ما هي مواد غذائية التي يمكن أن "تضاعف" من خطر الإصابة بالتنكس البقعي؟

منوعات

اليمن العربي

تزداد مشاكل تشوش الرؤية المركزية مع تقدم الجسم في العمر. وفي كثير من الأحيان، يرجع ذلك إلى أن التنكس البقعي يتسبب في تلف البقعة الصفراء، وهو جزء من العين ينتج عنه رؤية حادة.

 

ما هي مواد غذائية  التي يمكن أن "تضاعف" من خطر الإصابة بالتنكس البقعي؟

 

وتم ربط العديد من العوامل الوراثية والبيئية بتطور المرض، لكن النظام الغذائي ما يزال من أكثر العوامل التي لم تتم دراستها.
وتميل المسببات الغذائية الرئيسية المرتبطة بتطور التنكس البقعي إلى الكربوهيدرات البسيطة. وذلك لأن الجسم يهضم هذه الأنواع من الكربوهيدرات بسرعة، ما يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم.

ومع ذلك، يشير معهد Assil Gaur Eye Institute في لوس أنجلوس، إلى أن المنتجات الغذائية الدهنية قد تساهم أيضا في زيادة تطور التنكس البقعي.

وتشرح الهيئة الصحية: "يوصي خبراء الصحة بالابتعاد عن المواد الغذائية التي تشمل الزيوت المهدرجة والدهون المتحولة. ويوصى بزيت الطهي الذي يحتوي على أقل من أربعة غرامات من الدهون المشبعة في كل ملعقة كبيرة. وتعد المارغرين بديلا صحيا للزبدة ولكنها غنية بالدهون المتحولة التي يمكن أن تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم. واستبدل الدهون غير الصحية بالدهون المتعددة غير المشبعة مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية".

ووجدت الأبحاث المبكرة التي يعود تاريخها إلى عام 2003 أن المخاطر على الرؤية البشرية كانت مختلفة لكل دهون مستهلكة.

ولتقييم ذلك، اتبعت الدراسة 261 شخصا يعانون من درجة معينة من فقدان البصر وكان لديهم علامات مبكرة على الضمور البقعي.

ولم يكن الهدف من البحث هو تقييم آثار الدهون ولكن ما إذا كان النظام الغذائي يؤدي إلى تفاقم الرؤية بين هؤلاء الأفراد.
وبعد إجراء تحليل شامل، قرر الباحثون أن خطر الإصابة بالضمور البقعي مع تقدم العمر قد تضاعف بين الأفراد الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالأطعمة المخبوزة الدهنية.

وتم اقتراح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون تضر بالرؤية عن طريق انسداد الأوعية في الشبكية والمشيمية، ما يحرم هذه المناطق من العناصر الغذائية التي تشتد الحاجة إليها.

وأظهرت الدراسة التي استمرت خمس سنوات على وجه التحديد أن تناول كميات أكبر من الدهون النباتية يزيد من معدل تطور التنكس البقعي.

وكان الدليل على التقدم المعزز واضحا أيضا مع الدهون الحيوانية، ولكن بدرجة أقل.

وعلاوة على ذلك، وجدت أن الوجبات الغذائية الغنية باللحوم والألبان تزيد أيضا من خطر الإصابة بالتنكس البقعي، ولكن ليس بقدر الأطعمة المخبوزة.

وعلى العكس من ذلك، فإن الأفراد الذين تناولوا كميات أكبر من الأسماك والمكسرات، قللوا من خطر تطور المرض.

ويمكن للأطعمة الأخرى ذات الأوراق الداكنة أن تعزز صحة العين لأنها غنية بمضادات الأكسدة اللوتين والزياكسانثين، والتي توجد بتركيزات عالية في شبكية العين.

ما مدى شيوع التنكس البقعي؟
على الرغم من أن التنكس البقعي الناتج عن التقدم في السن يؤثر عادة على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، إلا أن الحالة يمكن أن تحدث أيضا في وقت مبكر.

