"اختراق تاريخي" في مكافحة مرض ألزهايمر

منوعات

اليمن العربي

أشاد العلماء بما يعتقد أنه "اختراق تاريخي" في مكافحة مرض ألزهايمرالدماغي التنكسي، بعد أن أثبت العلاج بالأجسام المضادة "ليكاناماب"، أنه يبطئ ظهور الحالة أثناء التجارب السريرية.

 

"اختراق تاريخي" في مكافحة مرض ألزهايمر

 

ويأتي هذا التطور بعد عقود من المحاولات الفاشلة لإيجاد طريقة لوقف تقدم المرض.
ويشار إلى أن "ليكاناماب" (Lecanamab) ينقي الدماغ من البروتين السام المعروف باسم الأميلويد، والذي يتراكم في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر ويدمر الخلايا، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة ومشكلات التواصل المرتبطة بالخرف.

وعلى الرغم من أن الخرف ومرض ألزهايمر لا يمثلان حالة صحية واحدة، لكن غالبا ما يستخدم كلاهما عند الحديث عن الأمراض التي تأكل الذاكرة.

وللأسف، يؤثر كلا المرضين على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم ويشكلان سببا رئيسيا للوفاة على مستوى العالم.

ما الفرق بين الخرف ومرض ألزهايمر؟

بالنسبة لأولئك غير القادرين على التمييز بينهما، فإن مرض ألزهايمر هو مرض يتسبب في تلف الخلايا العصبية التي تنقل الرسائل الحيوية من الدماغ.

ولا يشير الخرف إلى مرض معين ولكنه يستخدم بدلا من ذلك كمصطلح لتلخيص مجموعة من الأعراض التي تحدث نتيجة لأفعال مثل هذه الأمراض المعرفية.

وهناك العديد من الأنواع المختلفة للخرف، ولأن أحد أكثر أشكالها شيوعا هو مرض ألزهايمر (يمثل 60-80% من حالات الخرف)، فإن هذا هو السبب في أن الناس يشعرون بالارتباك في كثير من الأحيان في التمييز بين الخرف وألزهايمر، ويستخدمون الأسماء بشكل عشوائي.
يحدث الخرف عندما يكون التدهور العقلي شديدا بما يكفي للتأثير سلبا على قدرة الشخص على العمل والقيام بالأنشطة اليومية. ويسبب مشاكل في التفكير والاستدلال والذاكرة.

ويعد الخرف شائعا بشكل خاص بين كبار السن، حيث يعاني شخص واحد من كل 14 شخصا فوق 65 عاما من هذه الحالة، وواحد من كل ستة يزيد عمره عن 80 عاما. وتعد النساء إحصائيا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال.

ولكن هذا لا يعني أن الخرف جزء أساسي من الشيخوخة.

وهناك العديد من أنواع الخرف المختلفة، بحيث يرتبط كل نوع بنوع معين من تلف خلايا الدماغ.

ويمكن تقسيم الخرف إلى مجموعتين رئيسيتين، لكن بعض الحالات تندرج في كلتا الفئتين: القشرية، والتي تسبب فقدان الذاكرة الشديد (مثل تلك التي تظهر في مرض ألزهايمر). وتحت القشرية، ما يؤثر على سرعة التفكير والنشاط (كما يظهر في مرض باركنسون).

والشكل الآخر الأكثر شيوعا للخرف، بعد مرض ألزهايمر، هو الخرف الوعائي. وكلاهما نادر في أولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما.

كما تشمل الأشكال الشائعة الأخرى للخرف، الخرف الجبهي الصدغي، ويتم تشخيصه في الغالب لمن هم دون سن 65 عاما

كما أن خرف أجسام ليوي، حيث يتفاقم تلف الأعصاب تدريجيا بمرور الوقت، ما يؤدي إلى تباطؤ الحركة، يصنف على أنه واحد من الأشكال الشائعة للخرف.
وبالنسبة لمرض ألزهايمر، فهو السبب الأكثر شيوعا للخرف، وهو مرض تنكسي في الدماغ ينتج عن تغيرات معقدة في الدماغ بعد تلف الخلايا.

وما يزال السبب الدقيق لمرض ألزهايمر غير مفهوم بشكل كامل حتى الآن، ولكن يُعتقد أن عددا من العوامل تشجع تطوره، بما في ذلك التقدم في العمر، والتاريخ العائلي للمرض، والاكتئاب الذي لم يتم علاجه، وعوامل نمط الحياة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويوصى بتجنب التدخين وشرب الكحول، والحفاظ على نظام غذائي متوازن والحفاظ على اللياقة البدنية لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة.

ويعتقد الخبراء أن ألزهايمر يحدث على الأرجح عندما تتشابك مستويات عالية من البروتينات وتحيط بخلايا الدماغ، ما يؤدي إلى تلف الخلايا وموتها، وبعد ذلك يتلاشي التواصل بين خلايا الدماغ ببطء.

