"معركة باخموت".. هل تقع كييف في "فخ" موسكو؟

عرب وعالم

اليمن العربي

تشكل معركة باخموت شرقي أوكرانيا اختبارا حاسمًا لطموحات روسيا العسكرية، بعد تراجع ملموس في ساحات القتال مؤخرًا.

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن المعركة حول هذه المدينة الاستراتيجية تشكل في الوقت ذاته رهانا خاصا لقائد العملية الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرجي سوروفكين، الذي وعد بتحقيق تقدم ملموس مقابل الانسحاب من مدينة خيرسون.

ووفقا للتقرير، فقد وصلت قوات روسيا إلى الضواحي الشرقية لباخموت في أوائل يوليو، في أعقاب هجومهم الأخير الناجح، والاستيلاء على بلدتي ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك القريبتين.

حدث ذلك في الوقت الذي تحولت فيه موجة الحرب بشكل كبير لصالح أوكرانيا في أماكن أخرى من البلاد، إذ تمكنت القوات الأوكرانية من طرد القوات الروسية من مناطق شاسعة في خاركيف ودونيتسك وخيرسون الشهر الماضي.

وتحولت باخموت في الوقت الراهن، إلى ساحة المعركة الرئيسية في الحرب، حيث تقوم أوكرانيا وروسيا على حد سواء بإرسال جحافل الجنود والدبابات والمدفعية، في تركيز للقوة النارية نادرًا ما حدث منذ بداية العملية العسكرية قبل 10 أشهر.

ويضع الجنرال سيرغي سوروفكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، الكثير من الرهانات على هذه العملية، وبرر انسحاب قواته من خيرسون في الشهر الماضي بالحاجة إلى استخدام هذه القوات في عمليات هجومية في أماكن أخرى.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن فيدير فينيسلافسكي، عضو لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات بالبرلمان الأوكراني، قوله: "يجب أن يظهر سوروفيكين قدرا من الانتصار في مكان ما.. أكثر ما ترغب به القيادة العسكرية والسياسية الروسية هو السيطرة على باخموت".

وبحسب الصحيفة، فإن حسابات أوكرانيا لا تستند فقط إلى منطق عسكري بحت، ففي حال سقوط باخموت، يتوقع أن تشكل بلدة تشاسيف يار الواقعة على مرتفعات إلى الغرب، خط دفاع مناسب لمنطقة دونيتسك التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية والتي تبلغ 40 بالمائة من منطقة دونيتسك.

وأوضح قائد القوات البرية الأوكرانية، الكولونيل أولكسندر سيرسكي، في مقابلة مع الصحيفة: "من وجهة النظر العسكرية، لا تحتل باخموت تلك الأهمية الاستراتيجية، لكنها في الوقت ذاته، تحمل أهمية نفسية بالنسبة للأوكرانيين والروس على حد سواء".

ويرى أن انسحاب القوات الأوكرانية من باخموت من شأنه أن يشير إلى خسارة أوكرانيا للمبادرة بعد 4 أشهر من التقدم المطرد، ما يرفع الروح المعنوية للروس ويجعل من الصعب على أوكرانيا شن المزيد من الهجمات في دونيتسك ومنطقة لوهانسك القريبة.

لهذا السبب، قامت أوكرانيا في الأسابيع الثلاثة الماضية بإغراق المنطقة بقوات ومعدات جديدة.

وخلال معظم فترات الحرب، حاولت أوكرانيا عادةً تجنب المعارك الثابتة والتي يركز فيها الطرفان مواردهما، انطلاقا من إدراكها أن هذا النوع من الحرب يمكن أن يصب في صالح روسيا.

جزء آخر من لغز المعارك حاليا، هو ما يحدث على جبهة كرمينا-سفاتوفا في الشمال، حيث تعثرت العمليات الهجومية الأوكرانية فعليًا بسبب الطقس الذي جعل الطرق غير المعبدة غير سالكة.

لكن القادة الأوكرانيين يقولون إن الانخفاض المستمر في درجات الحرارة يمكن أن يجمد الأرض ويسمح للقوات الأوكرانية باستئناف توغلها شرقا.

وفي الوقت الذي تهدف فيه الهجمات الروسية إلى تطويق باخموت، لا تزال 3 طرق إمداد رئيسية على الأقل تؤدي للمدينة، تحت السيطرة الأوكرانية، وتتدفق القوات العسكرية الأوكرانية من وإلى باخموت في جميع الأوقات، مع وصول الذخيرة والوقود والمواد الغذائية إلى الخطوط الأمامية وتناوب القوات من نوبات في مواقع القتال إلى المواقع الأمامية في الخلف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين، قولهم: "باخموت باتت الآن مقسمة بين من يطلق عليهم (زدوني)، وهم المتعاطفون مع الروس، والفقراء أو كبار السن أو المرضى الذين لا يمكنهم المغادرة، والأوكرانيون الذين يؤمنون بقدرة جيش بلادهم على الانتصار وطرد الروس من المدينة".