والأعراض تعد نادرة في المراحل المبكرة للمرض، ولكن بمجرد ظهور المضاعفات فإنها تميل إلى أن تشمل تشويشا خفيفا في الرؤية المركزية وصعوبة في الرؤية في ظل الإضاءة المنخفضة.

ويمكن أن تصبح هذه الأعراض عائقا كبيرا أمام الحياة اليومية للشخص أثناء تقدمه في السن، ما يجعل المهام الأساسية مثل القراءة والقيادة أمرا مستحيلا.

من الغلوكوما إلى التنكس البقعي المرتبط بالعمر، هناك الكثير من أمراض العيون التي قد تحرمك من نعمة البصر.

والأسوأ من ذلك، يحذر أحد الخبراء من أن ممارسة معينة قد تشكل خطرا كبيرا على الرؤية من خلال زيادة مخاطر الإصابة بهذه الحالات.
وأوضحت سوجاتا بول، رئيسة قسم الخدمات المهنية السريرية وأخصائية بصريات العدسات اللاصقة في Lenstore، الآثار "التي غالبا ما تُنسى" للتدخين على العينين.

وهذا الضرر لا يشمل فقط السجائر التقليدية، بل يمكن أيضا للسجائر الإلكترونية أن تكون ضارة، لذا فإن فكرة التخلي عن الأولى وتعويضها بالثانية لن يحمي عينيك.

وأضافت بول: "تدخين التبغ معروف وثبت أن له العديد من الآثار السلبية على الجسم، بما في ذلك البصر. ومن منظور قصير المدى، يمكن أن يتسبب دخان التبغ أيضا في متلازمة جفاف العين، ما يؤدي إلى تهيج العين وألمها".

وعندما يتعلق الأمر بالمخاطر طويلة المدى، وهنا يأتي دور "فقدان البصر الدائم".

وأضاف الخبير: "يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض العين الخطيرة التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى فقدان البصر الدائم، بما في ذلك الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وإعتام عدسة العين والمياه الزرقاء".

والدخان الإلكتروني ليس أفضل لأنه يسبب الإجهاد التأكسدي للعينين.


وتابعت بول: "يحدث الإجهاد التأكسدي عندما يكون هناك خلل في مستويات الأكسجين لديك. ومثل أي مكان آخر في الجسم، يمكن أن يكون للضغط الإضافي آثار سلبية على الصحة. وبمرور الوقت، سيزيد التدخين الإلكتروني من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين، والتنكس البقعي وحتى الغلوكوما".

وأشارت: "الغلوكوما تخفض البصر ويمكن أن تؤدي إلى العمى الدائم إذا تركت دون علاج".

ما هي الغلوكوما؟

وفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، الغلوكوما هي حالة العين التي يتلف فيها العصب البصري، الذي يربط العين بالدماغ.

والأسوأ من ذلك، يمكن أن تؤدي حالة العين هذه إلى فقدان البصر إذا لم يتم التقاطها مبكرا.

ولسوء الحظ، تتميز الغلوكوما بنقص العلامات التحذيرية، ما يجعل من الصعب اكتشافها.

وتميل الحالة إلى التطور ببطء على مدار سنوات عديدة. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي قد يعاني منها مرضى الغلوكوما مثل، الألم الشديد في العين، والتقيؤ والغثيان، واحمرار العين، وصداع الرأس، ورؤية الحلقات حول الأضواء أو رؤية مشوشة.

ومن الضروري زيارة أخصائي العيون إذا كنت تواجه أي مشاكل في الرؤية.

وأضافت بول: "إذا بدأت في ملاحظة تغيرات في بصرك مثل البقع الضبابية في رؤيتك المركزية، والحاجة إلى مزيد من الضوء للقراءة وبدء ظهور الخطوط المستقيمة متموجة، فعادة ما يكون فحص العين هو الطريقة الأكثر فعالية لاكتشاف أي أمراض تصيب العين مبكرا".