إرهاب وغسل الأموال.. تحقيقات مع قيادات إخوانية في تونس

عرب وعالم

اليمن العربي

أحال القضاء التونسي قيادات بجبهة الخلاص الإخوانية إلى التحقيق بتهمة الانخراط في تنظيم مشبوه يضمّ عناصر متورّطة في أعمال الإرهاب.

وتقدمت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، بدعاوى قضائية ضد عدد من قيادات "جبهة الخلاص الوطني" الإخوانية إلى جانب الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، حليف تنظيم الإخوان.

وفي بيان صدر الثلاثاء الماضي، قال الحزب إن الشكاوى تم تقديمها ضد أحمد نجيب الشابي ورضا بالحاج، وجوهر بن مبارك، وشيماء عيسى عن جبهة الخلاص الإخوانية والرئيس السابق المنصف المرزوقي.

ويتهم الحزب المذكورون بالانخراط في تنظيم يضم في صفوفه أشخاصا وأحزابا على صلة بجرائم الإرهاب، وجمع التبرعات لصالح تنظيم إرهابي بالمخالفة للقانون فضلا عن ارتكاب جرائم غسل الأموال.

واعتبر الحزب أن الاعتراف بما يسمى "جبهة الخلاص" وسماح السلطات التونسية لها بالنشاط رغم غموض صبغتها القانونية وتجميعها لعناصر متورطة في قضايا إرهابية وتقديمها من قبل وسائل الإعلام الوطنية والخارجية في ثوب مكون سياسي معارض، يدخل ضمن تبييض التنظيمات الإرهابية والتستر على أذرع الإخوان الخطيرة في تونس، والتشجيع على مواصلة منظومة "الربيع العربي" التخريبي في شكل جديد.

وحمّل الحزب المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة للرئيس التونسي قيس سعيد وحكومته عما وصفه بالتراخي في تطبيق القانون وفسح المجال لإعادة القوى الظلامية وتسهيل تغلغلها في المشهد السياسي ومغالطة الشعب التونسي الذي يروم التخلص منها والإضرار بالمصالح العليا للوطن.

وتتكون "جبهة الخلاص" من حركة "النهضة" الإخوانية، وحزب "قلب تونس" (حزب نبيل القروي) و"ائتلاف الكرامة" الإخواني، و"حراك تونس الإرادة" (حزب المنصف المرزوقي) وحزب الأمل (حزب نجيب الشابي).

وهذه الأحزاب المشكلة للجبهة الإخوانية، هي التي كانت ممثلة في البرلمان المنحل في 30 مارس الماضي، وتطاردها جميعا اتهامات بفضائح فساد المالي، وجرائم إرهاب، وتبييض الأموال والسرقة.


العودة للحكم

ومن خلال هذه الجبهة يحاول إخوان تونس العودة من جديد للحكم، والالتفاف على مسار 25 يوليو 2021، الذي أزاح برلمانا كان يسيطر عليه التنظيم الإرهابي.

ويترأس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي؛ رئيس حزب الأمل، والمحامي ذو التوجهات اليسارية؛ حليف النهضة التاريخي ليتخفوا وراءه.

ومنذ حكم الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، أطلق المتابعون للشأن السياسي على نجيب الشابي اسم ”نجيب الله”، في إشارة إلى ارتمائه منذ ثمانينيات القرن الماضي في أحضان الإخوان، حيث كانوا ينشطون تحت جناح حزبه ”الديمقراطي التقدمي”، ليقوم من خلاله بعملية غسل سمعة القيادات الإخوانية.

والشابي كان حليفا قويا للإخوان، والتحالف معهم ممتد منذ عام 2005، من خلال "تحالف 18 أكتوبر"، حيث عمد إلى بعث حركة سياسية ساهمت بشكل كبير في تطبيع العلاقة بين الحركة الإخوانية والمجتمع التونسي.

وخاض المعركة عوضًا عنهم ضد نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي إلا أن حركة النهضة تنكرت للشابي بعد 14 يناير 2011، وفضلت بأن تدفع بالمنصف المرزوقي إلى رئاسة قصر قرطاج، بعد أن أطلقت عليه ذبابها الإلكتروني في حملات مستمرة لتقزيمه والاستهانة بتاريخه.

هذا الأمر جعل أحمد نجيب الشابي، يعارض حركة النهضة لفترة، قبل أن يعود بعد إجراءات 25 يوليو 2021، التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، لمغازلة الإخوان  مرة أخرى وطرح نفسه بديلا لتعويض خساراتها.