دراسة: العنصرية تساهم في الاضطرابات النفسية والجسدية

منوعات

اليمن العربي

ثبت من خلال العديد من الدراسات أن العنصرية تساهم في الاضطرابات النفسية والجسدية بما في ذلك السمنة والاكتئاب والإدمان.

 

دراسة: العنصرية تساهم في الاضطرابات النفسية والجسدية 

 

لكن المسارات البيولوجية من تجربة اجتماعية إلى آثارها على الجسم ما تزال غير معروفة. وتبحث الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Biological Psychiatry، في دور نظام ميكروبيوم الدماغ والأمعاء (BGM) في المشاكل الصحية المتعلقة بالتمييز.
وأشارت الأبحاث السابقة حول التمييز والمرض إلى محور "ما تحت المهاد - الغدة النخامية - الغدة الكظرية" الذي ينظم الإجهاد، لكن المؤلفين أرادوا توسيع نطاقهم.

ووجدت الدراسات الحديثة أن ميكروبيوم الدماغ والأمعاء يستجيب بشكل كبير للتجارب المجهدة.

ويرتبط عدم تنظيم ميكروبيوم الدماغ والأمعاء بالالتهاب والمشكلات الصحية طويلة المدى الناتجة عن إشارات الخلايا المناعية والعصبية والهرمونية التي تربط تجاربنا بصحتنا.

ولأن الأبحاث السابقة التي استكشفت العلاقة بين التمييز والمرض قارنت في الغالب الأفراد السود والبيض، قام الباحثون في الدراسة الحديثة بالتحقيق في مجموعات عرقية وإثنية متعددة.

وشملت الدراسة 154 بالغا في مجتمع لوس أنجلوس أبلغوا بأنفسهم عن عرقياتهم أو إثنياتهم كأميركي آسيوي أو سود أو إسبان أو بيض.

ثم أكمل المشاركون استبيانات لتقييم تجارب التمييز.

وأبلغ المشاركون من جميع الخلفيات الإثنية والعرقية عن تعرضهم للتمييز، على الرغم من أنهم ذكروا مجموعة متنوعة من الأسباب للتمييز، تتراوح من العرق إلى الجنس إلى العمر.

ويوضح الدكتور تين دونغ: "ارتبطت هذه الأسباب المختلفة بتغييرات مختلفة في نظام ميكروبيوم الدماغ والأمعاء عبر المجموعات العرقية والإثنية المختلفة".

وجمع الباحثون بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتقييم العلاقة بين التمييز وترابط الدماغ.


كما قاموا بجمع عينات الدم لقياس علامات الالتهاب وعينات البراز لتقييم الميكروبات ومستقلباتها. وتم استخدام هذه المقاييس معا لتقييم تعديلات ميكروبيوم الدماغ والأمعاء المتعلقة بالتمييز والمتغيرات النفسية، مع الأخذ في الاعتبار الجنس والعمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي.

وأوضح الدكتور دونغ: "بحثنا يشير إلى أن التمييز بالنسبة للأفراد ذوي الأصول الإسبانية والسود يؤدي إلى تغيرات تشمل زيادة الالتهاب الجهازي. وبالنسبة للأفراد الآسيويين، تشير التغييرات إلى أن الاستجابات المحتملة للتمييز تشمل الجسدنة (عندما تصبح العلاقة بين المرضين النفسي والجسدي فائقة التعقيد لأن المريض قد لا يشكو إلا من الأعراض الجسمانية). وكان التمييز بين الأفراد البيض مرتبطا بالقلق وليس الالتهاب. ولكن بنفس الأهمية، بالنسبة إلى في جميع الأجناس، كان للتمييز أيضا زيادة في الإثارة العاطفية والجهاز الحوفي (الجهاز النطاقي أو الطرفي) في الدماغ، والذي يرتبط باستجابة الإجهاد للقتال أو الهروب. كما رأينا ارتفاعات في الميكروبات المؤيدة للالتهابات، مثل Prevotella copri.

وقال جون كريستال، رئيس التحرير بمجلة Biological Psychiatry: "هذه الدراسة الجديدة تلقي الضوء على التأثير الواسع للتعرض للعنصرية على العواطف، ونشاط الدماغ، وعلامات الالتهاب في الدم، وتكوين ميكروبيوم الأمعاء... فوجئت عندما علمت أن التعرض للعنصرية يؤثر على شعورنا وكيف نتعامل مع هذا التعرض وضغوط الحياة الأخرى. ومع ذلك، تذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك لتسليط الضوء على أنماط استجابة الدماغ للعنصرية والعوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة البدنية، بما في ذلك أنواع البكتيريا النامية في القناة الهضمية ومستويات الالتهاب في الجسم. وهذه عوامل تؤثر على العديد من العمليات المرضية في الجسم".