وعادة ما تتأثر خلايا الدماغ في منطقة الحُصين في الدماغ أولا. وهذا يسبب صعوبة في تذكر الأشياء لأن الحُصين هو مركز التعلم والذاكرة.

ويؤدي مرض ألزهايمر إلى أعراض الخرف مثل المشاكل في الذاكرة القصيرة المدى أو الصعوبة في دفع الفواتير أو تذكر المواعيد.

وتتفاقم الأعراض بمرور الوقت، حيث قد يفقد الشخص القدرة على التحدث أو الكتابة بشكل صحيح، أو القيام بالمهام اليومية مثل ارتداء الملابس، أو تذكر أقاربه.

وتحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية من أن المؤشر الأول لمرض ألزهايمر هو عادة مشاكل ذاكرة بسيطة، وظهور الأعراض التالية مع تفاقم الحالة:
- الارتباك والضياع في الأماكن المألوفة

- صعوبة التخطيط أو اتخاذ القرارات

- مشاكل في التكلم واللغة

- مشاكل في الحركة دون مساعدة أو في أداء مهام الرعاية الذاتية

- تغيرات في الشخصية، مثل أن تصبح عدوانيا ومتطلبا وتشكك في الآخرين

- هلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) وأوهام (تصديق أشياء غير صحيحة بشكل واضح)

- مزاج متعكر أو قلق
أظهر باحثو جامعة غريفيث أن البكتيريا يمكن أن تنتقل عبر العصب الشمي في الأنف لدى الفئران وإلى دماغها، حيث تخلق علامات تدل على مرض ألزهايمر.
وأظهرت دراسة منشورة في مجلة Scientific Reports، أن المتدثرة الرئوية (Chlamydia pneumoniae)، وهي نوع من البكتيريا يتبع جنس المتدثرات من الفصيلة المتدثرية، تستخدم العصب الممتد بين تجويف الأنف والدماغ كمسار لغزو الجهاز العصبي المركزي. ثم استجابت الخلايا في الدماغ عن طريق ترسيب بروتين بيتا أميلويد، وهو السمة المميزة لمرض ألزهايمر.

وأشار البروفيسور جيمس سانت جون، رئيس مركز كليم جونز لبيولوجيا الأعصاب وأبحاث الخلايا الجذعية: "نحن أول من أظهر أن المتدثرة الرئوية يمكن أن تذهب مباشرة إلى الأنف وإلى الدماغ حيث يمكن أن تسبب أمراضا تشبه مرض ألزهايمر. لقد رأينا هذا يحدث في نموذج فأر، ويحتمل أن يكون مخيفا للبشر أيضا".

يتعرض العصب الشمي في الأنف مباشرة للهواء ويوفر مسارا قصيرا إلى الدماغ، يتجاوز الحاجز الدموي الدماغي. إنه طريق استكشفته الفيروسات والبكتيريا على أنه طريق سهل إلى الدماغ.

ويخطط الفريق الآن للمرحلة التالية من الدراسة التي تهدف إلى إثبات أن المسار نفسه يمكن أن يكون موجودا لدى البشر، وأوضحوا: "نحتاج إلى إجراء هذه الدراسة على البشر وتأكيد ما إذا كان المسار نفسه يعمل بنفس الطريقة. إنه بحث اقترحه كثيرون، ولكنه لم يكتمل بعد. ما نعرفه هو أن هذه البكتيريا نفسها موجودة في البشر، لكننا لم نحدد كيف تصل إلى هناك".
وهناك بعض الخطوات البسيطة لرعاية بطانة أنفك، يقترح البروفيسور سانت جون أنه يمكن للناس اتخاذها الآن إذا كانوا يريدون تقليل مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر المتأخر.

هنا قال سانت جون: "نخر أنفك ونتف الشعر منه ليسا فكرة جيدة. لا نريد إتلاف الجزء الداخلي من أنوفنا، ويمكن أن يؤدي النخر والنتف إلى حدوث ذلك. إذا قمت بإتلاف بطانة الأنف، يمكنك زيادة عدد البكتيريا التي يمكن أن تصل إلى دماغك".

وأضاف البروفيسور سانت جون أن اختبارات الشم قد يكون لها أيضا إمكانات كاشفة لمرض ألزهايمر والخرف، لأن فقدان حاسة الشم يعد مؤشرا مبكرا لمرض ألزهايمر.

ويقترح أن اختبارات الرائحة عندما يبلغ الشخص 60 عاما يمكن أن تكون مفيدة ككاشف مبكر.

وتابع: "بمجرد أن يتجاوز عمرك 65 عاما، يرتفع عامل الخطر لديك بشكل صحيح، لكننا نبحث أيضا عن أسباب أخرى، لأنه ليس مجرد العمر بل إنه التعرض البيئي أيضا. ونعتقد أن البكتيريا والفيروسات أمران حاسمان هنا".