هل بصمات الأصابع تتنبأ بخطر الإصابة بانفصام الشخصية؟

منوعات

اليمن العربي

الفصام هو اضطراب عقلي خطير يفسر فيه الناس الواقع بشكل غير طبيعي. ويسبب مزيجا من الهلوسة والأوهام والاضطرابات الخطيرة في الفكر والسلوك، ما يضعف الوظائف اليومية.

 

هل بصمات الأصابع تتنبأ بخطر الإصابة بانفصام الشخصية؟

 

وبحسب مؤسسة "مايو كلينك"، فإن أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين تشبه أعراضه عند البالغين، إلا أن من الصعب ملاحظته لكون الأعراض المبكرة لهذا الاضطراب النفسي عند المراهقين تشبه تصرفات المراهقين المعتادة في هذه المرحلة العمرية.
لكن دراسة جديدة كشفت أن صور بصمات الأصابع قد تنبئ بالفصام.

واستخدمت الدراسة التي قادها باحثون إسبان نوعا من التعلم الآلي يسمى الشبكة العصبية التلافيفية (CNN)، للعثور على تشوهات في بصمات أصابع الأشخاص المعروف أنهم مصابون بالفصام، والتي لم تكن موجودة في الأشخاص غير المصابين بهذا المرض.

وقالت الدراسة التي أجرتها مؤسسة FIDMAG Germanes Hospitalàries Research Foundation في برشلونة: "تشير نتائجنا إلى أن بصمات الأصابع هي مصادر قيمة لتشخيص الذهان غير العاطفي وأن الشبكات العصبية التلافيفية هي أداة مجدية لتحقيق هذا الهدف".

وتُعرِّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس الذهان العاطفي بأنه اضطراب مزاجي مصحوب بأوهام أو هلوسات، وهو أمر شائع في الاضطرابات الفصامية العاطفية أو أشكال الاكتئاب.

واستنادا إلى الخوارزميات التي تم تطويرها باستخدام الشبكات العصبية التلافيفية، وهو نوع من أنظمة الحوسبة المستخدمة لتحليل الصور المرئية، راجع الباحثون عينات من بصمات الأصابع من 612 مريضا يعانون من الذهان غير العاطفي و844 فردا سليما. وأثبت الإبهام الأيمن أنه أقوى مؤشر، بمعدل دقة 68%.
ولاحظ الفريق: "على الرغم من أن الدقة القصوى البالغة 70% لا توفر دقة كافية لتشخيص لا لبس فيه، فقد تظل صور بصمات الأصابع ذات قيمة، خاصة إذا تم دمجها مع مصادر أخرى للمعلومات أظهرت بالفعل بعض القدرة التنبؤية في مرض انفصام الشخصية مثل علم الوراثة وبيانات تصوير الدماغ".

وكانت بصمات الأصابع كمؤشرات لمرض انفصام الشخصية موضوع العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة.

وتأتي الدراسة الحديثة بعد فترة وجيزة من إعلان العلماء عن الأساس الجيني المحتمل الذي يربط بين الفصام والاضطراب الثنائي القطب، وهي حالة صحية عقلية تسبب تقلبات مزاجية حادة.
أجرى العلماء أكبر تجربة من نوعها في العالم في غرب أستراليا شملت ما يقارب 70 جثة حيوانية موضوعة في حقائب ملونة وحاويات قمامة.

ووضعت هذه الجثث في الحقائب والحاويات وتركت لتتعفن. وعلى الرغم من أن هذه العملية قد تبدو للكثيرين بمثابة مشهد مقزز من فيلم رعب، لكنها تجربة يمكن أن توفر اختراقا مهما لعلماء الطب الشرعي.
وتمثل هذه التجربة جزءا من دراسة علمية لمساعدة محققي مسرح الجريمة في جميع أنحاء العالم على فهم عملية تحلل الرفات البشري.

واستخدمت التجربة الأكبر من نوعها في العالم، البقايا المتحللة لما يقارب 70 خنزيرا صغيرا موضوعة إما في حاوية قمامة أو حقيبة - بينما بقي بعضها كعنصر مقارنة وتركت معرضة للعناصر البيئية.

تُركت الجثث المتعفنة منذ أكثر من شهر في درجات حرارة تبلغ 20 درجة مئوية في الأدغال بغرب أستراليا.


واختبر العلماء بانتظام درجة الحرارة والرطوبة داخل وخارج الحقائب والحاويات لقياس مدى تأثر الجثث.

كما تمت دراسة التغيرات الميكروبيولوجية والكيميائية على البقايا وكذلك آثار الحشرات التي تستعمر الجثث.
ويأمل العلماء أن تساعد هذه الدراسة "المروعة" خبراء الطب الشرعي الذين يعملون في تحقيقات القتل، والتي تنطوي على رفات بشري متعفن.

وتصف باولا ماغني، كبيرة المحاضرين في علوم الطب الشرعي بجامعة مردوخ، هذه المواقع المخفية بأنها "بيئات وصول محدودة".

وأوضحت: "يحدث هذا لأن الجناة يحاولون تجنب الاكتشاف السهل من قبل السلطات و/ أو لأنهم بحاجة إلى شيء يمكنهم فيه تخزين الجثة مؤقتا ونقلها من مكان إلى آخر: من مسرح الجريمة الأساسي حيث وقعت الوفاة / يحدث القتل في مسرح الجريمة الثانوي، حيث تُترك الجثة أو تُكتشف. وفي العام الماضي، عثر على رفات رجل في صندوق به عجلات في سد بالقرب من بيرث، وقبل بضعة أسابيع عثر على رفات طفلين في حقيبتين في نيوزيلندا، ما يؤكد أن هذا النوع من الأبحاث مطلوب بشدة".

وأشارت الدكتورة ماغني: "الوقت حاسم في إعادة بناء الأحداث، لتحديد الأشخاص والأماكن والدوافع".

وتقول إن الطبيب الشرعي لديه نافذة قصيرة جدا تبلغ نحو ثلاثة أيام بعد الوفاة لتحديد جدول زمني ومع ذلك، فإن أي حشرات موجودة في الجسم يمكن أن توفر معلومات لأيام وشهور وحتى سنوات بعد الوفاة.


وستساعد الدراسة في "فهم تعاقب الحشرات في بيئة وصول محدودة، ويوفر معلومات جديدة تضاف إلى صندوق أدوات عالم الحشرات الشرعي".

ووقع إجراء ثلاث دراسات أخرى مماثلة فقط في العالم، بما في ذلك واحدة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقا للدكتورة ماغني.

وقالت إن البيانات المتاحة في الوقت الحالي ليست جيدة بما يكفي لدعم التحقيقات الجنائية المتعلقة بالجثث التي يعثر عليها في حقائب السفر وغيرها من البيئات المماثلة، بما في ذلك حاويات القمامة.

وسيتم عرض النتائج كاملة في مؤتمر علوم الطب الشرعي في فبراير 2023.