وفقا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Psychological Medicine، فإن الإجهاد أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على تسارع شيخوخة خلايا الأطفال.

وتابع باحثو جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو 110 امرأة بيضاء و112 امرأة سوداء تتراوح أعمارهن بين 10 و40 عاما بالإضافة إلى طفلهن الأول (متوسط العمر 8) لفهم تأثيرات التوتر على صحة المرأة وتأثيراتها على أطفالهن.
وكانت النتائج مفاجئة، حيث ارتبط الإجهاد المالي أثناء الحمل، مثل فقدان الوظيفة وعدم القدرة على دفع الفواتير، بالشيخوخة الخلوية المتسارعة للأطفال البيض وليس الأطفال السود.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية ستيفاني ماير، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والأستاذة المساعدة في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو معهد ويل لعلوم الأعصاب: "يمكننا التكهن بأسباب النتائج، لكن الحقيقة هي أننا بحاجة إلى إجراء المزيد من البحث لفهمها".

ويمكن قياس العمر الخلوي بطول التيلوميرات، أغطية الحمض النووي الواقية في نهاية الكروموسومات. ويقصر طول التيلومير بشكل طبيعي مع تقدم العمر، وتتنبأ التيلوميرات الأقصر بالظهور المبكر لأمراض مثل أمراض القلب والسكري وكذلك الموت المبكر.

وأظهرت الدراسات السابقة أن الضغوطات السابقة للولادة مرتبطة بتيلوميرات النسل الأقصر، لكن تلك الدراسات شملت في الغالب الأمهات البيض.

وجندت دراسة جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عددا متساويا من الأمهات البيض والسود، وفحصت كيف أثرت الضغوطات التي حدثت خلال فترة المراهقة (ما قبل الحمل) والحمل وطوال حياتهن على تيلوميرات أطفالهن.

ولم يلاحظ أي تأثير خلال فترة ما قبل الولادة. وشوهد تأثير التيلومير في الأطفال البيض فقط بسبب الضغوطات أثناء الحمل - وليس في مرحلة المراهقة أو عبر العمر. والضغوط غير المالية، مثل الطلاق أو وفاة أحد الأحباء، لم يكن لها تأثير تيلومير يمكن ملاحظته على الأطفال من أي من العرقين.
وفي حين أن سبب الاختلاف في نتائج ما قبل الولادة حسب العرق غير معروف، قدم الباحثون عدة احتمالات، أحدها أن استراتيجيات المواجهة التي طورتها النساء السود قد تقلل من تأثير إجهاد الأم.

وقالت ماير: "يجب أن نستمر في دراسة وفهم كيف ينتقل الإجهاد - والمرونة في مواجهة الإجهاد - لدى الأمهات السود، وكذلك في المجتمعات العرقية الأخرى التي لم يتم دراستها جيدا. إن فهم كيفية نشوء التباينات العرقية في الصحة وانتقالها عبر الأجيال هو قضية صحية عامة بالغة الأهمية".

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كان إجهاد الحمل يؤثر بشكل قاطع على تيلوميرات الأطفال السود، وكيف أن مقاييس الإجهاد المستخدمة في هذه الدراسة ربما لم تلتقط الضغوطات الفريدة للنساء السود، مثل التمييز والعنصرية المؤسسية، كما أشارت الدكتورة إليسا إيبل، المؤلفة الأولى للدراسة وأستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في معهد ويل لعلوم الأعصاب.

وقالت إيبل: "بالنظر إلى التفاوتات الصحية العرقية ودور التوتر في النتائج الصحية الهامة الأخرى للحمل، مثل الوزن عند الولادة والولادة المبكرة، فمن المهم دعم جميع النساء خلال هذه الفترة المهمة. ويجب أن نعمل بجد لتحديد النساء اللواتي يعانين من مستويات عالية من الإجهاد السام والشدائد الاجتماعية لتقديم تدخلات لا تعالج فقط مشاعر التوتر والاكتئاب، ولكن أيضا مشكلات مثل انعدام الأمن الغذائي والضغوط المالية وعدم استقرار الإسكان".