نهج أوروبي لتجاوز أزمة الأسعار.. كهرباء "رخيصة الثمن" من الطاقة المتجددة

اقتصاد

اليمن العربي

قال كادري سيمسون مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يعتزم إعادة هيكلة سوق الكهرباء لإعطاء الأولوية للطاقة المتجددة الأقل تكلفة.

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن سيمسون، القول: "ندرس سبل وصول فوائد زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى المستهلكين".

وأضاف: "سنحتاج أيضا إلى محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز، لكننا لا نريد إيجاد نظام يجعلها تعمل على مدار الساعة".

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن المفوضية الأوروبية تقترح جعل أسعار الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة تعكس التكلفة الحقيقية لإنتاجها.

كما تقترح المفوضية تمديد العمل بضريبة الأرباح الاستثنائية على شركات الطاقة المتجددة، والتي ينتهي العمل بها خلال العام الحالي.

ويؤثر سعر الغاز على الكهرباء؛ حيث تستخدم العديد من محطات الطاقة الأوروبية الغاز لتوليد الكهرباء. وفي فرنسا انخفض سعر الجملة للكهرباء للعام 2023 إلى 240 يورو/ ميجاوات في الساعة الجمعة 31 ديسمبر/كانون الأول 2022 مسجلًا أدنى مستوياته منذ أبريل/نيسان الماضي، بعدما تجاوز 1000 يورو/ ميجاوات للساعة في نهاية أغسطس/آب الماضي.

لكن هذه التغيّرات في أسعار الجملة لا تنعكس بشكل مباشر في الأسعار المفروضة على المستهلكين لأن موردي الكهرباء يعتمدون سعرًا مدروسًا، خصوصًا خلال هذه الفترة حيث قد تقفز الأسعار من يوم إلى آخر.

وكان المجلس الأوروبي قد وافق في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على محتوى القواعد الجديدة التي تهدف إلى تسريع إجراءات منح تصاريح لمشاريع الطاقة المتجددة.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت المفوضية الأوروبية إنها وافقت على خطة لدعم الطاقة المتجددة حجمها 28 مليار يورو (29.69 مليار دولار) تقدمت بها ألمانيا بهدف تسريع وتيرة التوسع في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وسوف تحل هذه الخطة محل المخطط الحالي لدعم الطاقة المتجددة وستكون سارية حتى عام 2026.

وتهدف الخطة لتحقيق هدف ألمانيا المتمثل في إنتاج 80% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.

وقالت المفوضية الأوروبية إن الخطة "ضرورية ومناسبة" للتشجيع على استخدام الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات التي تزيد من درجة حرارة الكوكب.

وأضافت مفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الأوروبي، مارجريت فيستاجر، في بيان أن خطة قانون الطاقة المتجددة الألماني 2023 ستسهم في تسريع وتيرة الحد من استخدام الكربون في إنتاج الكهرباء.

وسيكون التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة ضروريًا لتحقيق هدف ألمانيا المتمثل في التخلص نهائيا من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2045 علاوة على سد جانب من الفجوة في إمدادات الطاقة التي حدثت بعد قطع روسيا معظم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا في 2022.

فيما رجحت وكالة الطاقة الدولية أن تتسبب أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا في حدوث تغييرات عميقة وطويلة الأمد، لديها القدرة على تسريع الانتقال إلى نظام طاقة أكثر استدامة وأمانًا.

وتوقع تقرير الوكالة الدولية تزايد الطلب على النفط بنسبة أقل من 1% سنويًا قبل أن يبلغ ذروته ‏في عام 2035 عند 103 ملايين برميل يوميًا، ثم ينخفض الطلب على الوقود الأحفوري، بالتزامن مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية.

كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أيضًا أن الاستثمار السنوي العالمي في الطاقة المتجددة سيصل إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، بزيادة 50% مما هو عليه اليوم.