوالي.

بالمقارنة مع غير المستهلكين، يميل المستهلكون الأعلى إلى أن يكونوا أصغر سنا، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، وكانوا أكثر عرضة للتدخين، ويكونون أقل نشاطا بدنيا، ويتبعون نظاما غذائيا لفقدان الوزن. ولديهم أيضا كمية أقل من الطاقة الإجمالية، وانخفاض نسبة الكحول، والدهون المشبعة والمتعددة غير المشبعة، والألياف، والكربوهيدرات، ومآخذ الفاكهة والخضروات، ومآخذ كميات أكبر من الصوديوم، واللحوم الحمراء والمعالجة، ومنتجات الألبان، والمشروبات التي لا تحتوي على سكر مضاف. ومع ذلك، أخذ الباحثون في الاعتبار هذه الاختلافات في تحليلاتهم.

وخلال فترة متابعة متوسطها تسع سنوات، حدثت 1502 حالة قلبية وعائية. وشملت النوبات القلبية والذبحة الصدرية ورأب الوعاء (إجراء لتوسيع الشرايين المسدودة أو الضيقة إلى القلب) والنوبات الإقفارية العابرة والسكتة الدماغية.
وذكرت المجلة الطبية البريطانية (BMJ) أن استهلاك المُحليات الصناعية ارتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 9%. وعندما نظر الباحثون في أنواع معينة من الأمراض، وجدوا أن استهلاك المُحليات الصناعية مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض المخ والأوعية الدموية بنسبة 18%، وهي حالات تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ.

وارتبط نوع معين من المُحليات - الأسبارتام - بزيادة خطر الإصابة بالأمراض الدماغية الوعائية بنسبة 17%، في حين تم ارتبط الأسيسولفام البوتاسيوم والسكرالوز بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

ولأن الدراسة قائمة على الملاحظة، لا يمكن تحديد السبب، ولا يُستبعد احتمال أن تكون عوامل أخرى غير معروفة قد أثرت على النتائج. ومع ذلك، قال الباحثون، إنها كانت دراسة كبيرة قيمت تناول التحلية الصناعية باستخدام بيانات غذائية دقيقة وعالية الجودة، وكانت النتائج متماشية مع دراسات أخرى تربط المحليات الصناعية بعلامات تدل على الصحة السيئة. وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات.