رائحة في الأنفاس قد تكون علامة تحذيرية لمرض السكري.. ما القصة؟

منوعات

اليمن العربي

لا أحد يريد أن يكون له رائحة كريهة في فمه، لكن هذه الأنفاس قد تكون طريقة الجسم لإخبارنا بوجود خطأ ما في صحتنا العامة.

 

رائحة في الأنفاس قد تكون علامة تحذيرية لمرض السكري.. ما القصة؟

 

ويمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة المستمرة، غالبا، ناجمة عن سوء نظافة الفم، أو نتيجة لنظام غذائي سيئ أو لأطعمة ذات نكهات قوية أو كحول أو دواء.

 


ومع ذلك، فإن الإحساس بطعمِ فاكهةٍ حلوٍ يمكن رصده في الأنفاس، دون تناول أي فاكهة، قد يكون علامة تحذيرية لحالة خطرة، وهي مرض السكري من النوع الأول.

وينبع داء السكري من النوع الأول من عدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون يسمى الإنسولين، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

فبعد تجريدك من هذه الآلية الأساسية، يمكن أن يصل الجلوكوز في الدم إلى مستويات خطيرة، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ومشاكل الأعصاب.

ولحسن الحظ، لا يميل سكر الدم إلى الارتفاع دون إثارة علامات التحذير. وفي حين أن الأعراض قد تبدو غامضة ودقيقة، فإن معرفة ما الذي تبحث عنه هو الخطوة الأولى في تحديدها.

ويمكن أن يشير النفس الذي تنبعث منه رائحة الفاكهة إلى الحماض الكيتوني السكري (DKA)، والذي يصف مضاعفات قد تهدد الحياة، وفقا لجامعة ماريلاند.

وينمو الحماض الكيتوني السكري عندما لا ينتج جسمك كمية كافية من الإنسولين. وخلال هذه الحالة، يفقد الجسم مصدره الرئيسي من الطاقة، لذلك يتعين عليه اللجوء إلى البدائل.

ويبدأ الجسم بعد ذلك في تكسير الدهون بسرعة كطاقة، وإنتاج مواد كيميائية حمضية تعرف باسم الكيتونات.

ومع ذلك، فإن الجسم غير قادر على معالجة الدهون بمعدلها المعتاد لأن هذا يحدث بسرعة كبيرة.


ثم يبدأ الحمض في التراكم في الدم ويمكن أن يسمم الجسم في النهاية، وهو ما يصف عملية تعرف باسم الحماض الكيتوني.

وهذه المستويات العالية من الكيتونات في الدم هي بالضبط ما يمكن أن يسبب رائحة الفم الكريهة.

ويمكن أن تؤثر علامة التحذير هذه أيضا على مرضى السكري من النوع الثاني، ولكن هذه الأعراض أقل شيوعا في هذا النوع.

وتحث هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على "رؤية طبيب عام" إذا كنت تعاني من نفس برائحة الفواكه.

وبصرف النظر عن رائحة الفم الكريهة، يتسبب مرض السكري من النوع الأول أيضا في ظهور أعراض تشمل:

- الشعور بالعطش الشديد

- التبول أكثر من المعتاد (خاصة في الليل)


- الشعور بالتعب الشديد

- فقدان الوزن دون محاولة

- القلاع الذي يستمر في العودة

- الرؤية المشوشة

- الجروح التي لا تلتئم بسرعة

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يولدون لأبوين مصابين بالسكري معرضون أكثر للإصابة بالتوحد والمشاكل السلوكية.
ووجدت الدراسة، التي أجراها مستشفى جامعة تشينغ كونغ الوطني في تايوان، ونُشرت في مجلة Developmental Medicine & Child Neurology، صلة بين سكري الأم أثناء الحمل ومجموعة من حالات النمو العصبي لدى الأطفال - بما في ذلك التوحد، واضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط (ADHD)، وتأخر النمو، والإعاقة الذهنية، والشلل الدماغي والصرع.

وتستند النتائج إلى مئات الآلاف من الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابات بالنوع الأول أو النوع الثاني من السكري أو سكري الحمل.

وسكري الحمل هو حالة من الالتهابات المزمنة التي يمكن أن تؤثر على المشيمة، وهي عبارة عن عضو دائري يزود الجنين بالمغذيات والأكسجين.

وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة، البروفيسور ب أو لين كو، من مستشفى جامعة تشينغ كونغ الوطنية: "يمكن أن تسبب هذه الأمراض عيوبا في النمو العصبي". كما أنها تغير الجينات في دم الحبل السري عند الأطفال الحديثي الولادة والتي تحتوي على الخلايا الجذعية - اللبنات الأساسية في الجسم.

وأوضح البروفيسور كو: "إذا أخذنا في الاعتبار هذه العوامل معا، فإن خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي في مرحلة الطفولة يزداد مع زيادة شدة داء السكري لدى الأمهات".
وتتبع فريق البحث 877.233 طفلا ولدوا في تايوان بين عامي 2004 و2008 لمدة تصل إلى 12 عاما.

وكان تأثير مرض السكري من النوع الأول على اضطرابات النمو العصبي هو الأكبر، يليه مرض السكري من النوع الثاني، ثم سكري الحمل.

وارتبط مرض السكري من النوع الأول بزيادة مخاطر تأخر النمو والإعاقة الذهنية والصرع عند الأطفال. فيما ارتبط مرض السكري من النوع الثاني بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتأخر النمو والإعاقة الذهنية والشلل الدماغي والصرع.

وارتبط سكري الحمل بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتأخر النمو.

وقال البروفيسور كو: "بالنظر إلى العبء الكبير لمرض السكري وبعض الاضطرابات التنموية العصبية على مستوى العالم، فإن الحد منها في الأطفال المولودين لأمهات مصابات بمرض السكري هو حاجة لم تتم تلبيتها. ورغم أن الاضطرابات التنموية العصبية المختلفة قد تشترك في نفس الأسباب الكامنة، بما في ذلك العوامل الجينية والبيئية، إلا أن الآليات المميزة قد تساهم في حالات دماغية مميزة".

ووجدت أبحاث سابقة أن سكري الحمل يزيد من خطر إصابة الأطفال بأمراض القلب.
ونمو الطفل معقد وأي تغيير في جسم الأم يمكن أن يكون له عواقب على طفلها. ويمكن للتحولات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل أن تتسبب في تغيير حساسية الإنسولين لدى المرأة وتطور سكري الحمل.

وعادة ما يصاحب مرض السكري، من أي نوع، استجابة التهابية من الجهاز المناعي.

ولوحظ التهاب في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد أيضا، ما يشير إلى أن هذا قد يكون أحد الروابط بين الحالتين.

وأضاف البروفيسور كو: "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف كيف يمكن لظروف سكري الأم، أن تشكل نمو الدماغ في الرحم".